العدد 4951 - الأحد 27 مارس 2016م الموافق 18 جمادى الآخرة 1437هـ

أقفال «صدئة» في حب البحرين!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

تمّ إطلاق فعالية، هي عبارة عن حائط من شبك في حديقة الأمير خليفة بن سلمان بمدينة الحد، تحت اسم «أقفال في حب البحرين» بتاريخ 11 ديسمبر/ كانون الأول 2013، احتفالاً بالعيد الوطني المجيد، وعيد جلوس جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله، ضمن فعاليات مهرجان «كبيرة يا البحرين»، الذي أقامته مؤسّسة الشباب والرياضة آنذاك.

شيء جميل أن تتبنّى مؤسسة الشباب والرياضة رؤى الشباب وتطلّعاتهم من خلال أخذ اقتراحاتهم على محمل الجد، والهدف هو الارتقاء بجيل الشباب، إذ كانت رؤية المؤسسة بعنوان «رؤية جديدة.. لجيل جديد».

حسب مفهومنا، الجيل الجديد هو الذي يعمل وينتج في تطوير مهاراته وتحسين حياته والبيئة المحيطة حوله، وأن يكون معتمداً على نفسه قادراً على تحمّل المسئوليات ومشقّات الحياة، ويسعى أيضاً للمساهمة في بناء دولته وانتمائه لوطنه، من خلال مشاريع رائدة يطرحها وتبقى محفورة دهراً طويلاً. هذا هو مفهومنا للجيل الجديد، وهذا ما يجب أن تعمل عليه مؤسسة الشباب والرياضة ومختلف وزارات ومؤسسات الدولة والقطاع الخاص.

لكن هل ذهب أحد موظّفي المؤسسة العامة للشباب والرياضة ليتابع مختلف المشاريع الشبابية التي تبنّتها المؤسسة، حتى لا يُقال بأنّ المشاريع التي تمّ طرحها هي مشاريع فرقعة إعلامية وتصوير؟ هل توجّه أحد الموظّفين إلى حديقة خليفة قط ليتابع مشروعاً واحداً، ألا وهو «أقفال في حب البحرين»؟، هذه ثمرة جميلة بدأتها المؤسسة، ولكن للأسف لا أحد يتابع، فعلى الأقل كانت تستطيع المؤسسة تذكير الجمهور بالأقفال، حتى يضع مزيداً من الأقفال على غرار «أقفال الحب على جسر الفنون» في باريس!

أقفال الحب في باريس قرّرت البلدية نزعها لكثرتها ولتهديدها جسر الفنون لثقلها، حيث تتوجّه الأمواج البشرية يومياً من أجل وضع الأقفال، فلماذا لا نجد توجّه القلّة كل يوم من أجل وضع الأقفال؟ ولن نقول كل يوم بل على الأقل في الأسبوع أو في الشهر مرّة، فالأقفال الموجودة هي ذاتها التي تمّ وضعها قبل 3 سنوات، ولمدّة 3 سنوات يمر الجميع على هذه الأقفال المعدودة على الأصابع ولا تغيير ولا زيادة.

للأسف «أقفال صدئة في حب البحرين» هي واجهتنا أمام الجميع، أولئك الذين يمشون في ممشى خليفة، وأولئك الذين يرتادون الحديقة، وأولئك الذين يقصدون المكان من أجل الراحة والاستجمام، ونسأل هل هذه الأقفال أصبحت ماضٍياً لا يتذكّره أحد وخاصة الجهة المسئولة عنه؟ وكيف نجدّد أو نزيل الأقفال واللوحة الصدئة من المكان؟ وكم مشروعاً يا تُرى تمّ إهماله بعد إطلاقه إعلامياً في حب البحرين.

حبّ البحرين يحتاج إلى أقفال في القلوب الصدئة، التي تنخر الوطن وتدمّر أهله فقط من أجل حب النفس و»الخردة»، وليس حب الوطن والقيادة والمواطن. حب البحرين لا يحتاج إلى أقفال حب، بل يحتاج الوطن إلى شباب يقدّمون مشاريع تنتج وتدر خيراً على الوطن، لا مشاريع تصدأ عند أوّل إهمال لها من قبل المؤسسة ومؤسسات المجتمع المدني.

أوتعلمون شيئاً، أن تصدأ الأقفال أهون مليون مرّة من أن تصدأ النفوس والقلوب، فمن الممكن إزالة الأقفال أو تنظيفها من الصدأ، ولكن كيف يمكننا تنظيف صدإ القلوب وتطهيرها من الطائفية العفنة والكراهية وحب الذّات على حب الوطن؟ ما أصعب تنظيف القلوب، ويمكننا بالتأكيد تنظيف الأقفال وتغييرها في حب البحرين!

