العدد 4953 - الثلثاء 29 مارس 2016م الموافق 20 جمادى الآخرة 1437هـ

صحتهم في ابتسامتهم

وبالتزامن مع الأسبوع الخليجي الموحد لصحة الفم والأسنان، وبحسب الدراسات والاحصائيات التي تشير إلى احتلال الدول الخليجية على أعلى نسب لتسوس أسنان طلاب المدارس مقارنه بباقي دول العالم، وجب البدء بوضع الحلول الجذرية والمدروسة والتي قد تحد وتساهم في انخفاض هذه النسب إلى معدلاتها الطبيعية.

مما لاشك فيه بإن العامل الأساسي المساهم في رفع تلك النسبة ليس قلة البرامج التوعوية أو انخفاض الخدمات الطبية، إنما السلوك الفردي وقلة ثقافة العناية بالفم والذي يبنى عليه ويلقى على عاتقه هذه المشاكل.

فبالاضافة إلى النظام الغذائي الذي لايتسم بأي اتزان عند هذه الفئة والذي يعتمد على أهم مسببات للتسوس كالحلويات، الغازيات والأطعمة اللاصقة التي يصعب التخلص منها عكس سرعة أكلها، كذلك الأوقات الغير منتظمة عند تناولها بين الوجبات، فإن الإفتقار إلى المواد الغذائية والتي تمد الجسم والأسنان بالفيتامينات والمعادن الضرورية لحمايتها يعد مشكلة أيضا.

الإهمال المستمر عند هذه الفئة العمرية والتي تتراوح بين 6 إلى 12 سنة، والذي يكون من الطرفين، الأطفال والأهل غالبا إلى جانب التعرض المستمر لمسببات هذه المشكلة، فإن الإهمال والتغاضي عن علاجها يؤدي بنهاية المطاف إلى فقد هذه الأسنان اللبنية منها سواءا أو الدائمة، وكلاهما ذوات أهمية.

سلوكيات وعادات بسيطة تغير، من شأنها خفض نسب الاحصائيات والتي تكاد تصل إلى نسبة 80 % مشكلة خطرا كبيرا إذا ما تم حدها والسيطرة عليها.

فالإلتزام بالقاعدة الثلاثية والتي تبدأ بــ تنظيف الأسنان مرتين يوميا عالأقل ولا مانع من استغلال خمس دقائق من وقت فسحة المدرسة لحث الطالب واجباره بطرق محببة على تنظيف أسنانه قبل الإستمرار بالحصص المدرسية.

بالمقابل التقليل من تناول السكريات بقدر الإمكان وحصرها مع الوجبات لتجنب خفض حموضه الفم فترات متكررة مع المحافظة على التنوع في أكل الخضروات والفواكه والأطعمة التي تساعد على تحفيز اللعاب ومعادلة حموضه الفم، وتذكر هذه المقولة دائما بأن إذا دخل السكر من الباب هربت الأسنان من الشباك!

أما القاعدة الثانية فهي استخدام خيط الأسنان والذي له أهمية بالغة ويساعد على الوقاية من تسوسات الأسنان الجانبية بشكل كبير، كذلك تنظيف اللسان واستخدام الغسول الفموي والذي أثبت فعاليته على المدى البعيد بالحد من ترسبات الجير على الأسنان والتخلص من الأحماض التي تنتجها البكتيريا بالتعاون مع الأكل.

و القاعدة الثالثة والتي لاتقل أهميتها عن أقرانها، هي الزيارة الدورية لطبيب الأسنان وقايه وعلاج، لعمل التنظيفات اللازمة والتأكد من سلامة الفم والأسنان.

وأخيرا فإن أسنانك عنوان لصحتك وجمالك فتجنب اهمالها والتقليل من أهميتها فبفقدك سن تفقد جزء من صحتك وجزء من ذاكرتك، جزء من جمالك وجزء من نقودك أيضا لتعويضها!

د. زهرة النشابة

طبيبة جراحة الفم و الأسنان

العدد 4953 - الثلثاء 29 مارس 2016م الموافق 20 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً