لعبت الزراعة دوراً هاماً ومؤثراً على مدى عقود طويلة في اقتصادنا القومي، وذلك خلال الفترات التي سبقت الطفرة البترولية التي شهدتها منطقة الخليج، حيث كان الإنتاج الزراعي ـ بشقيه النباتي والحيواني ـ يمثل مكوناً أساسياً من مكونات الدخل القومي العام، وعلى الرغم من تراجع أهمية الإنتاج الزراعي بدءاً من ثلاثينيات القرن الماضي، إلا أنه سوف يظل هو حصن الأمان الذي تتضح أهميته وضرورته وحتميته في الوقت المناسب، ليعمل على توفير نسبة ـ ولو يسيرة ـ من الاحتياجات الاستهلاكية للسكان، في وقت قد يعز فيه هذا القدر اليسير.

ولا يخفي على أحد الدور الهام الذي تقوم به النباتات في المحافظة على البيئة بتقليل مخاطر التلوث الحادث بها من المصادر العديدة، والتي يصعب أحياناً التحكم فيها، كما لا يجب إغفال البعد الاجتماعي للعمل الزراعي.

لذلك فإن الأجهزة الرسمية المختلفة بالدولة بالتعاون مع المبادرة الزراعية التي تترأسها صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى تضع نصب أعينها العمل على تحقيق هدف التنمية الشاملة والمستدامة في المجالات الزراعية المتعددة، للوصول إلى أعلى إنتاجية ممكنة، لزيادة مساهمة القطاع الزراعي في توفير جزء أكبر من الاحتياجات الاستهلاكية من المواد والمنتجات الزراعية سواء النباتية أو الحيوانية، ولتحقيق الحد الأقصى من الدخل بالنسبة للمزارعين والمربين والمنتجين.

إن تحقيق هذه التنمية المنشودة، في حاجة إلى مساهمة وتعاون جميع الفئات التي يمكنها المشاركة في إحداث هذه التنمية، لذا كان لا بد من اتباع سياسة إعلامية إرشادية، تصل إلى جميع هذه الفئات، لخلق وعي زراعي وبيئي شامل يدفع في اتجاه التنمية المنشودة، ومن هنا كانت أهمية إصدار هذه المجلة الزراعية التي تُعنى بكل القضايا والمواضيع، والتي تأتي ضمن المنظومة الإعلامية الشاملة، التي تنتهجها صحيفة «الوسط» لنشر الثقافة الزراعية لدى هذه الفئات المختلفة والمهتمة بالإنتاج الزراعي.

ونحن ندرك أن هذا العدد من المجلة الزراعية، ليس إلا منعطفاً نمر به، ونأمل أن نستطيع تجاوزه في محاولات مستمرة للتطوير والتجديد، لنصل بكم وإياكم في كل عدد إلى مرحلة أفضل من سابقتها.

داعين المولى العلي القدير أن يوفقنا إلى دوام التقدم والتطور ،،،،