العدد 4953 - الثلثاء 29 مارس 2016م الموافق 20 جمادى الآخرة 1437هـ

ملائكة الخليج ..تَحْتَضِر!

صورة أرشيفية لطلبة التمريض في البحرين، مايو 2015.
صورة أرشيفية لطلبة التمريض في البحرين، مايو 2015.

تعتبر السينما المصرية القديمة احدى الأدوات المجحفة بحق التمريض، حيث ساهمت السينما في إظهار الممرضة بشكل يفتقر إلى الإنسانية وعدم التعاطف مع المرضى، وربطت الكثير من الأفلام الممرضة بصورة الفتاة سيئة السمعة التي تحاول إقامة علاقات مشبوهة مع الأطباء.

مع الوقت نضجت عقلية المجتمع العربي والخليجي خاصة، حيث قلت تلك الأفكار اللاواقعية تجاه التمريض، لتحل محلها أفكار أخرى تعرقل في مُجملها الإنخراط في تلك المهنة، لنضطر في نهاية الأمر للقبول بعمالة آسيوية لسد النقص.

إن الحديث عن اليوم الخليجي للتمريض الذي يصادف 13 مارس من كُلِّ عام، هو فرصة لنبش بعض العراقيل التي تعترض المهنة في الخليج، والتي آن الوقت لوأدِها. ومن أبرزها نسبة التوطين في مهنة التمريض لدول الخليج، ففي دول مثل الكويت والإمارات وقطر بينت الإحصائيات عزوف واضح عن العمل أو دراسة هذا التخصص، ربما لكونه من الأعمال الشاقة ولربما لأسباب أخرى تتعلق بالحوافز والرواتب.

فهنالك 10 % من الكويتيين الممرضين مقارنة بالوافدين حسب تصريح مدير معهد التمريض بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب في الكويت  وائل حمادة في يوليو 2015. أما شقيقتها الإمارات فالنسبة تصل لـ 4 % حسب الإحصائيات المنشورة في صحيفه الإتحاد الإماراتية ليوليو 2014. وللأسف لم نستطع الحصول على نسبة رسمية لقطر، إلا إنه بالتأكيد لن تكون مختلفة عن جاراتها خاصة بأن عدد القطريين الأصليين بالنسبة لتعداد سكان قطر يصل إلى حوالي 12 % فقط.

أما في دول كَعُمان و البحرين فلازالت نسبة العمالة الوافدة إلى تلك المحلية في شغل مهنة التمريض في ارتفاع، والحال ذاته في السعودية التي لاتزال نسبة السعودة متواضعة في هذا القطاع.

نسبة البحرنة في قطاع التمريض تصل لأكثر من 60 %، حسبما صرحت الرئيس التنفيذي لهيئة تنظيم المهن الطبية د. مريم الجلاهمة في يناير 2016، من المجموع الكلي للمسجلين بقطاع التمريض في مملكة البحرين وهو 10273ممرضاً من المواطنين و الوافدين.

أما نسبة التعمين فوصلت في عام 2014 لـ 59 % حسب التقرير السنوي لوزارة الصحة العمانية. وإنتهاءاً بالسعودية التي يتواجد فيها 72 ألف ممرض سعودي يمثلون 29.4 % من أصل 245 ألف ممرض يعملون في المملكة وفقا لإحصائيات الهيئة السعودية للتخصصات الصحية لعام 2014.

وتعقيباً على الإحصاءات السابقة يتضح بأن البحرين لازالت سبّاقة في مهنة التمريض على مستوى الخليج، كما إن مواطنيها سواء الذكور أو الإناث يقبلون بنسب جيدة على مهنة التمريض مقارنة بالدول الشقيقة، حيث وصل عدد الممرضين الإناث التابعين لوزارة الصحة لعام 2014، 1429 مقابل 204 ممرض من الذكور.

والحال ذاته بالنسبة للممرضين العمليين التابعين لوزارة الصحة، حيث يرتفع العدد لدى الإناث بمعدل 74 مقابل 26 من فئة الذكور.

ولكن لازال الطريق غير مُعبد لتوطين التمريض، وبحاجة لتكثيف الجهود، من خلال تطوير المسارات الوظيفية ونظام للحوافز والترقيات، وزيادة سلم الرواتب، إضافة إلى الجهود التثقيفية لطلبة المدارس للإنخراط بهذه المهنة.

العدد 4953 - الثلثاء 29 مارس 2016م الموافق 20 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً