العدد 4950 - السبت 26 مارس 2016م الموافق 17 جمادى الآخرة 1437هـ

حزام زلزالي يهدد مدن البحر الأحمر

الوسط - المحرر الدولي 

تحديث: 12 مايو 2017

لن تكون أبراج جدة الشاهقة في مأمن في ظل الاحتمالات بتعرض المدن الواقعة على ساحل البحر الأحمر لزلازل وهزات أرضية لوقوعها على جزء ممتد من حزام زلزالي قديم، يبدأ من منطقة باب المندب جنوبا ويمر بمنطقة مكة المكرمة ومحافظة جدة حتى منطقة العقبة شمالا، ويأخذ في الامتداد حتى فلسطين وصولا إلى تركيا ، حسبما أفادت صحيفة عكاظ السعودية اليوم الأحد (27 مارس/آذار2016).

خبير الزلازل ومدير مركز الدراسات الزلزالية بجامعة الملك سعود البروفيسور عبدالله العمري، أكد أن جميع المدن الواقعة على ساحل البحر الأحمر بالمملكة معرضة للزلازل والهزات الأرضية بأي وقت كان، ومن الأهمية تنفيذ كود البناء المقاوم للزلازل، حيث إن بلادنا ليست في مأمن من الزلازل فهي تقع ضمن الصفيحة العربية النشطة زلزاليا، فيحدها من الغرب فالق البحر الأحمر، ومن الجنوب منطقة انفتاح البحر الأحمر وخليج عدن والصدع التحولي في البحر العربي، وشرقا منطقة التصادم مع الصفيحة الأوراسية على امتداد جبال زاجرس في إيران وخليج عمان، وفي الشمال تحدها منطقة تصادم مع الصفيحة التركية والصفيحة الأوراسية.

وتابع: «مدينة جدة عرضة في المستقبل لمثل هذه الهزات وربما أشد منها والتي لا تمثل خطرا كبيرا إذا تم التأكد من تصميم وتنفيذ الأبراج العالية والمباني بصفة عامة بناء على المواصفات القياسية الهندسية الصحيحة، لذا فإن من الضرورة تصميم الأبراج بصفة خاصة لتحمل الزلازل والرياح الشديدة وضغط المياه الأرضية من خلال برامج هندسية وتحليلية وحسابية معقدة وعبر معامل متخصصة في تمثيل تأثير الزلازل والرياح والمياه الأرضية على نماذج ومجسمات للأبراج للتأكد من مدى مقاومتها وصلاحيتها للمؤثرات الطبيعية المختلفة، كما أن تمايل الأبراج أثناء الهزات الأرضية أمر طبيعي ومحسوب هندسيا لامتصاص الصدمات، حيث يتم وضع التصميم الإنشائي للأبراج لتكون مرنة لتسمح بالانحناء والتمايل أثناء الهزات الأرضية والرياح الشديدة، كما ينبغي تدريب جميع المستخدمين للأبراج بصفة دورية على عمليات الإخلاء الوهمية للتعرف على أقرب وأفضل طرق الهروب والتأكد من صلاحيتها وخلوها من العوائق، والاهتمام بوضع البرامج التوعوية والعلامات الإرشادية الظاهرة والمناسبة لتعريف قاطني الأبراج بطرق الهروب والتعامل مع المخاطر بمختلف أنواعها».

وقال: «يعتمد تأثير الزلازل على المنشآت المرتفعة على مستوى النشاط وقوته، فالموجات الاهتزازية خلال سريانها من مصدرها في قاع البحر تتعرض لعدد من العوامل التي تعمل على اضمحلالها، مثل بعدها عن الساحل، وتأثير مياه البحر عليها، ووجود رواسب ملحية على امتداد المناطق الساحلية تعمل على امتصاص الموجات الاهتزازية، فتصل ضعيفة لا يحس بها الإنسان، ومع ذلك فقد تشكل هذه الموجات خطرا لو أن الهزات كانت قوية أو تسببت في انزلاق على أحد الصدوع المستعرضة التي تنتشر في البحر الأحمر باتجاه شمال شرق - جنوب غرب».

وأضاف: «هناك دول تتعرض لزلازل بقوة تقارب السبع درجات بمقياس (ريختر) إلا أنها لم تتأثر كثيرا، وذلك بفضل التدابير التي اتخذتها هذه الدول في طراز البناء المقاوم للزلازل وتوعية شعوبها بالطرق المثلى التي يجب اتخاذها في حال وقوع الزلزال».

واستطرد: «المباني الهيكلية التي تتكون من أعمدة خرسانية وتحمل فوقها كمرات خرسانية تتحمل أوزان الأسقف الخرسانية، تتمتع بمقاومة جيدة للزلزال إذا تم تصميمها وتنفيذها بدقة، وتصنف بمبان ذات ارتفاعات قصيرة: لا يزيد عدد أدوارها على ستة أو سبعة طوابق، مبان ذات ارتفعات متوسطة: لا يزيد عدد أدوارها على 14 أو 15 طابقا، مبان ذات ارتفعات عالية: لا يزيد عدد أدوارها على 30 طابقا».





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً