العدد 4919 - الأربعاء 24 فبراير 2016م الموافق 16 جمادى الأولى 1437هـ

حتى لا يأتي زيكا

أشهر 5 تساؤلات عن الرُعب الجديد

أعلنت منظمة الصحة العالمية  في 1 فبراير حالة الطوارئ على المستوى الدولي بسبب فيروس زيكا، إذ أصبحت “الشكوك قوية” بأن الفيروس هو سبب الارتفاع الكبير في التشوهات الخلقية لدى المواليد الجدد خاصة في أميركا اللاتينية.

الفيروس الذي تفشى سريعا في العالم، وظهر في أمريكا اللاتينية لينتقل بعدها إلى أوروبا و أمريكا الشمالية، تسبب في ظهوره و نقله هو “البعوض الزاعج”.

صحيح بأن الدول العربية لحد كتابة هذا التحقيق لم تشهد إصابات، إلا أن الحيطة والحذر دفعتا المتحدثة الرسمية لمنظمة الصحة العالمية في قسم الشرق الأوسط رنا صيداني، لأخذ المرض على محمل الجد، خاصة وبإن هناك سبعة بلدان في الشرق الأوسط، وهي مصر والسعودية والسودان واليمن والصومال وباكستان وجيبوتي، ينتشر فيها “البعوض الزاعج” وهو ينقل أمراضاً عديدة كحمى الضنك والحمى الصفراء وحمى التشيكونغونيا.

وفي هذا التحقيق نُجيبك على أشهر الأسئلة التي قد تتراود في ذهنك هذه الأيام.


هل هو فيروس جديد؟

لا هو فيروس قديم، وَقد اكتُشفَ لأول مرة في أوغندا عام 1947م فِي قُرود الريص بِواسطة شَبكة رَصد الحُمى الصفراء الحُرجية، ثم سجل أول إصابة بشرية في نيجيريا عام 1960. أما في فترة السبعينات فاكتُشِفت حالات زيكا في باكستان، الهند، ماليزيا، و أندونيسيا.

و في 2007 ظهر في جزر ياب، بدولة ميكرونيسيا. كما انتشر في بولينيزيا الفرنسية عام 2013.

آما آخر محطاته فكانت في 2014 حينما ظهر في شمال البرازيل وانتشر عن طريق أمريكا.

تتشابه أعراض الإصابة بفيروس زيكا مع أعراض الحمى الصفراء و عدد آخر من الحميات المعروفة, حيث تبدأ بارتفاع درجة الحرارة, و ظهور طفح جلدي بالجسم كله, و التهاب ملتحمة العين ثم آلام في العضلات و المفاصل مع توعك و صداع , و هذه الأعراض غالباً ما تكون متوسطة الشدة و تستمر من يومين إلى سبعة أيام .

في فترة انتشار وباء فيروس زيكا في بولينيزيا الفرنسية عام 2013 و  البرازيل عام 2015, تم تسجيل حالات مصابة بمضاعفات عصبية و مناعية جراء الإصابة بالفيروس, و مؤخراً في البرازيل تم تسجيل عدد كبير من المواليد المصابون بالفيروس و الذي أدى إلى تضاؤل حجم أدمغتهم و تأخر نمو المخ بشكل كبير, فيما يشير إلى وجود رابط بين الفيروس و النمو العصبي و المناعي لكنه لم يتحدد بشكل قاطع ماهية هذا الرابط حتى الآن .


ماذا يتوجب على الحوامل فعله؟

في بعض الأماكن في أمريكا اللاتينية، نُصِحت النساء بتجنب إنجاب الأطفال لعدة أشهر أو حتى سنوات بسبب زيكا. ولكن هذا ليس من السهل في كثير من هذه البلدان، فهنالك دول لا يوجد بها تنظيم الأسرة، كما إن الواقي الذكري بعيدا عن المتناول، و الإجهاض هو أمر غير قانوني كما هو الحال في الدول المسلمة.

في الوقت نفسه، نُصِحت النساء الأمريكيات الحوامل بالإبتعاد عن البلدان المنتشر بها الوباء، كما أصدرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أيضا إرشادات حول كيفية رعاية النساء الحوامل أثناء اندلاع زيكا، و الحصول على اختبار زيكا.

كما نُصِحت النساء اللاتي تردن السفر لتلك المناطق، أن يتوخين الحذر ويقمن بإستشارة الطبيب قبل الرحلة، وإتخاذ خطوات وقائية لمنع لدغات البعوض أثناء الرحلة

هناك احتمالان، الأول أن مسافراً مصاباً بالفيروس قَدِمَ من أميركا اللاتينية إلى إحدى هذه الدول، يتعرض للسعة بعوضة، في هذه الحالة تنتقل العدوى إلى البعوضة، وهي بدورها تنقل العدوى لأشخاص آخرين. أما الاحتمال الثاني فهو المياه الراكدة، فهي تعتبر موقعاً خصبا لتكاثر الأمراض والبعوض.

لذلك يتوجب على وزارات الصحة في الأقطار العربية باتخاذ إجراءات وقائية، كرش المبيدات للقضاء على البعوض، وتعزيز المراقبة خاصة على المسافرين القادمين من دول ينتشر فيها الفيروس. إلى جانب التخلص من المياه المخزنة والراكدة، وضرورة رصد التشوهات الخلقية والإبلاغ عنها بسرعة، وضرورة الاهتمام الكافي بالحوامل. في المقابل، ضرورة توخي الحذر من لسعات البعوض.

كما أوصت منظمة الصحة العالمية بتعقيم الطائرات القادمة من أميركا اللاتينية برش المبيدات فيها، سعيا لعدم انتقال البعوض عبر الطائرة.

أما على مستوى الأشخاص العاديين فيمكنهم الوقاية من هذا الفيروس عبر تغطية الجسم بثياب طويلة للحذر من لسعات البعوض، خاصة خلال فترة النهار، وهو الوقت الذي يميل فيه هذا النوع من البعوض إلى اللسع. من المعروف أن ظاهرة تخزين المياه منتشرة في العديد من الدول العربية، لذلك ينصح بالتخلص منها كإجراء وقائي. كما تجدر زيارة الطبيب عند الإصابة بوعكة صحية، وذلك لقطع الشك باليقين.


هل هناك أي لقاح ؟

قبل وقت قريب لم يشكل زيكا خطراً على صحة الإنسان، لذلك الأبحاث حوله محدودة للغاية، ولكن بعد هذه الأحداث المتتالية دعت منظمة الصحة العالمية الباحثين لتطوير لقاح لزيكا وكذلك الإختبار التشخيصي له على نحو أفضل للكشف عن الفيروس. ومن المرجح أن يستغرق ذلك سنوات.

العدد 4919 - الأربعاء 24 فبراير 2016م الموافق 16 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً