العدد 4954 - الأربعاء 30 مارس 2016م الموافق 21 جمادى الآخرة 1437هـ

“الخوف مرتبط بفضيحة العار وبالتالي الجحيم الذي سيدمر الكثيرين”.

ترجع بعض الدراسات الاجتماعية أسباب صمت ضحايا زنى المحارم إلى الخوف، وذلك ، ووجد الباحثون أن المناطق الفقيرة تشهد مثل هذه الحالات كثيرًا، لا سيما في المنازل التي لا تتسم بالخصوصية ورؤية الأب والأم في علاقات الفراش، حتى تنشأ لدى بعض الأطفال حالة التقليد ويكبر معهم (الهيجان الجنسي) دون قدرة على السيطرة ويقودهم ذلك إلى تجاوز حدود الشرع والقوانين في هتك العرض.

حالة عدوانية ملازمة

وهذا لا يعني أنه لا توجد مسببات أخرى، فتعاطي الكحول والمخدرات ومصاحبة رفقاء الفحش والسوء تزين تلك الجرائم! أضف إلى ذلك أن بعض أفراد الأسرة الذين تعرضوا لبعض أنواع التحرشات الجنسية من خارج المنزل من خلال بعض الأصدقاء بالمدرسة أو الجيران أو العمل، تراودهم حالة عدوانية، ويكبر معهم الانتقام حتى من أقرب الناس إليهم، ولا ننسى تأثير الإعلام السيئ وعدم رقابة بعض البرامج التي تعمل على إثارة الشهوة الجنسية لدى أفراد الأسرة.

وفي المنطقة العربية، ومختلف الدول الإسلامية، صدرت مبادرات من قبيل مبادرة “هنا صوتك”، والتي وجدت أن ضحايا زنى المحارم لا يتحدثون عن معاناتهم، بل حتى في الدول التي تعاني منها كظاهرة، كالهند والولايات المتحدة الأميركية مثلًا، يلتزم الضحايا بالصمت أيضًا.

التحدث عما حدث

لكن إلى جانب ذلك، هناك أسباب عامة كثيرة تجعل ضحايا زنى المحارم يترددون في الحديث عن معاناتهم، وقد استشارت مبادرة "هنا صوتك" عدة متخصصين في علم النفس لفهم الأسباب وأدرجتها ضمن خمسة، أولها العار، فالعار هو سبب رئيسي يدفع الضحايا في جميع أنحاء العالم إلى التزام السكوت، وعدم إثارة موضوع الاستغلال الجنسي، ويشعر الضحايا بالعار الشديد، ولا يستطيعون التحدث عما حدث، لأن ذلك سوف يجعلهم يتذكرون الأشياء التي يفضلون نسيانها.

أما السبب الثاني فهو توجيه اللوم إلى النفس، فمعظم الضحايا لا يخبرون أحدًا في أغلب الأحيان عما يحصل معهم من زنى المحارم. لأنهم يعتقدون أنهم هم قد فعلوا شيئًا خاطئًا ما، أو أنه كان بمقدورهم فعل شيء لمنع المعتدي عن ارتكاب فعلته.

هل سينال الجاني عقابه؟

وللخوف مكان أيضًا، فالضحايا هم في أغلب الأحيان أشخاص يعانون من الخوف، ويخافون من المعتدي نفسه في المقام الأول، والذي بالطبع، يهددهم، ويخافون من عواقب البوح بما حدث معهم وما المتوقع أن يحدث، وهل سينال الجاني عقابه؟ وهل سيتمكن القانون من حمايتهم؟

ويفضل الضحايا حماية عائلاتهم رغم تعرضهم للإساءة من قبل أفراد من أسرهم كأن يكون الأب أو الأخ، فرابط القرابة يبقى الأقوى، كما أن الضحايا غالبًا ما يحمون عائلاتهم من الأذى الذي قد يتسبب به البوح بما حدث لهم، لأن ذلك قد يؤدي إلى تفكك العائلة كلها، فلا يريد الضحايا التسبب بحصول ذلك، فيجنحون للصمت.

العدد 4954 - الأربعاء 30 مارس 2016م الموافق 21 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً