العدد 4929 - السبت 05 مارس 2016م الموافق 26 جمادى الأولى 1437هـ

هل هي ارتدادات للزلزال السوري؟

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

ازدحمت نهاية الأسبوع الماضي بمجموعةٍ من الأخبار الدموية المتشابهة، التي امتدت من تركيا شمالاً، إلى اليمن جنوباً، إلى المملكتين العربيتين شرقاً وغرباً... الأردن والمغرب.

كل هذه الأخبار، ذات صلةٍ، بصورةٍ أو بأخرى، بتطورات الأحداث الدامية في سورية، القطر العربي الذي يتعرّض لنزيف واستنزاف منذ خمسة أعوام.

الجار الشمالي، تركيا، وقع هجومٌ بسيارةٍ مفخّخةٍ شنّه مسلحون أكراد، بحسب السلطات الرسمية، وأدى إلى مقتل ضابط وإصابة 14 شخصاً آخرين، بينهم مدنيون، في بلدة نصيبين بالقرب من الحدود السورية. وسبقت ذلك انفجارات أخرى وعمليات تفجير انتحارية، قرب مراكز للشرطة أو مجمعات سكنية أو أسواق، في قلب اسطنبول.

على الحدود الجنوبية، أعلنت السلطات الأردنية أنه «بعد عمليات متابعة استخبارية حثيثة ودقيقة، تمكّنت من إحباط مخطط إجرامي لعصابة كانت تتبع تنظيم (داعش) الإرهابي، كانت تخطط للاعتداء على أهداف ومنشآت مدنية وعسكرية داخل المملكة وزعزعة الأمن الوطني».

وذكر البيان الرسمي أن القوات الأمنية تتبعت المجموعة الإرهابية وحدّدت مكانها، حيث اختبأت وتحصّنت في أحد المباني السكنية في مدينة إربد، وبعدما رفض الإرهابيون تسليم أنفسهم وأبدوا مقاومة شديدة لرجال الأمن بالأسلحة الأوتوماتيكية، تعاملت القوات المختصة بالقوة المناسبة.

وفي المؤتمر الصحافي الذي بث على التلفزيون، أكّد تصفية 7 مسلحين ومقتل نقيب وإصابة 5 آخرين من قوات الأمن، واثنين من المارة. وذكرت المصادر الأمنية أن عمليات المتابعة الاستخبارية التي سبقت تنفيذ العملية أسفرت عن اعتقال 13 عنصراً من العصابة، ومقتل 7 إرهابيين كانوا يرتدون أحزمة ناسفة، وتمت مصادرة كميات من الأسلحة الرشاشة والذخيرة والمتفجرات والصواعق التي كانت بحوزة الإرهابيين.

في المملكة المغربية، على طرف المحيط الأطلسي، وفي اليوم نفسه، أعلنت السلطات تفكيك خلية من عشرة أفراد بينهم فرنسي، كانت تخطط لاستخدام «مواد سامة وبيولوجية فتاكة» في «مخططها الارهابي لضرب مؤسسات حيوية وحساسة»، بحسب بيان الداخلية، التي أعلنت قبل أسبوعين، ارتباط هذه الخلية بتنظيم «داعش».

وتقول السلطات المغربية أن هذه الشبكة التي كانت تنشط في مناطق عدة، هي ثاني أكبر خلية مسلحة تعلن تفكيكها، بعد تفكيك خلية عسكرية داعشية أخرى من 13 شخصاً كانت تنشط في تسع مدن مطلع 2015.

إلى جانب هذه الأخبار السيئة من المغرب والأردن، اختتم الأسبوع الماضي بخبر الهجوم الوحشي يوم الجمعة، على دارٍ للعجزة والمسنين في عدن، أودى بحياة 17 شخصاً، بينهم أربع ممرضات هنديات. وقد شاهدنا ما بثته القنوات التلفزيونية ووكالات الأنباء، من لقطات وصور تدل على بشاعة الجريمة. وكم كان مؤلماً مشاهدة العجزة يتكلّمون مدهوشين، وهم يرون جثث أصحابهم غارقةً في الدماء.