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4951 - الأحد 27 مارس 2016م الموافق 18 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 9:22 ص

      ما أكثر المحبين وما أقلهم؟

    • زائر 10 | 3:09 ص

      نحن الشيعة منذ ان ولدنا فى هاده البلد ونحن نحب وطنه البحرين لاكن لانرضى احد ان ينزع حقوقنا ونسكت حتى لو سجنا وتهمونه بالخونه نحن اصحاب حق وليس الاجنبي والمواطن الجديد افضل منا نحن احق منهم وراح ناخد حقنا باذن لله والله كريم وشكرا اختي مريم

    • زائر 9 | 1:24 ص

      وهل حب البحرين لا يكون الا بمحاولة النيل من الطائفة ...ومحاولة وصمها بعدم الولاء؟

    • زائر 8 | 1:12 ص

      الحبّ الذي لا يكون الا بإقصاء طائفة ومكوّن رئيسي من هذا الوطن فليس حبا في الوطن؟
      حين يرى البعض ان الوطن يختزل فيه وفي طائفته هو فقط فهذا ليس حبا بل عنصرية
      حين يرى البعض ان خيرات الوطن وثرواته يجب ان تكون له هو فقط وجماعته دون غيره فتلك انانية لا حب للوطن.
      ما يقوم به البعض من تصرفات يعتبرها هو حبا للوطن اعتبرها كل العالم هي مظاهر من العنصرية الممقوتة لدى العالم المتحضر

    • زائر 7 | 1:09 ص

      الحبّ مكمنه القلب فهلّا كشف البعض عن قلوبهم لنعرف حقيقة حبهم، أم يا ترى هو تصرفاتهم والتي لا يشمّ منها الا النفاق والتزلّف.

    • زائر 6 | 12:44 ص

      أولاً كما قال بعض الأخوة في تعليقاتهم بان التعبير عن حب البحرين لا يحتاج لوضع أقفال ولا أي من هذه الأشياء، حب البلد مزروع في قلوبنا جميعاً والتعبير عن هذا الحب يكون بالإخلاص للوطن والمحافظة عليه.
      ثانياً منتزة الأمير خليفة رائع وجميل ولكن مع الأسف بدأ الإهمال فيه من خلال إهمال صيانة الألعاب والأرضيات التي تحتها المصنوعة من الأسفنج او الفلين وكذلك صيانة ونظافة الحمامات. ويجب على العاملين في الأمن هناك تنبيه الناس بعدم رمي القاذورات ويجب مخالفتهم. ونتمنى توسيع مساحة المنتزة بدفن جزء من البحر.

    • زائر 5 | 12:41 ص

      مصطلح حبّ الوطن حين يختزل لا ينتج حبا حقيقيا. ما هو الوطن؟ ما تعريف الوطن ؟ هل الوطن هو ذلك الانسان ام الوطن شيء يختلف عن ما في عقول الكثير ويشمل مصطلحا اوسع؟
      هل يمكن اختزال الوطن في حبّ شخص او أشخاص؟
      كل يغنّي على الوطن ولكن مفهوم الوطن مختلف لدى كل فرد عن المعنى الحقيقي لحبّ الوطن

    • زائر 4 | 12:23 ص

      اخ ياوطني

      للأسف كل ماكبتنا غضبنا عاللي قاعد يصير حوالينا
      نمرض . اي حب بقى والمواطنيين قي ضيق الحال
      والاجانب لاعبين دورهم وماخذين املاك الديرة ومحصلين افضل الوظائف .....

    • زائر 3 | 10:58 م

      حب الوطن لا يحتاج لأقفال للتعبير عنه بالأستاذ مريم

    • زائر 2 | 10:28 م

      قفول صدأة لا استاذة ذول شياطين لا الشياطين ارحم من هؤلاء الله يراوينه فيهم يوم وخصوصا عقرب الرمل

    • زائر 1 | 10:25 م

      الشعب الذي تصدأ

      اي اقفال واي بطيخ يكفي أن المواطن المغلوب على أمره قد صدأ من ما يحدث له من ضغوطات كل يوم قانون يطبق لنهب المواطنين والراتب ثابت لا يتغير
      لا تقارنو أنفسكم بالدول الأخرى فالمواطن لو كان يملك فلوس للقفل يفضل شراء كيس نخي وباجله على النفاق .لن ولن تتطور العقليات مادام ابن البلد يداس كل يوم والغريب يرفعون فوق
      قال شنووو قفل قفل الله مخ الي في بالي.

    • زائر 12 زائر 1 | 5:14 ص

      عقول صدأه

      الاوطان تحتاج اخلاص وعمل وبناء وتحدي تحتاج كرامه يعيشها بها المواطن حتى يعمر بلاده ... حب الوطن مو صوره ولا اغنيه ولا تملق ومديح حب الوطن اكبر من قفول وسياج وخرابيييط

اقرأ ايضاً