العدد 4946 - الثلثاء 22 مارس 2016م الموافق 13 جمادى الآخرة 1437هـ

تنظيم «داعش» يضرب قلب أوروبا ويوقع 34 قتيلاً على الأقل وأكثر من 200 جريح في بروكسل

أحد المصابين في انفجارات مطار بروكسل - reuters
أحد المصابين في انفجارات مطار بروكسل - reuters

أعلن تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» مسئوليته عن الاعتداءات الدامية صباح أمس الثلثاء (22 مارس/ آذار 2016) في بروكسل حيث أوقعت تفجيرات منسقة في المطار الدولي ومحطة مترو ما لا يقل عن 34 قتيلاً وأكثر من 200 جريح وشلت عاصمة أوروبا.

وبثت السلطات البلجيكية صوراً للـ «مشتبه بتنفيذهم» تفجيري مطار بروكسل الدولي التقطتها كاميرات مراقبة وتظهر ثلاثة رجال يدفعون عربة لنقل الأمتعة.

وأفاد موقع «أعماق» الإخباري المرتبط بتنظيم «داعش»، أن عناصر من التنظيم هم الذين شنوا الاعتداءات التي استهدفت العاصمة البلجيكية بروكسل الثلثاء وأسفرت عن مقتل 34 شخصاً وإصابة أكثر من 200 آخرين.

ونقل الموقع باللغة الإنجليزية أن «مقاتلي التنظيم شنوا الثلثاء سلسلة هجمات بأحزمة ناسفة وعبوات استهدفت مطاراً ومحطة مترو في وسط العاصمة البلجيكية بروكسل، الدولة التي تشارك في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية».

وأضاف الموقع أن «مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية فتحوا النار داخل مطار زافنتم، قبل أن يفجر عدد منهم أحزمتهم الناسفة، كما فجر استشهادي حزامه الناسف في محطة مالبيك للمترو».

وقالت الدول الـ 28 في الاتحاد الأوروبي وزعماء المؤسسات الأوروبية في بيان مشترك نادر إنه هجوم على «مجتمعنا المنفتح والديمقراطي».

وتأتي هذه الاعتداءات في وقت يتراجع التنظيم المتطرف في العراق وسورية ويتقدم في ليبيا.

قنبلة ثالثة لم تنفجر

ووقع أول انفجارين قرابة الساعة 8,00 (7,00 ت غ) في المطار ما أوقع 14 قتيلاً و96 جريحاً وفق رجال الإطفاء. وقال المدعي الفيدرالي البلجيكي، فريديريك فان لو إن «انتحارياً» تسبب «على الأرجح» بأحد الانفجارين.

وبحسب حاكم مقاطعة برابان الفلامنكية لودفيك دو فيتي فإن منفذي الاعتداءات «أدخلوا ثلاث قنابل» إلى مطار بروكسل لكن إحداها «لم تنفجر».

وبحسب رئيس بلدية بروكسل، إيفان مايور نفذ اعتداء بعد ساعة في إحدى محطات المترو في مالبيك تسبب بـ «سقوط 20 قتيلاً على الأرجح» و106 جرحى.

وكانت حصيلة فرق الإطفاء تحدثت عن «15 قتيلاً» و72 جريحاً.

وإثر وقوع الهجمات رفع مستوى الإنذار الارهابي إلى أعلى درجة وأغلق مطار بروكسل الدولي حتى الأربعاء وعززت الإجراءات الأمنية في مطارات لندن وباريس وفرانكفورت وجنيف وكوبنهاغن.

وعلقت حركة المترو أيضاً في بروكسل مقر الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي ودعي السكان إلى ملازمة منازلهم.

ووقعت الهجمات بعد أربعة أيام من القبض في حي مولنبيك في بروكسل على الفرنسي من أصل مغربي، صلاح عبد السلام، الناجي الوحيد من المجموعة التي نفذت هجمات تبناها تنظيم «داعش» في باريس في نوفمبر/تشرين الثاني وأوقعت 130 قتيلاً، وهو يقبع حالياً في سجن بلجيكي وسط حماية أمنية مشددة قبل نقله إلى فرنسا.

وقال رئيس وزراء بلجيكا، شارل ميشال «كنا نخشى وقوع اعتداء وهذا ما حصل» بعد هذه الاعتداءات «العنيفة والجبانة» مشيراً إلى «يوم أسود للبلاد».

وأعلنت الحكومة البلجيكية الحداد لثلاثة أيام.

صيحات بالعربية

وأفاد شهود لوكالة «فرانس برس» ووكالة الأنباء البلجيكية أن إطلاق نار سمع أولاً صباح الثلثاء في قاعة المغادرة في المطار الدولي ثم أطلق رجل صيحات بالعربية وسمع دوي انفجارين.

وقال الموظف في أمن الحقائب، الفونس ليورا «صرخ رجل بالعربية ثم سمع دوي انفجار عنيف».

وصرح رجل كان على بعد خمسة أمتار من مكان وقوع الانفجار لوكالة «فرانس برس»: «سادت حالة من الذعر المعممة وأصيب العديد من الأشخاص بجروح بالغة».

وقالت شيريل ميلر المسافرة القادمة من نيويورك لـ «فرانس برس» إنها كانت في طابور انتظار «عندما وقع انفجار قوي وتساقط الغبار من فتحات التهوية. وركضنا جميعاً للاحتماء».

ونقلت إذاعة «أر تي بي إف» العامة عن شاهد أن الانفجارين وقعا قرب باب الدخول إلى طائرة متوجهة إلى الولايات المتحدة.

وبعد أقل من ساعة تم استهداف المترو في محطة تقع قرب مقر المفوضية الأوروبية.

وأظهرت صورة بثتها القناة العامة محطة مترو لحقت بها أضرار كبيرة بعد استهدافها في ساعة ذروة.

وقال المتحدث باسم فرق الإطفاء في بروكسل إن قوة الانفجار أدت إلى انهيار ثلاثة جدران في موقف سيارات تحت الأرض قريب من المحطة.

وقال رئيس بلدية المدينة «هناك جنسيات عديدة» بين الجرحى مضيفاً أن التعرف على هويات القتلى «سيستغرق وقتاً» بسبب «الفوضى».

حالة إنذار إرهابي قصوى

ورفع مستوى الإنذار الإرهابي على كل الأراضي البلجيكية إلى أعلى درجة (4) وأغلق مطار بروكسل «حتى إشعار آخر». وعلقت حركة المترو أيضاً وقطارات تاليس المتجهة إلى فرنسا. وأعلنت الوكالة المحلية أنه تم تعزيز أمن المحطات النووية.

وطلب القضاء البلجيكي من الصحافة عدم كشف معلومات عن التحقيق الجاري فيما تحدثت وسائل إعلام عن مداهمات في العاصمة وأن بروكسل لا تزال تخشى «وجود أشخاص فارين».

وأثارت اعتداءات بروكسل صدمة في أوروبا وأدت إلى اجتماعات حكومية طارئة في لندن وباريس.

وشددت الإجراءات الأمنية في مطارات لندن-غاتويك وباريس-شارل ديغول وجنيف وفرانكفورت وكوبنهاغن.

وفي فرنسا دعا وزير الداخلية، برنار كازنوف إلى تعزيز مكافحة الإرهاب على المستوى الأوروبي بعد «الاعتداءات الخطيرة» في بروكسل مشيراً إلى نشر 1600 عنصر إضافي من الشرطة والدرك في البلاد. كما تم تشديد الإجراءات الأمنية قرب المؤسسات الأوروبية في ستراسبورغ (شرق) حيث مقر البرلمان الأوروبي. وفي بريطانيا عززت الشرطة وجودها «في النقاط الحساسة».

العدد 4946 - الثلثاء 22 مارس 2016م الموافق 13 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً