العدد 4919 - الأربعاء 24 فبراير 2016م الموافق 16 جمادى الأولى 1437هـ

السيلياك يحرمهم من طعم الخبز

قد يستصعب على القارىء السليم استيعاب أن هناك ما يقارب ربع مليون مصاب بمرض السيلياك (Celiac disease) في المملكة العربية السعودية غير قادرين على بدأ صباحهم بفطور شهي يحتوي على أنواع من الخبز اللذيذ و الكعك, أو أكل البسكويت مع الشاي لأن ذلك مضر جداً بصحتهم .

هذا المرض يسمى بمرض السيلياك (حساسية القمح ) وهو وصف ليس بدقيق حسب البحوث المتقدمة و لكن أغلب أعراض هذا المرض تزول بزوال مشتقات القمح والشوفان والشعير. وهو مرض مناعي ذاتي يصيب الأمعاء الدقيقة وقد يصيب الأشخاص ذوي القابلية الجينية للإصابة به . و بصورة أبسط للمرض، فإن أمعاء المريض الدقيقة لا يمكنها هضم بروتين مشتق من الجلوتين (Gluten) ويسمى الغالديين (Gliadin) فحين وصول الطعام المشبع بهذا البروتين تقوم إنزيمات (transglutaminase) بتعديل تركيبة البروتين المشتق من الجلوتين فيقوم الجهاز المناعي بمهاجمة أنسجة الأمعاء الدقيقة كَرد فعل مناعي مسبباً بذلك تهيج الأمعاء و حدوث التهابات .

ومن أعراض هذا المرض: نقصان الوزن, تأخر النمو, فقر الدم, الضعف و الوهن, آلام شديدة في البطن, النفخة المعوية, تقرحات فموية , انخفاض نسبة فيتامين ك في الدم، سوء الامتصاص في الأمعاء، الاسهال المزمن أو الامساك المزمن أيضا. وقد تتراوح الأعراض من شخص إلى آخر مما يُشخص المريض بأنه مصاب بمرض القولون العصبي و بالتالي يوصف العلاج الخاطىء لأن له أعراض مشابهة لحد ما لمرض السيلياك، أحيانا قد لا يشخص المرض لنقص المعرفة لدى المرضى و الأطباء .

يتم تشخيص المرض عن طريق الدلالات المرضية والتاريخ المرضي وبعدها يتم اخضاع المريض لحمية غذائية لمدة 10 أيام دون تناول أي مادة تحتوي على بروتين الجلوتين، ثم من بعدها يتم أخذ عينات دم ومسحة من الأمعاء و قد يتطلب أيضا منظار للأمعاء لرؤية درجة ضمور الأهداب و نتؤات الامتصاص .

العلاج الأساسي لهذا المرض مع الأسف هي الحمية الغذائية التي تنص على الابتعاد التام عن الأغذية المحتوية على بروتين الجلوتين و مشتقاته تماما, أي أن المريض يبتعد كليا عن أكل الخبز والمعجنات والمعكرونة والبسكويت وبعض المواد المعلبة حيث أنها قد تحتوي على بعض من هذا البروتين لدخوله في عديد من المركبات الكيميائية لحفظ الطعام و تعزيز النكهات كما في بعض الصلصات. اتباع هذة الحمية صعب جدا و قد يكون مكلف على بعض المصابين بهذا المرض حيث أن البدائل قليلة و أسعارها مرتفعة .

ومن بدائل هذه الأطعمة بعض الحبوب المعدلة وراثيا والخالية من الجلوتين التي يحضر منها الخبز و البسكويت والمعجنات و لكنها لا تكون بذات الجودة للأطعمة المحتوية على بروتين الجلوتين .

أما العلاجات الدوائية مازالت في طور التجربة و مازلنا في انتظار النتائج السريرية .

لكن لا يأس مع العلم و البحوث العلمية و الطبية, ولكل داء دواء بإذن الله .

أفنان وهف القحطاني

جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن

تخصص كيمياء تطبيقية

العدد 4919 - الأربعاء 24 فبراير 2016م الموافق 16 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً