العدد 4912 - الأربعاء 17 فبراير 2016م الموافق 09 جمادى الأولى 1437هـ

قوافل مساعدات تدخل مناطق سورية محاصرة

تركيا تقترح مجدداً «منطقة آمنة» في سورية... وروسيا: لا منطقة عازلة دون موافقة الحكومة السورية

دخلت عشرات الشاحنات أمس الأربعاء (17 فبراير/ شباط 2016) مناطق عدة محاصرة في سورية برعاية الأمم المتحدة، وسط تزايد الشكوك بإمكانية تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية في هذا البلد الأسبوع الجاري.

وكان الموفد الأممي إلى سورية ستافان دي ميستورا اعتبر الإثنين إثر لقاءاته مع مسئولين سوريين أن دخول المساعدات سيشكل «اختباراً» للحكومة السورية ما استدعى رداً قاسياً من دمشق.

وأوضح عضو الفريق الإعلامي للهلال الأحمر السوري، مهند الأسدي لـ «فرانس برس» أمس أن قافلة مساعدات دخلت معضمية الشام في ريف دمشق هي «عبارة عن 35 شاحنة تقل 8800 كيس طحين و4400 حصة غذائية بالإضافة إلى أغذية عالية الطاقة وأدوية متنوعة ومعدات ولادة طبية».

وقال منسق الأمم المتحدة للشئون الإنسانية في سورية، يعقوب الحلو إن المساعدات ستصل إلى 93 ألف شخص.

وأضاف «لدينا مساعدات لحوالى 30 ألف شخص دخلت مدينة المعضمية. وتصل مساعدات تكفي مدة شهر إلى 42 ألف شخص في مضايا وبقين وحوالى ألف شخص في الزبداني، وتزامناً يتم إدخال مساعدات إلى كفريا والفوعة تكفي 20 ألف شخص».

ولفت الأسدي إلى أن مئة شاحنة محملة مواد غذائية وطحيناً وأدوية اتجهت أمس إلى المناطق المحاصرة.

من جهته، أورد الهلال الأحمر السوري أن عيادة نقالة دخلت مضايا.

وتحولت سياسة الحصار خلال سنوات النزاع السوري إلى سلاح حرب رئيسي تستخدمه الأطراف المتنازعة، إذ يعيش حالياً وفق الأمم المتحدة 486700 شخص في مناطق يحاصرها الجيش السوري أو الفصائل المقاتلة أو تنظيم «داعش»، فيما يبلغ عدد السكان الذين يعيشون في مناطق «يصعب الوصول» إليها 4,6 ملايين.

وكان دي ميستورا صرح الثلثاء أن «من واجب الحكومة السورية أن توصل المساعدات الإنسانية إلى كل السوريين، أينما كانوا، والسماح للأمم المتحدة بتقديم المساعدات الإنسانية»، مضيفاً «غداً سوف نختبر ذلك».

ورداً على ذلك، قالت مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد، بثينة شعبان لوكالة «فرانس برس» إن على موفد الأمم المتحدة التركيز على مهمته وليس الانشغال بقضية المساعدات الإنسانية.

وأكدت شعبان عبر الهاتف أن مهمة دي ميستورا «هي وضع لائحة بالجماعات الإرهابية وأخرى بمجموعات المعارضة التي من المفترض أن تتفاوض مع الحكومة السورية».

وأضافت بالإنجليزية «ولكن عوضاً عن القيام بذلك ينشغل (دي ميستورا) بالمساعدات الإنسانية التي لا تقع في إطار مهته»، مؤكدة أن مهمته هي «تسهيل الأمور، ويجب أن ينشغل بما هو قادر على القيام به».

هدنة صعبة

في هذا الوقت، تواصلت المعارك في شمال البلاد والقصف التركي لمواقع الأكراد، بينما جددت أنقرة دعوتها إلى اقامة «منطقة آمنة» قرب حدودها تشمل مدينة اعزاز.

واعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان أمس أن بلاده لن تقبل أبداً بقيام معقل كردي على حدودها مع سورية وأنها ستواصل قصف مواقع المقاتلين الأكراد.

في برلين، وصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس الوضع الإنساني في سورية بأنه «لا يحتمل»، مجددة دعوتها إلى إقامة منطقة حظر للطيران لحماية المدنيين.

من جهته، أكد نائب وزير الخارجية الروسي، جينادي جاتيلوف أنه لا يمكن اتخاذ قرار بشأن إقامة منطقة حظر طيران فوق سورية دون موافقة حكومة دمشق ومجلس الأمن الدولي.

ونقلت قناة «روسيا اليوم» على موقعها الإلكتروني عنه القول إن اجتماعاً للجنة وقف إطلاق النار في سورية سيعقد غداً (الجمعة) بمشاركة خبراء روس وأميركيين وكذلك دول أخرى مؤثرة.

وقال جاتيلوف إن تنفيذ اتفاق ميونيخ لتسوية الأزمة السورية قد بدأ، مشيراً إلى أن الفريق المكلف بإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة أجرى أول اجتماعاته وسيعقد اجتماعه القادم يوم الجمعة.

من جانبها، قالت الأمم المتحدة في بيان أمس أن نحو سبعين ألف سوري فروا من منازلهم خلال الأشهر الثلاثة الماضية إثر تكثيف العمليات العسكرية في جنوب سورية، محذرة من أن قرابة خمسين ألفاً منهم باتوا دون مأوى.

في الشمال، تحركت أنقرة عسكرياً ضد المقاتلين الأكراد الذين يحققون تقدماً قرب حدودها على حساب الفصائل الإسلامية والمقاتلة التي تدعمها.

وبدأت المدفعية التركية منذ خمسة أيام تقصف مواقع قوات سورية الديمقراطية، التحالف العربي الكردي المدعوم من واشنطن، في ريف حلب الشمالي من دون أن تنجح في منع سيطرته على تل رفعت، أحد أهم معاقل الفصائل المسلحة في المنطقة.

العدد 4912 - الأربعاء 17 فبراير 2016م الموافق 09 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً