العدد 4962 - الخميس 07 أبريل 2016م الموافق 29 جمادى الآخرة 1437هـ

كيري من المنامة: احترام حقوق الإنسان والمشاركة السياسية لكل الأطراف مُهمَّان للبحرين

كيري أكد ارتكاب المعارضة خطأً جسيماً بمقاطعة الانتخابات - تصوير محمد المخرق
كيري أكد ارتكاب المعارضة خطأً جسيماً بمقاطعة الانتخابات - تصوير محمد المخرق

أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري على أهمية احترام حقوق الإنسان ومشاركة كل الأطراف البحرينية في العملية السياسية، في الوقت الذي ذكر فيه وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أنه سيتم إطلاق سراح الناشطة الحقوقية زينب الخواجة بعد النظر في قضيتها بالمحكمة.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده وزيرا الخارجية البحريني والأميركي، يوم أمس الخميس (7 أبريل/ نيسان 2016)، في فندق «فورسيزنز»، قبل انعقاد أعمال الاجتماع المشترك لكيري بوزراء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وأشاد كيري بالمشروع الإصلاحي لجلالة الملك، إلا أنه قال: «لسوء الحظ ارتكبت المعارضة خطأً جسيماً حين قررت عدم المشاركة في الانتخابات، وهذا ساعد في عملية الاستقطاب السياسي».


فيما أكد وزير الخارجية إطلاق سراح زينب الخواجة بعد النظر بقضيتها في المحكمة

كيري: احترام حقوق الإنسان والمشاركة السياسية لكل الأطراف مهمان للبحرين

خليج البحرين - أماني المسقطي

أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أهمية احترام حقوق الإنسان ومشاركة كل الأطراف البحرينية في العملية السياسية، في الوقت الذي ذكر فيه وزير الخارجية البحريني أنه سيتمُّ إطلاق سراح الناشطة الحقوقية زينب الخواجة بعد النظر في قضيَّتها بالمحكمة.

جاء ذلك، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده وزيرا الخارجية البحريني والأميركي، يوم أمس الخميس (7 إبريل/ نيسان 2016)، في فندق «فورسيزنز»، قبل انعقاد أعمال الاجتماع المشترك لكيري بوزراء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وفي بداية حديثه، قال كيري: «البحرين شريك أمني مهم للولايات المتحدة، ويوم أمس زرت مقر القاعدة الأميركية ومركز القيادة البحرية هنا، وتمكنت من الحصول على تقييم للتحديات الأمنية التي نشترك فيها».

وعلى صعيد محلي، أكد كيري أنه ناقش مع وزير الخارجية البحريني الجهد الجاري لتخفيف الانقسامات الطائفية في البحرين وفي أماكن أخرى، مشيداً بالجدية التي تتناول فيها البحرين هذا الأمر.

وقال: «نقف إلى جانب جميع الأطراف البحرينية لخلق الظروف التي تسمح بمساهمة سياسية أكبر لجميع مواطني هذا البلد، ونؤمن أن احترام حقوق الإنسان ضروري جدًّا للسماح للمواطنين بأن يعيشوا ضمن كامل قدراتهم. وأتطلع إلى استمرار مناقشة هذه الأمور مع جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة».

وأشاد كيري بالمشروع الإصلاحي لجلالة الملك، إلا أنه قال: «لسوء الحظ ارتكبت المعارضة خطأ جسيما حين قررت عدم المشاركة في الانتخابات، وهذا ساعد في عملية الاستقطاب السياسي».

وأضاف «ناقشت مع نظيري البحريني الانتخابات النيابية في العام 2018 وفرص حدوث هذه الانتخابات وبعض العمل الذي سيجرى على مدى الأسابيع والأشهر المقبلة، وأكد لي الوزير أن حكومة البحرين تسعى إلى انتخابات حرة وكاملة بمشاركة الجميع، لكن من دون أي عنف أو أي تهديد أو تطرف يؤدي إلى استقطاب الناس وتعقيد هذه الانتخابات، وسنعمل معهم عن قرب في جهد لمحاولة التأكد من حدوث ذلك».

