العدد 4921 - الجمعة 26 فبراير 2016م الموافق 18 جمادى الأولى 1437هـ

ثمانون مليون وظيفة!

سعيد محمد saeed.mohd [at] alwasatnews.com

قبل الانتقال إلى ذلك الرقم (الضخم المذهل)... 80 مليون وظيفة على مستوى العالم العربي! لا بأس بمشاهدة صورة في غاية الأهمية منقولة من معرض الوظائف في قطاع السيارات الذي نظمته وزارة العمل والتنمية الاجتماعية يومي الثلثاء والأربعاء (23-24 فبراير/ شباط 2016)، وأوضح زوايا الصورة هو الإقبال من جانب الشباب البحرينيين من الجنسين للتعرف على الشواغر المعروضة.

إن سلسلة المعارض والفعاليات التي تنظمها مختلف الجهات كالوزارة و(تمكين) والمحافظة الشمالية وغرفة تجارة وصناعة البحرين وبعض منظمات المجتمع المدني تتطلب، حتى تنجح، مساهمة أكبر من جانب الدولة ومن جانب شريحة أكبر من مؤسسات وشركات القطاع الخاص والمصارف لتقديم فرص عمل بامتيازات تناسب مؤهلات الباحثين عن عمل سواء من حملة الثانوية العامة أو حملة الشهادات الجامعية، أو حتى الشريحة التي لم تكمل تعليمها ولم تكتسب مهارات مهنية، وهذا الأمر له ارتباط دون شك بالتحولات الاقتصادية والنشاط الاستثماري، إلا أن قضية العاطلين عن العمل من أبناء البلد لابد أن تكون في أعلى قائمة الأولويات، وأن تحظى بأكبر قدر من التخطيط والاهتمام من جانب الدولة.

الكثير من الشباب الذين زاروا المعرض، تنوعوا بين حملة الشهادات الجامعية والدبلوم والثانوية العامة، وكانت تلك الفئة هي الأبرز، أي أننا أمام شريحة من المؤهلين الباحثين عن عمل، ومن الجيد، أن نرى ذلك الإقبال وتلك الشواغر التي بعضها عرض أجورًا جيدة جدًّا في وظائف وتخصصات متنوعة في قطاع السيارات، أقول من الجيد أن نرى مثل هذه العروض في وقت أصبح الكثير من البحرينيين تحت وطأة التسريح بسبب الأوضاع السيئة التي تواجهها القطاعات التي يعملون بها.

إن توفير الوظائف والحد من نسبة الشباب الباحثين عن عمل، هي قضية (تقرع أجراسًا كبيرة)، ليس في البحرين وحدها، بل في كل الوطن العربي، والحديث عن الحاجة إلى توفير 80 مليون وظيفة بحلول العام 2020 في الوطن العربي، هو رقم جاء خلاصة لدراسة أجرتها مؤسسة «الفكر العربي» التي تتخذ من لبنان مقرًّا لها، وصدر تقرير عن الدراسة بعنوان: «استحداث فرص عمل جديدة في الوطن العربي... دور للتكامل الإقليمي - 2014»، واستعان المركز بوحدة «ووترهاوس كوبرز إنترناشيونال» التي أجرت المسح الميداني في 20 بلدًا عربيًّا، وأبرز نتائجه أن 65 في المئة من المشاركين في المسح توقعوا أن يتحسن الاقتصاد (كان ذلك في العام 2014 وقبل الانحدار الكبير في أسعار النفط)، كما أن 97 في المئة يؤكدون أن التعليم يعد عاملًا رئيسيًّا في معالجة مشكلة البطالة بين الشباب.

الجانب المهم الذي يمكن أن نستفيد منه محليًّا من هذه الدراسة، هو أن نسبة بلغت 91 في المئة من المشاركين رأوا أن ريادة الأعمال هي محرك مهم لخلق فرص العمل والحد من البطالة، ولهذا، فإن الدراسة تشجع على فتح المجال للشباب لتأسيس الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تسهم في تحقيق نمو اقتصادي سليم، وخصوصًا أن الحكومات والشركات متعددة الجنسيات لا يمكنها تغطية الشواغر الوظيفية وفرص العمل لمواجهة مشكلة البطالة في الوطن العربي، بل إن الشباب الذين يؤسسون مشروعاتهم الصغيرة والمتوسطة يسهمون في توظيف أعداد أكبر من نظرائهم وهنا تصبح هذه المشاريع عاملاً محفزًا لتوليد فرص العمل، ومن المهم أن نضع في الاعتبار زاوية مهمة للغاية، وهي أن نحو 60 في المئة من المشاركين في الدراسة عبروا عن عدم الاستعداد للعمل في وظائف منخفضة أو متوسطة الأجر، وهذا ما سيكون له تأثير سلبي كبير على سوق العمل وربما انهياره.

لدينا تجربة ريادة أعمال لا بأس بها، ويمكن أن تكون أساسًا قويًّا قابلاً للنجاح والتوسع، وأكبر بوابة للنهوض بالاقتصاد الوطني مستقبلًا والتصدي للأزمات المرتقبة، أن تتجه الدول، بل كل دول المنطقة، إلى إيجاد استراتيجيات وطنية بتمويل محدد في الموازنات السنوية يخصص للشباب الراغبين في إطلاق مؤسساتهم الصغيرة والمتوسطة... حتى في ظل تراجع أسعار النفط والأزمة الاقتصادية، فإن ذلك ممكن... وخصوصاً في دول الخليج التي يمكنها الاعتماد على الشباب، فأفكار التمويل لا يمكن أن (تُعدم)، ومستقبل الاقتصاد لن يتطور ما لم تتنوع مصادر الدخل القومي من خلال مشاريع يتولاها أبناء البلد.

إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"

العدد 4921 - الجمعة 26 فبراير 2016م الموافق 18 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 6:34 ص

      شكليات

      كل هذه المعارض شكلية فقط و لا فائدة منها اساسا ! قدمت على اغلب الوظائف و في كذا معرض على مدار سنتين و لم اجد اي فرصه ! بالرغم انني جامعي و متفوق و لدي خبرة لا تقل عن ثمان سنوات في مجال المصارف !

    • زائر 6 | 1:00 ص

      يعني يا أخي .. شفايدة الكلام عن العاطلين والبلد بخير والأشغال متوفرة وكل شي تمام.. ما تحمدون ربكم على النعمة وعلى الخير اللي انتو فيه واللي ما عاجبته الديرة يطلع برع شنهي المشكلة معاكم وين العاطلين؟ أخ سعيد اعتقد انك نسيت ان المجال مفتوح للتوظيف في كل مكان في البلد واذا تبي اقدر اقدم اكثر من دليل على توظيف البحرينيين في أعلى المناصب

    • زائر 8 زائر 6 | 3:39 ص

      وين

      هات الدليل وعن الهرج

    • زائر 10 زائر 6 | 6:36 ص

      رد

      انت عايش بالبحرين ؟ متوفره الوظايف وين دلنا ؟ ما نحمد ربنا على النعمة ؟ اذا خيرنا حق الي نفسك او للاجانب رايح و احنا الي كرفنا كرف بالدراسة ما نحصل فرصة عدلة !

    • زائر 4 | 12:48 ص

      سؤال محيرني

      في سؤال في مخي موراضي يضبط لوزارة التربية الحين أنتون تدرسون طلبة بحرينيين في كلية التربية ومخسرين دكاترة ومدرسين وميزانية كبيرة لجامعة البحرين وتعبون أولادنا في الدراسة وتخسرونا نحن أولياء الأمور مبالغ طائلة ونحرم روحنا عشان أولادنا وبعدين عندالتخرّج يقعد الولد في البيت عاطل عن العمل ووزارة التربية تجلب مدرسين من خارج البحرين والسبب كمايدّعون مافي كفائة عجل سكروا جامعتكم لأن هي التي ليست كفؤة نريد شوية خجل وقرار وزاري بتوظيف خريجيكم

    • زائر 7 زائر 4 | 2:11 ص

      كلامك في الصميم

      فعلاً يوم الطلبة اللي تخسرون عليهم هالميزانية الكبيرة والجامعة كل يوم تقولون من أفضل الجامعات ومن أرقى التعليم وبعدين تقولون لاتوجد كفاءات هذا معناه جامعتكم ودكاترتكم هم الذين ليسوا أكفاء ورجاءً تركوا هاالشماعة ووظفوا طلبتكم وأعيالكم البحرينيين وبلاكفاءات وبلابطيخ إذا الوزراء والنواب وذوو المناصب الكبيرة ليسوا أكفاء فلماذا الطلبة بس

    • زائر 3 | 10:29 م

      شكرا هاني الفردان
      شكرا سعيد محمد
      مقالاتكم في الحقيقة مرآة لكل مواطن بحريني شريف فيها نتنفس وننفس
      والشكر لكل كتاب الوسط

    • زائر 2 | 10:24 م

      فعلا الوضع في العالم العربي خلال أقل من عشر سنوات يمثل أكبر تحدي إلا طبعا في الدول التي ستنوع مصادر دخلها واستعدت للمستقبل بشكل ذكي مثل إيران

    • زائر 1 | 8:54 م

      محد مثلنا

      خففنا الضغط على أجراس الدول العربية وبدون مؤهلات وصباح جميل يا وزير التربية ومحد يحاسب على التزوير والتلفيق والحقائق كل يوم تزيد مئات اللي جابهم شهر نوفمبر وحرم عشرات البحرينين من شواغر عاجلة وعطل لمدة ما بتقل عن سنتين ونسألهم درستون هالفترة يقول لا الله يكرم الوزير طبعا والكل معلمين ومعلمات مدارس لغات وتمهيدي ماجستير تربية وفي الصف المادة العلمية كارثة سعادة الوزير بصفتي خبير فهؤلاء ليسوا بجامعيون ولا تربويون أصلا وأفعل ما شأت ليس لهم ملفات حقيقية في المدارس وصباح الحرمان والشعب المطحون

    • زائر 5 زائر 1 | 12:54 ص

      أضم صوتي لزائر رقم 1 على ما طرحه من نقاط مهمة ونتمنى يا أستاذ سعيد مثلما طرحت موضوعات عن تحسين ظروف وأوضاع المعلمين قبل كم سنة مثلما أذكر يا ريت تعيد الموضوع، ونتمنى من معالي وزير التربية والتعليم الدكتور ماجد بن علي النعيمي الله يطول عمره يركز أكثر على المعلم البحريني والخريجيين الجامعيين البحرينيين مع كل التقدير للزملاء المعلمين والمعلمات الوافدين الذين يعملون بصدق واخلاص لكن هناك فئة وجودها سيء جدًا على التعليم في البحرين لا تغفل ولا تهمل يا وزير التربية ترى الوضع خطير ويلزم عليك أن تتابع

اقرأ ايضاً