هذه الجريمة لبشاعتها، سجّلها أنصار «داعش» والمتعاطفون معه ضد مسلحين «مجهولين»، وبعد أقل من 24 ساعة، سارع تنظيم «داعش» إلى نفي التهمة عن نفسه، بإعلان عدم مسئوليته عنها، وأصدر بياناً يقول فيه: «نحن مجاهدو أنصار الشريعة ننفي صلتنا وعلاقتنا بعملية استهداف دار المسنين... وهذه ليست عملياتنا وليست هذه طريقتنا في القتال»! وكأن ما ارتكبه من فظائع ومجازر في العراق وسورية تقلّ بشاعةً عنها، من قطع الرؤوس وحرق الأسرى وسبي النساء واستباحة أعراضهن، وقد نفّذها في مجتمعاتٍ شرقيةٍ تحافظ على قيم الشرف، وبثها بتباهٍ واستعراض، في أشرطة فيديو على الانترنت، وهي جرائم أخلاقية كبرى لا يُقدم عليها مسلمٌ له ذرّةٌ من المروءة أو الإيمان.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4929 - السبت 05 مارس 2016م الموافق 26 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 8:08 ص

      كان يا ما كان .. وكما الدهر أبكاك فإن الدهر ...
      قد لا يضن أحد أنّ أول الأيام كان ولا زال يوم الأحد ،لكن آخر الأيام لا يكون إلا يوم يعي البعض أنهم قد وصلوا إلى القبر الذي به أو فيه يكون الحساب. قد لا يكون الحساب عن المعروف وإنما عن المنكر أيضا. فالإنسان في رحلة سفره من المهد إلى اللحد قد لا يعي مخاطر إتباع أهل الهوى "الساسه وغيرهم من يتبعهم" فاليوم لا يكاد يعرف العاقل من المجنون في حب الدنيا. فجمع الأموا تذكرنا بأبي لهب أما الفجار فلا يذكرونا إلا بأبي سفيان. فهل جاءتنا الجاهليه من دول الغرب؟

    • زائر 14 | 5:35 ص

      شكرا سيدنه هؤلاء المسلمون اعطاهم الله خير البشريه محمد \\ص\\ لو نفدو وصايا تبع الله سبحانه ويه المعامله ويه الناس شان ماشفتون هل المقاتل وسفك الدماء تركو الله وشرعه واتبعو الشيطان امريكا واليهود ونفدو اوامرها لقتل بعضهم اريد اعرف ايها المسلمون ماذا استفدون من قتل بعضكم بعض لم نرى الى الدمار ارجعوا الى الله وسلموا اسلحتكم الفتاكه ايها الجهله كفاكم ظلم للناس الابرياء الم تكونوا مسلمين كونوا احرار وليس عبيد للمال

    • زائر 11 | 2:08 ص

      الاخ قاسم اصبح المسلمين يشركون بالله تعالى من قتل النفس التي حرم الله قتلها واكل الربا وقذف المحصنات نسال الله العافيه صلوا على النبي صلى الله عليه وسلم

    • زائر 10 | 1:45 ص

      خبصت يا كاتبنا
      داعش ماقالت انها مو اللي اعتدت على المسنين في عدن.
      القاعده اللي اعلنت
      فيه فرق بين داعش والقاعده ولو ان اثنينهم عيال .......

    • زائر 9 | 12:59 ص

      ناس عندهم غباء مستفحل بالحياة تقول لهم شي يقولون لك ماذا عن
      زائر رقم 6 مثال قوي للاغبياء جدا جدا الله يجيرنا منهم

    • زائر 12 زائر 9 | 5:18 ص

      ليش

      ما تعطيه إشويه من عقلق الزايد عن حاجتك ؟

    • زائر 8 | 12:26 ص

      زائر رقم 6
      وهل تريد تسويق ما عجز عنه اعلامكم الفاشل في تسويقه.
      الاعلام الذي ساق الأوهام لعقول الجهلة واستغلّها ابشع استغلال لتدميرها ها انت تكرّر نفس الاسطوانة التي شرخت وانكسرت

    • زائر 7 | 12:16 ص

      شجرة الإرهاب أغصانها تغزو الأماكن القريبة من اصل الشجرة . من زرع الإرهاب سيرتدّ عليه ولن يقتصر على مكان دون آخر

    • زائر 6 | 11:48 م

      وماذا عن حصار وتجويع مضايا من قبل حزب الله

    • زائر 5 | 11:30 م

      والمر تدمير الأوطان العربية والإسلامية والصهاينة مرتاحين وينتظرون بعض الدول العربية تطبيع العلاقات مع الصهاينة بس مسألة وقت.

    • زائر 4 | 11:28 م

      هذه مجرد بداية

      القادم اعظم. وكل من تآمروا على سوريا والعراق سيشربون من نفس الكاس.

    • زائر 3 | 11:02 م

      اموال وشباب مغرر به من... ماعندهم مانع يفجرون مساجد على رأس المصلين حرق سبي جز رؤس بإسم جهاد النكاح وهذا نتاج تربية فكرية منحرفة.

    • زائر 2 | 10:19 م

      ...

      الفكر المتشدد المنتشر في الوطن العربي الذي يبح قتل المسلم ..

اقرأ ايضاً