وأكد كيري أن البحرين حققت تقدماً في بعض النواحي، وخصوصاً على صعيد إنشاء المؤسسات المعنية بالإشراف على الجانب الأمني، إلا أنه عاد ليقول: «من الواضح أن هناك المزيد من العمل الواجب القيام به، ولدينا بعض التخوف، وأحد هذه الجهود هو العمل مع المعارضة من أجل إدخال هذه الإصلاحات، وفي نهاية المطاف علاقتنا مع البحرين مبنية على أساس المصالح المشتركة التي نتشاطر فيها، ومن ذلك الجهود المشتركة لمكافحة التطرف العنيف. ولا شك أننا نؤمن أن توسيع الفرص والحقوق وإشراك الناس في العملية السياسية أمر مهم ونشجع مثل هذا الأمر».

وأشار إلى أنه ناقش خلال لقائه نظيره البحريني فرص التسوية في اليمن والتطورات الأخيرة في سورية، والأعمال المزعزعة للاستقرار والتي تقوم بها إيران في المنطقة، والتي تنظر إليها الولايات المتحدة على محمل الجد، على حد تعبيره، ناهيك عن تطرقهما خلال اللقاء إلى القتال الدائر مع المجموعات الإرهابية، وخصوصاً تنظيم «داعش».

وقال كيري: «البحرين تدعم محاربة الإرهاب بتقديم الدعم اللوجستي والعمليات الأخرى ضد داعش، كما استضافت أيضًا ورش عمل دولية لمكافحة تحويل الأموال الخيرية إلى أيدي الإرهابيين. والولايات المتحدة والبحرين يقفان جنبًا إلى جنب في هذا المجال».

وأضاف «تلعب البحرين دورا هاما في الأمن البحري لهذه المنطقة الاستراتيجية المهمة. وخلال هذا الأسبوع ستشارك وتسهل إجراءات تنفيذ تمرين إجراءات مكافحة الألغام الدولي، وهو أكبر تمرين بحري من نوعه يضم أكثر من 42 دولة ملتزمة بالأمن العالمي وحرية الملاحة البحرية».

أما فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، فقال كيري: «ستظل إيران عاملاً لزعزعة استقرار المنطقة حتى في أعقاب الاتفاق النووي، وخصوصًا مع تجاربها الصاروخية التي تركز على الصواريخ لا المفاوضات».

وتابع «الاتفاقية النووية كانت تتعلق بقدرة إيران على الحصول على سلاح نووي، والمفاوضات خلال الاتفاقية كانت تتعلق بهذا الشأن فقط، ولو تطرقنا إلى موضوعات أخرى فلن نتوصل إلى أي اتفاق، ولذلك أخذنا خطوة أولى باتجاه تحقيق منع إيران من حيازة السلاح النووي».

وواصل «في ذلك الوقت عندما بدأنا المفاوضات، كانت لدى إيران مواد كانت يمكن أن تصنع قنبلة نووية، ولم تكن هناك أية قدرة على تقييد هذا الأمر، وكما يعلم الجميع كانت هناك دول تدفع باتخاذ إجراء عسكري ضد إيران في ذلك الوقت، وكان ذلك أحد الخيارات التي تمت مناقشتها في ذلك الحين. لكن الرئيس باراك أوباما شعر أنه قبل البدء بالحديث عن الخيار العسكري والدفع بالشباب نحو القتال، فإنه يجب استكشاف ما إذا كانت هناك فرصة للتوصل إلى حل دبلوماسي أم لا. والآن لا يوجد أمام إيران مسار لحيازة السلاح النووي، وستختفي جميع التحديات الأخرى التي كنا نعلم أنها قائمة».

وأشار كيري إلى دعم إيران لحزب الله وتواجد الحرس الثوري في سورية، بالإضافة إلى دعمها للأعمال التخريبية في المنطقة وعملها على زعزعة الاستقرار، وكذلك دعمها للحوثيين في الصراع في اليمن، معلقاً: «كنا نعرف أنه يجب علينا التعامل مع إيران الآن، وكان هذا السبب الرئيسي في عقد الرئيس أوباما مؤتمر كامب ديفيد مع دول مجلس التعاون للحديث بشأن كيفية اتخاذ خطوات بعد الاتفاق النووي، ولنحمل إيران على تغيير سلوكها فيما يتعلق بالنشاطات الأخرى».

واستدرك قائلاً: «من جهة أخرى، فإن إيران ساعدتنا في الحصول على الإجماع لإيقاف الأعمال العدائية في سورية، وعملت أيضا بالتعاون مع مجموعة الدعم الدولي لسورية من أجل دعم وجود مفاوضات بشأن عملية جنيف لإنهاء الحرب في سورية».

إلا أنه عاد ليؤكد أن دور إيران في اليمن ونشاطاتها المزعزعة للاستقرار في البحرين وسورية وبرنامجها الصاروخي تبقى تحديات، وأنه لذلك فإن الرئيس أوباما اتخذ خطوات فيما يتعلق بالعقوبات من خلال النقاش الجاري في الأمم المتحدة بنيويورك بشأن التوصل إلى قرار للتعامل مع هذا الشأن.

وقال: «أعلم أن دول مجلس التعاون سترحب بوجود إيران ومشاركتها على طاولة المفاوضات إذا ما كانت تريد أن تتوصل إلى إجراءات أمنية في المنطقة من دون هذه الأعمال الأمنية التخريبية، وإذا ما أرادت إيران أن يكون هناك حل بناء في سورية واليمن، فسيتحقق ذلك، ولكن أعمال إرسال قوارب تحمل أسلحة عبر الخليج، فهذا أمر ليس بناء فيما نحاول نحن إنهاء الحرب، وندعو إيران لتكون جزءاً من إنهاء الحرب لا إشعالها».

وقال أيضا: «حيثما تكون هناك مخالفات لقرارات مجلس الأمن أو نقاشات مستمرة في تعزيز استقرار هذه المنطقة أو تخريب الاستقرار في مناطق أخرى، فسنستمر في جهودنا من أجل حماية الأمن والمصلحة طويلة الأمد للمنطقة، وسنقف إلى جانب حلفائنا في جهودهم لحماية بلدانهم».

ودعا كيري إيران إلى أن تعمل على تجنب التحديات التي تواجهها في البحرين وغيرها من الدول فيما يتعلق بإرسال الأسلحة وغيرها.

وفيما يتعلق باليمن، أكد كيري أن الولايات المتحدة أجرت محادثات واجتماعات على مدى الأسابيع الماضية من أجل التوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار في اليمن، وأنه تحدث مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في هذا الشأن، في محاولة الدفع باتجاه ذلك.

من جهته، أكد وزير الخارجية البحريني، أن اللقاء الذي جمعه بنظيره الأميركي، ناقش سبل تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، والتقدم الذي أحرزته مجموعة العمل بين دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأميركية، ناهيك عن مناقشة موضوع اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأميركية.

ولفت إلى أن اللقاء تطرق كذلك إلى تعزيز الفوائد التي تم تحقيقها من خلال الاتفاقيات المشتركة، وآلية الحل السياسي في سورية والتي تسمح بإرساء دعائم السلام، وتمكين الشعب السوري من إعادة بناء دولته خلال الأعوام المقبلة، وكذلك دعم أهمية التعاون المشترك بين مختلف القوى الدولية لتحقيق حل سلمي في سورية من خلال جهود المبعوث الدولي ستيفان دي مستورا لتعزيز التواصل المشترك والحل السياسي.

ولفت أيضا إلى أنه تمت مناقشة إمكانية الحل السياسي في اليمن، والذي يعزز – وفقا له – من آفاق ذلك التعاون المشترك بين المملكة العربية السعودية ووفد الحوثيين، بالإضافة إلى تأكيد مواجهة تنظيم داعش وكذلك المنظمات الإرهابية المختلفة التي فقدت كثيرا من سيطرتها في الفترة الماضية.

وقال: «تطرقنا خلال اللقاء إلى أهمية تعزيز المساعي المشتركة لمواجهة داعش ومضاعفة الجهود المشتركة للتأكد من هزيمة ذلك التنظيم الإرهابي هزيمة كاملة. كما أكدنا أهمية وقف تدفق الأموال إلى داعش، ولطالما سعت مملكة البحرين لمكافحة تمويل المنظمات الإرهابية، وسنواصل سعينا في هذا الاتجاه، ضمن التحالف الدولي لمواجهة داعش».

وفيما يتعلق بإيران، ذكر وزير الخارجية أنه تم التأكيد خلال اللقاء على أنه قد آن الأوان لأن تسعى إيران لتحسين علاقتها بدول الجوار، وألا تتدخل في الشئون الداخلية لدول مجلس التعاون الخليجي، وذلك لمصلحة الجميع، مشجعًا إيران على السعي لحل مشكلتها فيما يتعلق بالبرنامج النووي وغيره من التحديات.

وقال: «أكدنا في العام الماضي بعد توقيع الاتفاق أننا ندعم هذا الاتفاق وتنفيذه، وكنا نتنبأ بتطور الأوضاع، واليوم لا نشكك في نوايا مجموعة الدول (5+1) حين مارست ضغوطا على إيران على طاولة المفاوضات النووية، لكننا كنا قلقين بأن تسيء إيران تفسير هذه الجهود ونوايا مجموعة (5+1)، وخصوصا الولايات المتحدة الأميركية، والتي تسعى إلى استقرار المنطقة».

وأضاف «اليوم نلاحظ أمرين أساسيين توقعنا حدوثهما، أولهما أن البرنامج الصاروخي الإيراني لايزال يسير قدما مع دعم القيادة الإيرانية له بشكل كامل، وكذلك التدخل في حرب الوكالة في عدد من أجزاء المنطقة، التي تستمر من دون إبطاء ومن دون النظر في مسئولية حسن الجوار».

وأكد وزير الخارجية دعم الوصول إلى حل سياسي، مستنكرا في الوقت نفسه إرسال إيران المزيد من المقاتلين ودعم حزب الله في سورية، مطالبا إيران بوقف شحنات المتفجرات إلى الإرهابيين، ووقف دعم من يقومون بحروب بالوكالة في العديد من أجزاء من المنطقة، على حد قوله، معلقا: «إذا أخذت إيران خطوة واحدة، فسنأخذ خطوتين».

وفي رده على سؤال بشأن استمرار حبس الناشطة الحقوقية زينب الخواجة لتظاهرها بشكل سلمي، قال وزير الخارجية: «زينب الخواجة في السجن واختارت أن تبقي طفلها معها على رغم أنه عُرض عليها أن تبقيه مع أفراد عائلتها، ووضعت في غرفة مخصصة لدعم دورها كأم، وهذا موضوع إنساني، وسيطلق سراحها بانتظار النظر في قضيتها في المحكمة، وسيتم إرسالها إلى منزلها لتكون مع عائلتها ومع طفلها في بيئة أفضل، لكن القضية ستتواصل».

وأضاف «إننا في البحرين نبذل قصارى جهدنا في دعم وحماية حقوق الإنسان ووضع كافة الآليات التي من شأنها أن تجعلنا نتجنب أية عوائق سابقة أمام حقوق الإنسان، إذ بذلنا الكثير من الجهود ونحاول حل كافة المشكلات والتحديات، وسنواصل جهودنا البناءة في هذا المجال، ونحترم كافة الالتزامات التي تجعلنا حريصين على جعل وضع حقوق الإنسان في البحرين دون أية مشكلات».

وعاد ليقول: «ستذهب – الخواجة – إلى بيتها، ونتطلع إلى حدوث ذلك».

المؤتمر الصحافي المشترك بين وزير الخارجية ونظيره الأميركي في فندق «فورسيزنز» أمس - تصوير محمد المخرق
المؤتمر الصحافي المشترك بين وزير الخارجية ونظيره الأميركي في فندق «فورسيزنز» أمس - تصوير محمد المخرق

العدد 4962 - الخميس 07 أبريل 2016م الموافق 29 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 11:40 م

      هل

      هل حقوق الإنسان التي ناقشتها تشمل السجناء السياسيين مثل قادة المعارضة المعتقلين بسبب طرح آرائهم فقط؟ هل تشمل منع التظاهر والاعتصامات السلمية رغم إقرار القانون بذلك؟ هل تشمل سياسات التمييز اليومية ضد جمهور المعارضة في كل الدوائر الحكومية؟ هل أنت جاد وما نراه حرية مطلقة للحكومة لا تعير اهتماماً لما تقول؟

اقرأ ايضاً