العدد 4964 - السبت 09 أبريل 2016م الموافق 02 رجب 1437هـ

الحكومات مسئولة بالتصدي لخطاب الكراهية ومكافحة آيدلوجية الإبادة الجماعية

بان كي مون comments [at] alwasatnews.com

الأمين العام للأمم المتحدة

بان كي مون

(كلمة بمناسبة اليوم الدولي للتفكر في الإبادة الجماعية التي وقعت في رواندا الموافق 7 ابريل/نيسان 201 

في العام 1994، قتل بصورة منهجية ما يزيد على 800.000 شخص في جميع أرجاء رواندا. ‏وكانت الغالبية العظمى من القتلى من التوتسي، ولكن استُهدف أيضاً معتدلون من طائفتي الهوتو والتوا ‏وغيرهما. وفي هذا اليوم، نتذكر جميع من لقوا حتفهم في هذه الإبادة الجماعية، ونجدّد عزمنا على أن ‏نمنع للأبد وقوع فظائع من هذا القبيل في أي مكان من العالم. وينبغي لنا جميعاً أن نقتدي بشجاعة الناجين من تلك الإبادة في البرهنة على أن المصالحة ممكنة ‏حتى بعد مأساة من هذا القبيل. ومع استمرار تعرض منطقة البحيرات الكبرى لأخطار جسيمة تهدّد ‏السلام والأمن، فإن التعافي وإعادة الإعمار ما زالا أساسيين.‏

إن تكريم ضحايا الإبادة الجماعية التي وقعت في رواندا يعني أيضاً العمل على تحقيق العدالة ‏والمساءلة. وإنّي أثني على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الواقعة في المنطقة وخارجها لما تبذله من ‏جهود متواصلة لاعتقال الهاربين المتبقين وتسليمهم ووضع حد للإفلات من العقاب. وأفضل طريقة ‏لضمان ألا تتكرر على الإطلاق الإبادة الجماعية وغيرها من الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان ‏والقانون الدولي، هو الإقرار بالمسؤولية المشتركة والالتزام بالعمل المشترك من أجل حماية المعرّضين ‏للخطر.‏

والإبادة الجماعية ليست حدثاً فريداً، بل هي عملية تستغرق وقتاً وتتطلب إعداداً. ولقد ‏برهن التاريخ مراراً وتكراراً على أنه لا توجد بقعة محصّنة في العالم. وإحدى علامات الإنذار الرئيسية ‏هي انتشار خطاب الكراهية في الحوار العام ووسائط الإعلام الذي يستهدف جماعات معينة.‏

وموضوع احتفال هذا العام هو «مكافحة آيدلوجية الإبادة الجماعية». فمن الضروري أن ‏تتصدى الحكومات والجهاز القضائي والمجتمع المدني بحزم لخطاب الكراهية ولمن يحرّضون على الفُرقة ‏والعنف. ويجب علينا أن نشجّع الشمول والحوار وسيادة القانون من أجل إرساء مجتمعات يعمها ‏السلام والعدل.

ويعلمنا تاريخ رواندا درساً أساسياً، فمع أن كل المجتمعات تحمل في ثناياها القدرة على أخبث الشرور، فإنها ‏قادرة أيضاً على إبداء صفات التفهم والسخاء والمصالحة. فلْنعمل على تنمية هذه الصفات المميزة لإنسانيتنا ‏المشتركة من أجل المساعدة في بناء حياة ملؤها الكرامة والأمن للجميع.

إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"

العدد 4964 - السبت 09 أبريل 2016م الموافق 02 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 9:13 ص

      مساء الخير

      خلف شبدي بان كي مون
      دول شغلها الشاغل ليش ما تشير بصبعك الحلوة لها

اقرأ ايضاً