العدد 4918 - الثلثاء 23 فبراير 2016م الموافق 15 جمادى الأولى 1437هـ

المكافحة المتكاملة ... الأسلوب الأمثل للحد من انتشار الآفات مع المحافظة على البيئة

وقاية نبات

نقدر جميعاً الدور الهام الذي تلعبه المبيدات في الحفاظ على المحاصيل والحيوانات، إلا أن سميتها تتسبب في الكثير من المشاكل والأخطار، لذا كان من الضروري اتخاذ الوسائل التي تكفل إحداث التوازن بين استعمال المبيدات الزراعية وتقليل الأضرار الناجمة عنها.

من أجل هذا تُبذل جهود جادة تهدف إلى الحد من تلك الأخطار، وذلك بترشيد استخدام المبيدات، إلى جانب الاهتمام بتطوير أساليب المكافحة غير الكيماوية للآفات باتباع نظام المكافحة المتكاملة لضمان السيطرة الفعالة عليها، مع الأخذ في الاعتبار كل الضمانات المتعلقة بصحة الإنسان والحيوان والبيئة، علاوة على المحافظة على التوازن الطبيعي وإعادته إلى الفطرة التي خلقه الله عليها، ويعني ذلك الاستفادة من جميع الوسائل التي تساعد على تقليل أعداد الآفة، والحد من انتشارها حتى لا يتم الاعتماد على المبيدات اعتماداً كلياً، ويتم ذلك باستخدام الوسائل الزراعية والميكانيكية والتشرييعية وغيرها، مما يساهم في تقليل أضرار الآفة، والأخذ بسياسة عدم اللجوء لاستخدام المبيدات إلا في حالات الضرورة القصوى، وفي أضيق الحدود وفي الوقت المناسب.

ومن أهم وسائل المكافحة المتكاملة:

الطرق الزراعية والميكانيكية

- زراعة الأصناف المقاومة التي أثبتت كفاءتها في ظل الظروف المحلية، حيث يعتبر استخدام مثل هذه الأصناف طريقة نموذجية وشديدة الفعالية لتقليل بعض الأضرار التي تسببها الآفات.

- حراثة الأرض وتركها معرضة للشمس قبل الزراعة بفترة كافية للقضاء على الأطوار الحشرية المختلفة الموجودة بها.

- استعمال الطرق اليدوية قدر الإمكان في التخلص من الحشائش، وخاصة الحشائش ذات الأوراق العريضة التي تعتبر عائلاً مهماً لمعظم الحشرات، والتي تنتقل منها إلى النباتات بعد أن تتقدم في العمر ويصعب القضاء عليها.

- استخدام السماد العضوي المتخمر، لأن استخدامه بدون تخمير ـ سواء في أرض المشاتل أو الأرض المستديمة ـ يشكل بيئة مناسبة لنمو وانتشار الفطريات، حيث لوحظ زيادة الإصابة بمرض ذبول البادرات في المشاتل التي يكثر فيها استخدام السماد العضوي غير المتخمر.

- الفحص الجيد للشتلات قبل نقلها إلى الحقل المستديم، للتخلص من الشتلات المصابة بحرقها.

- اتباع دورة زراعية مناسبة للمحاصيل في المواعيد المقررة ووفق المساحات المناسبة.

- عدم المبالغة في التسميد الآزوتي، حتى لا يتسبب ذلك في زيادة النمو الخضري على حساب النمو الثمري، فتصبح النباتات غضة، مما يجعلها هدفاً سهلاً للفراشات لوضع البيض عليها، كما يجعل النباتات عرضة للإصابة الشديدة طوال الموسم، لذلك يجب استخدام التسميد المتوازن وتبعاً لاحتياجات كل محصول ومرحلته العمرية.

- الاعتدال في كميات مياه الري، مع ملاحظة إجراء عملية الري خلال الصباح الباكر أو الفترة المسائية (وهي الأفضل) حتى لا يتم فقد جزء كبير من المياه عن طريق التبخر، وحتى لا تتأثر النباتات عند الري وقت الظهيرة.

- جمع الديدان والعذارى باليد وإعدامها، كما يحدث في بعض الآفات الحشرية كبيرة الحجم مثل دودة ورق التفاح «أبو شميلة»

- مداومة فحص النباتات لاكتشاف أية إصابات في وقت مبكر، مع التخلص من النباتات المصابة.

- نزع الأغصان والثمار الذابلة والمصابة والمتساقطة وحرقها، والتخلص من بقايا المحاصيل بعد جمع الثمار.

الطرق التشريعية

وهي عبارة عن مجموعة القوانين والتشريعات التي تصدرها الجهات المسئولة، وذلك لمنع انتشار أو تسرب الآفات الضارة بالنبات عبر الحدود والمنافذ الجمركية، ويعتبر الحجر الزراعي أحد الأجهزة القائمة لتطبيق قوانين حماية الثروة النباتية من الآفات الضارة غير الموجودة أصلاً عن طريق عدم السماح بدخولها، علاوة على أنه يساعد إلى حد كبير في السيطرة على الآفات الموجودة بالفعل، هذا وقد تم إقرار قانون الحجر الزراعي الموحد بين دول مجلس التعاون الخليجي، ويجري تنفيذه والعمل به حالياً، كما يجب الاهتمام بالحجر الزراعي الداخلي، وتطبيقه في مجال مكافحة سوسة النخيل الحمراء للمحافظة على ثروة البلاد من نخيل التمر.

الطرق الحيوية

وهي استعمال المواد والمستخلصات الحيوية التي تحتوي على كائنات حية دقيقة تتولى مهاجمة الآفات، ويتم رشها على النباتات كالمبيدات.

المكافحة البيولوجية

كاستخدام المصائد الفرمونية أو الكرمونية التي تحتوي على المواد التي يفرزها ذكر أو أنثى الحشرة لجذب الجنس الآخر، ومن أمثلتها مصيدة ذبابة الفاكهة ومصيدة سوسة النخيل الحمراء.

المكافحة الكيماوية

ونلجأ إليها كحل أخير بعد استنفاد جميع الطرق الأخرى دون إمكانية السيطرة على الآفة، ويجب أن نراعي ضرورة وأهمية قراءة جميع التعليمات المسجلة على العبوة والتي تتضمن جرعة الاستعمال ونسبة التخفيف، وفترة التحريم «فترة الأمان» ، كما يجب أن نقوم بدفن العبوات الفارغة ولا نستعملها في أغراض أخرى.

العدد 4918 - الثلثاء 23 فبراير 2016م الموافق 15 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً