العدد 4954 - الأربعاء 30 مارس 2016م الموافق 21 جمادى الآخرة 1437هـ

حزن وانزعاج ويأس.. إنه “اكتئاب ما بعد الولادة”

سرعان ما تزول الفرحة والسرور باستقبال المولود الجديد والولادة بالسلامة وتلقي التهاني، لتبدأ مرحلة صعبة لدى الكثير من الأمهات: شعور بالحزن والانزعاج واليأس.. البكاء بكثرة أو عدم القدرة على البكاء.. الشعور بعدم القيمة.. تذبذب المزاج.. فقدان الاهتمام بالأمور.. فقدان الشعور بالمتعة والسعادة.. الشعور بالقلق والذعر الشديدين.. سرعة الغضب والانفعال.. هذه كلها ملامح "اكتئاب ما بعد الولادة".

هذا النوع من الاكتئاب لا يقتصر على بعد الولادة فحسب، بل توضح استشارية أمراض النساء والولادة الدكتورة فضيلة النجار أنه من الممكن أن يبدأ أثناء الحمل، واكتئاب ما بعد الولادة حالة شائعة ونعلم أن هنالك ما بين عشرة إلى خمس عشرة امرأة من كل مائة امرأة تضع طفلًا وتصاب بهذه الحالة، ويمكن أن يفوق العدد الحقيقى هذا لأن العديد من النساء لا يقمن بطلب المساعدة والتحدث مع الآخرين.

وتقول إن أعراض اكتئاب ما بعد الولادة مشابهة لأعراض أي اكتئاب آخر، وتشمل الشعور بالتعاسة وفقدان الاهتمام بالأمور، وهذه الأحاسيس تبدأ عادة خلال الأشهر الثلاثة التي تلي ولادة الطفل، كما إنه من الممكن الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة في مرحلة متأخرة ولكن إذا بدأت الأعراض بعد عام من تاريخ ولادة الطفل فمن غير المحتمل أن يسمى باكتئاب ما بعد الولادة.

أما عن الأعراض الجسدية أو الجسمانية التي تصاحب هذا الاكتئاب، تذكر الدكتورة النجار أنها تشمل الشعور بعدم القوة وبالإرهاق واضطرابات النوم، والبطء أو السرعة الزائدة وعدم القدرة على الاسترخاء، وفقدان الاهتمام بالعلاقة الجنسية، والقائمة قد تشمل فقدان الشهية وعدم القدرة على اتخاذ القرارات وتجنب الناس والبقاء في المنزل ومنها الخلافات والصراخ وعدم القدرة على التحكم في النفس، وهذه الحالات قد تزول مع الوقت خلال أسبوعين وربما أكثر.

وباستشارة الأطباء، يمكن التعامل مع هذه الحالات، فالتغيرات السريعة التي تحصل بعد الولادة في مستوى هرموني الأستروجين والبروجيستيرون تؤثر بشكل كبير على الصحة العقلية للمرأة، فالمعروف أن المبيضين والمشيمة تفرزان البروجيستيرون والاستروجين، لتمكين الرحم من احتضان البويضة الملقحة والحفاظ عليها، ويرتفع مستوى هذين الهرمونين 10 أضعاف خلال فترة الحمل، وانخفاض مستواهما بشكل حاد قد يؤدي إلى الإجهاض.

وبعد الوضع، ينخفض مستوى البروجيستيرون بشكل كبير إلى أن يصل إلى ما كان عليه قبل الحمل في غضون 72 ساعة بعد الوضع، ويعتقد الخبراء أن هذا الانخفاض الدراماتيكي في مستوى الهرمونات الأنثوية يلعب دورًا مهمًا في الاكتئاب الذي تصاب به العديد من النساء بعد الولادة.

العدد 4954 - الأربعاء 30 مارس 2016م الموافق 21 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً