العدد 4961 - الأربعاء 06 أبريل 2016م الموافق 28 جمادى الآخرة 1437هـ

هل قرار دمج الأندية الوطنية خلق بيئة رياضية نموذجية أم العكس؟... وما مركز "كرزكان" إلا نموذجاً

واحدة من سلبيات مشروع دمج الأندية الرياضية الوطنية أن فكرتها الأساسية من حيث مبررات الخطة الرسمية والتي تقتضي بخلق بيئة رياضية نموذجية؛ لكن على صعيد الواقع الفعلي لم يتحقق منها إلا الجزء اليسير "نادي الشباب" كأبرز مثال يحضرني الآن. وهناك مشاريع دمج تم تطبيقها وآلت إلى التفكك كما هو الحال مع نادي التضامن، حيث خرج من تشكيلة الدمج نادي اتحاد الريف ونادي بوري ومركز دمستان الثقافي والرياضي، بحيث أن بقاء "نادي التضامن" حسب علمي يقتصر في تشكيلته الإدارية اليوم على نادي الهملة ونادي كرزكان.

بالفعل لقد أثرت الظروف التمويلية على فكرة دمج الأندية الوطنية وحالت تقريباً بين مثالية الحلم وتحديات الواقع الراهن. اليوم لا ندري على وجه الدقة ما هو مصير مركز كرزكان الثقافي والرياضي وسط ارتباكات وعثرات مشروع الدمج؟ إثارة السؤال مبررها ها هنا النظر في طبيعة البنية الهيكلية التي يقوم عليها مشروع الدمج، بحيث تصبح الأندية المندمجة ضمن المشروع مجرد مناطق متنازلة عن هويتها الاعتبارية "السابقة" لتتحوّل لاحقاً إلى مجرد لجان في النادي الأم كما نفهم، وعليه يترتب على هكذا وضع أن تجير خدمات وتمويل ومنقولات هذا المركز لصالح هذا النادي؟

مع مرور أكثر من ثماني سنوات على مشروع الدمج، حقيقة لم ينجز هذا المشروع ما هو مأمول منه أو ما كان مخططاً له من تطوير للساحة الرياضية في مملكة البحرين، خصوصاً أن حالة الاحتقان وعدم الرضا الجماهيري في تلك المناطق التي خاضت تجربة الدمج أو تلك التي تحاول الانفصال بغية الحفاظ على هويتها، تجعلنا نتوقف ونحن نتفقد الحالة المعنوية التي وصل إليها مركز كرزكان الثقافي والرياضي، ومقدار خيبة الأمل والاحباط التي يشعر بمرارتها أعضاء الجمعية العمومية.

الحاصل، أن مجلس إدارة مركز كرزكان الثقافي والرياضي وبموجب انضمامه لمشروع الدمج في نادي التضامن، صار كطرف هامشي من العملية، عملياً وبموجب الوضعية القانونية فهو في طريقه لفقدان شرعيته كمركز له هويته الاعتبارية، هذا بالضبط ما يجعل المؤسسة العامة للشباب والرياضة لا يمكن أن تأذن لأي عملية انتخابية لأعضاء الجمعية العمومية بغية ترشيح مجلس إدارة جديد.

في الوقت ذاته، هناك مشاكل كثيرة تعصف اليوم بمركز كرزكان الثقافي والرياضي، كما أن مجلس الإدارة الحالي برئاسة السيد منصور الفردان وبكل الجهود التي قدّمها طوال السنوات الماضية، بات يواجه ضغوط مشروع الدمج "الذي أثبت فشله في كرزكان" وعلى ذلك فإن آلية اتخاذ القرار الإداري صارت صعبة في ظل انسحابات بعض أعضاء المجلس، ومن الطرف المقابل "نادي التضامن" يكرّر مطالباته بتنفيذ بقية بنود الدمج، مع العلم أن هذا الأخير حصل على مقره الخاص في قرية الهملة ليتحوّل حلمه السابق بنادي نموذجي كبير إلى مجرد ملعب صغير، وعلى مركز كرزكان أن يدفع باقي فاتورة الدمج من خدماته المالية والميدانية!

هنا حالة ضبابية غريبة، هي بحق واحدة من مصائب مشروع الدمج التي دخلنا في نفقها المظلم بكل أسف، هوية مركز كرزكان الثقافي والرياضي باعتقادي أصبحت على المحك، الجمعية العمومية للمركز صار لزاماً عليها أن تتحرك بغية إنقاذ الموقف. مصير مركز كرزكان بلغ نقطة حساسة لا يمكن السكوت عنها، هذا المركز هو ملك معنوي لأهالي كرزكان وأي تقاعس من قبل الأهالي "أعضاء الجمعية العمومية" في التحرك لتصحيح الوضع، فسيصبح هذا المركز طي ّالتاريخ في القادم من الأيام.

لسنا بصدد إثارة المزيد من المشاكل عندما نطرح الموضوع عبر الصحافة المحلية، فهدفنا هنا على الأقل إطلاق صرخة استغاثةٍ لإنقاذ مركز كرزكان الثقافي والرياضي، والمرحلة القادمة تتطلب من أهالي كرزكان تشكيل وفد من أعضاء الجمعية العمومية بغية لقاء من يهمه الأمر في المؤسسة العامة للشباب والرياضة لبحث وضعية المركز المستقبلية، والحالة الضبابية التي وصل إليها، وأهمية انتخاب مجلس إدارة جديد في حال تقرر الانسحاب من مشروع الدمج، والذي لم يعد بالفائدة على مركز كرزكان بشيء طوال الأعوام الماضية كما أثبتت التجربة الميدانية.

كل هذه الملفات من المهم إثارتها وطرحها للنقاش، وهذا ما ينبغي أن يعيه رئيس مركز كرزكان الثقافي أ. منصور الفردان حيث نتوسم فيه تفهماً لحساسية الموقف الذي آل إليه مصير المركز في ظل المعطيات التي سبقت الإشارة إليها. ونحن على ثقةٍ أنه من موقع مسئوليته الإدارية، سيبادر في الأيام القادمة لإيجاد حل أو توضيح الصورة الموضوعية للخروج من حالة الغموض الراهنة والتي تضع مستقبل مركز كرزكان في مهب الريح، إن لم يسعَ أحدهم للحل، حيث أن ممارسة الفرجة حالياً والصمت اللامبالي من قبل الجمعية العمومية، ستكون لها نتائج كارثية تنعكس سلباً على وجود المركز. لا نريد سوى أن نحافظ على تماسك بنيانه الداخلي لكونه مؤسسة أهلية مهمة، مستقبلها على المحك، تستمر أو تذوي في قبر النهاية... فماذا نختار؟

أحمد المؤذن





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 3:56 ص

      كاتب المقال ذكر مغالطة مهمه ألا وهي أن مركز شباب الدمستان أنفكَ عن الدمج، وهو في الأساس لم يكن أصلا مركز شباب دمستان من ضمن الأندية الوطنية حتى يتمكن من الدمج، والدمج فقط للأندية الوطنية وليس المراكز الشبابية وذلك بناءا على القرار الوزاري الصادر أنذاك، وما تم في ٢٠٠٢ أشراك مركز شباب الدمستان بعضو إداري واحد فقط في مجلس إدارة النادي من باب الجيرة والقرابة ولا يوجد شي كان صادر من المؤسسة العامة للشباب والرياضة في تلك الفترة.

    • زائر 6 | 3:41 ص

      الدمج دمر مواهب

      النادي الكبير المسيطر و اداريه يمليون لابناء ناديهم و مناطقهم. اندية القرى افضل و تخرج لاعبين و تكون فرصة للشباب لممارسة هوايتاهم

    • زائر 5 | 1:47 ص

      كل لاعبين كرة اليد والطائره يشكون ادارة التضامن ويطلع لك كم واحد يقول اذا فكوا الدمج مافي قدم ...لايكون كرة القدم ناجحه او مال كرزكان يلعبون في النادي الحين اكو الفشل واضح اكثر من 5 او 6 سنوات التوش واخوه فكوا الدمج واحترموا تاريخ كرة اليد ف كرزكان ع الاقل ادارة التضامن واضح هدفها تريد النادي للهمله فقط فك الدمج الحل الامثل للاهالي والرياضه

    • زائر 4 | 1:44 ص

      صوتك ما وصل .. مافي امل

    • زائر 2 | 1:19 ص

      الامر بسيط جدا فك الدمج وعودة كرة اليد والطائره لكرزكان وحتئ الاعبين سيكونوا مع ذلك لان حقهم في الاهتمام كان ضائعا اذ لاتعرفهم ادارة التضامن الا في الانجازات من اجل اخذ صور تذكاريه ..ارحمونا من زمان نقول لكم فكوا الدمج الهمله هدفها يكون عندها ملعب وكل شي وما وضع صندقه في كرزكان بدل تصليح الصاله المتهالكه الا رسالة لكرزكان هذا ماتستحقونه فقط ..المضحك احدهم يخبرني ان الهملة تريد ايضا صالة رياضيه في الهمله .هدفكم ضايع مع التضامن فكوا الدمج وارحموا الشباب ترئ يعيشون مأسأة مع ادارة التضامن

    • زائر 1 | 1:14 ص

      الدمج أثبت فشله في البحرين و الأندية المندمجة لا تنافس كما ان مشاكل الدمج كثيرة مثلاً نادي سند دمجته المؤسسة العامة للشباب و الرياضة بدون علم الجمعية العمومية و إدارة النادي و هذاالعمل ليس قانوني و قد تم فك الدمج بعد فترة بسيطة ليتحول نادي سند إلى مركز بعد ذالك بعد أن كان بمسمى نادي سند !! سند التي تسكنها كثافة سكانية كبيرة الآن كان يجب أن تمنح إحدى الألعاب الشعبية لوجود الخامات المميزة تفتقر لملعب كرة قدم قانوني و تم مؤخراً أنشاء ملعب صغير جداً داخل مقر النادي كان من المفترض ان يكون صالة

    • زائر 3 زائر 1 | 1:37 ص

      الموضوع فكو الدمج احسن

      كرزكان تناضل طول هالسنين حق يكون في نادي حقيقي للمنطقه ..وحق كرة القدم تكون حاضره في المنطقه ..الحين صار نادي الهمله هو الاول والاخير في كرة القدم في التضامن اغلب الاعبين في جميع الفئات من الهمله .وبذلك الفشل واضح في الحفاظ حق كرة القدم في المقابل لحد الان لا يوجد حتئ معالج في كرة اليد واللعبه كرزكانيه خالصه ..والنجاح واضح . ففكوا الدمج يرحم امكم وخلو كرة القدم اتولي ماوراها الا فشل ورجعوا كرة اليد والطائره لكرزكان ع الاقل تعرف من صاحبك ..

اقرأ ايضاً