العدد 4918 - الثلثاء 23 فبراير 2016م الموافق 15 جمادى الأولى 1437هـ

بحريني يحوّل أرضاً قاحلة لبستان

يُهدي منتوجاتها لجيرانه

المزارع سيدعدنان سيدعلي
المزارع سيدعدنان سيدعلي

مع بزوغ فجر كل صباح تقريباً، يخرج سيدعدنان سيدعلي من منزله للاهتمام ورعاية بستانه الصغير الذي يقع بالقرب من منزله بمنطقة إسكان عالي، هذا البستان عكف على رعايته منذ 12 عاماً ويزرع فيه النخيل وبعض الشجيرات المثمرة.

سيدعدنان -وكما ذكر في حديث له مع «الوسط»- ليس مزارعاً ولم يتعلم الزراعة في أي مزرعة أثناء صغره، لكنه وقبل تقاعده بسنتين نظر إلى الأرض القاحلة التي تقع خلف منزله فجاءته فكرة إنشاء هذا البستان كي ينشغل به في فترة تقاعده بدلاً من تسليم جسده لعناء الراحة والكسل، ففتح باباً صغيراً من منزله يطل على مشروعه الجديد، وأصبح يواظب على العمل فيه كل صباح ومساء غير مكترث لما يملك من معلومات بسيطة جداً عن الزراعة، يقول عن ذلك «لم أتعلم الزراعة في مكان آخر بل تعلمتها هنا في بستاني الصغير».

فسيدعدنان كان يعمل قبل تقاعده بشركة بابكو، وعندما تفرغ لهذه المزرعة لم يكن يملك من المعرفة إلا القليل. يقول «تعلمت هنا ذاتياً من خلال التجارب والممارسة، ولا بأس بالنسبة لي من سؤال المختصين بين الحين والحين، فطورت معرفتي بما يخص الزراعة طوال هذه السنين حتى أصبحت مكتفياً بما أملك من معرفة بما أزرع في بستاني».

هذا البستان الصغير في عيون من يراه والكبير في عيون سيدعدنان يحرص فيه على زراعة أنواع من الأشجار والنخيل، يتحدث عنها بالقول «أكثر ما أحب زراعته هو النخيل، لدي منها عدة أنواع، أبيع فيها وأشتري، كما إن لدي أشجار اللوز والترنج، والمشموم وغير ذلك مما تعتمد زراعته على الموسم».

ورغم أنه يبيع ويشتري في النخيل لكنه لا يبيع شيئاً من محاصيله الزراعية، بل وكما يوضح «المنتوجات الزراعية آخذها للمنزل، أما الباقي فأقوم بتوزيعه على العوائل المحتاجة من الجيران والمعارف».

الأرض التي أقام عليها سيدعدنان بستانه هي أرض حكومية تقع بين عدة منازل بمنطقته، ويقول إنه عندما بدأ زراعتها عانى كثيراً من أرضها الصخرية، فاضطر لحفرها وشراء كميات كبيرة من الرمال الزراعية، ولانه تعب عليها منذ البداية فقد حاول الحصول عليها كإضافة لمنزله إلا أن ذلك لم يتم حتى الآن”.

ويشير إلى أن كثيراً من المسئولين كانوا عوناً له في مواصلة عمله ببستانه «شجعوني كثيراً وقالوا لي ما تفعله شيء جميل، فنحن بحاجة لمثل هذه السلوكيات الإيجابية، كما طلبوا مني الاستمرار وزودوني بكميات من الرمل الزراعي وكذلك بتسليكات لمياه الري، كما طلبوا مني أن أترك مسافة بين البستان وبين البيوت المجاورة، وهذا ما فعلته».

ولا يخفي سيدعدنان فرحته بهذا البستان، وطريقة نظرة الجيران له، الذين وصفهم بالراضين عنه، إذ لا توجد أية مشاكل بينه وبينهم بسبب هذا البستان. ويضيف أن «البستان يأتونه زوار بين الحين والحين عندما يلفت انتباههم أثناء مرورهم بالشارع، والبعض منهم يلتقط صوراً داخله».

كما تحدث عن مشقة العمل في الزراعة قائلا إن «العمل في الزراعة ليس سهلاً، فهو متعب جداً، وأول ما بدأت زراعة هذا البستان كنت أعمل لوحدي، الآن وبعد تقدمي في العمر أجلب بعض العمال بين الفترة والأخرى لمساعدتي، وبالأخص في عمليات الحفر والتنظيف».

العدد 4918 - الثلثاء 23 فبراير 2016م الموافق 15 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً