العدد 4957 - السبت 02 أبريل 2016م الموافق 24 جمادى الآخرة 1437هـ

بالصور... "بيل جيتس" في لقاء جماهيري: لدينا توجه لاستثمار قدرات 150 ألف سعودي

بحضور وزير "الشؤون" والأميرة البندري وقادة العمل التطوعي بمؤسسة "خالد الخيرية"

قال مؤسس شركة مايكروسوفت، "بيل جيتس": إن السعودية تزخر بمواهب كبيرة من اليافعين والشباب، ويسعون من جانبهم في مؤسسة "بيل وميليندا" -بالشراكة مع مؤسسة الملك خالد الخيرية - إلى استثمار قدرات 150 ألف شاب وشابة في السعودية، وهذا التوجه هو جزء من برامج التحول؛ مشيراً إلى أن سياسات الجمعيات الخيرية لا بد أن تتغير من عملية الدفع للمحتاجين إلى صناعة هؤلاء في سوق العمل والاستدامة، بحسب تقرير لصحيفة "سبق" السعودية اليوم الاحد (3 أبريل/ نيسان 2016).

جاء ذلك خلال اللقاء الجماهيري أمام المهتمين بالتطوع وقادة الأعمال الخيرية، اليوم الأحد، في مؤسسة "خالد الخيرية" بحضور وزير الشؤون الاجتماعية ماجد عبدالله القصبي، والمدير العام لمؤسسة الملك خالد الخيرية الأميرة البندري بنت عبدالرحمن الفيصل.

شهد اللقاء حفاوة كبيرة بالضيف الأميركي، وامتنع وزير الشؤون الاجتماعية والأميرة البندري على الإسهاب في الحديث في حضرة "بيل جيتس" لاستثمار الوقت للاستماع إلى تجربته.

وشدد "جيتس"، في معرض حديثه عن الأعمال التنموية، على ضرورة تطوير التعليم في السعودية لأنه الأساس، وقال: "إذا كان هناك شغف بتطوير التعليم؛ فإنه حتماً سيتطور؛ ففي القطاع التعليمي الخاص تستطيع أن تطور المعلمين بتدريبهم والاستغناء عن بعضهم، وكذلك المناهج والطلاب والمباني؛ أما في القطاع التعليمي الحكومي فهناك صعوبات، وهذا الذي يجعل القطاع الربحي قادراً على التطوير، وجميعنا يعلم أنه إذا كان لديك تعليم جيد تستطيع مساعدة الآخرين والعمل في الشركات المميزة".

وأضاف: "كنت هنا في عام 2006 م، وكان هناك حديث آنذاك يجعل السعودية في مصافّ الدول، والآن نحن هنا ونتحدث عن هذا التحدي ولحسن الحظ أن المملكة استطاعت التغلب على المشاكل".

وتابع: "في الولايات المتحدة الأمريكية دائماً ننظر إلى الصين، ونقول انظروا إنهم يعملون بجد، والحقيقة أنهم يعملون لبلادهم، ونحتاج دائماً إلى العمل بتوازن بين القطاعين الحكومي والخاص في مصلحة التنمية".

وأوضح "جيتس" أن المسؤولية الاجتماعية لدى الشركات تحتاج إلى إعادة نظر حتى تستطيع هذه القطاعات تحقيق أرباح عالية؛ حيث يتعين على القياديين تشجيع أفراد المجتمع والنهوض؛ فمثلاً أي شركة تقنية أو صحية بإمكانها الذهاب إلى المدارس وتبني مشروعات طلابية، عندها تكون هذه الجهات قائدة، ويحاول اليافعون هناك العمل معهم، وإدارة الأرباح أكثر؛ هنا قد يكون بعض المخاوف؛ ولكن في أمريكا هناك توجه لتشجيع الشركات.

وأردف: "حينما نتحدث عن العمل الأسري فالجيل الأول ناجح، و"آبل" من شركات البرمجيات التي ينخرط تحتها قطاعات، وفي الولايات المتحدة هناك الكثير من الضرائب يتم دفعها ولكن لا تذهب للأعمال الخيرية؛ فمثلاً أنا عندما أضع المال في جامعة "هارفارد" أشعر بالأمان أن هذا المال يذهب لمكانه الطبيعي؛ بينما أحياناً تضع التبرعات في قطاع التعليم ويذهب لـ"فخ" آخر مثل الري والزراعة التي لا تخدم المجتمع بشكل مباشر".

وعن واقع الجمعيات الخيرية في المملكة قال "بيل جيتس": "سمعت أن هناك نظام "صدقة جارية" وهذا جيد للاستدامة؛ ولكن بعض الجمعيات لديها سياسات ربحية تعتمد على الاستقبال فقط والدفع دون البحث عن سبل الاستدامة، وتدريب المستهدفين لزيادة ربحهم وتنميتهم، والمسألة لا تتعلق بدفع الأموال؛ بل ببناء هؤلاء الأشخاص الذين يعانون المشكلة، وأنا لست ضد إعطاء الأموال للمحتاجين بل المهم دمجهم في سوق العمل".

وقال وزير الشؤون الاجتماعية ماجد القصبي: إن رجال الأعمال والشركات في السعودية يدعمون القطاع الخيري، وهناك رجل أعمال في مكة المكرمة تبرع بـ300 مليون ريال لدعم الأيتام، والشيخ سليمان الراجحي أوقف المليارات لدعم الأعمال الخيرية، وأيضاً الدولة مهتمة بهذا القطاع، ولن أتحدث كثيراً فأنا هنا أحب أن أكون مستمعاً لرائد الأعمال "جيتس".

وقالت المدير العام لمؤسسة الملك خالد الخيرية الأميرة البندري بنت عبدالرحمن الفيصل في أثناء اللقاء وأمام الحضور: إن هناك ما يدعو للاستغراب فالصرف المالي المهول في الخليج كبير جداً؛ في المقابل لا يوجد دعم للجمعيات سوى 20% وهذا ليس فساداً؛ بل "قل دبره"، ومن واقع تجربتنا مع الشركات في المسؤولية الاجتماعية وجدناهم يهتمون بالجانب الإعلامي أكثر، وتدخل معها العلاقات العامة، والمسؤولية تبدأ من التركيبة الرئيسة للشركة.

وتابعت: برنامج "شغف" يأتي في إطار الشراكة الاستراتيجية التي تجمع مؤسسة الملك خالد بمؤسسة "بيل وميليندا جيتس"؛ بهدف تعزيز ممارسات المجتمع المدني في المملكة، وتنفيذ برامج مبنية على احتياجات المجتمع الفعلية، وتحسين مستوى الخدمات التي تقدّمها منظمات القطاع غير الربحي المحلي للفئات المستهدفة.

وأوضحت الأميرة "البندري"، أن برنامج "شغف" يُعَدّ باكورة التعاون بين مؤسسة الملك خالد الخيرية، ومؤسسة بيل وميليندا جيتس؛ في إطار اتفاقية الشراكة المبرمة بين الطرفين والهادفة إلى إطلاق عدد من البرامج لبناء قدرات القطاع، وبرنامج الزمالة الخيري السعودي "شغف" يسعى إلى استقطاب 10 من الشباب السعودي من الجنسين، للعمل في القطاع غير الربحي في المملكة والمشاركة في رفع مستوى الخدمات التي تقدّمها منظماته للفئات المستهدفة.

يشار إلى أن إطلاق المؤسستين لبرنامج "شغف" جاء إيماناً منهما بأهمية منظمات القطاع غير الربحي في العصر الحاضر؛ حيث ستعمل المؤسستان على إعداد قادة من الشباب السعودي داخل أروقته ليكون هذا القطاع قادراً على التفاعل بشكل إيجابي مع المتطلبات التنموية التي تشهدها السعودية.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً