العدد 4967 - الثلثاء 12 أبريل 2016م الموافق 05 رجب 1437هـ

لماذا بيرني ساندرز بالذّات؟

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

لماذا يريد كثير من الأميركان بيرني ساندرز بالذّات؟ هل لهذا الرجل قدرات أخرى تفوق قدرات المرشحين الآخرين في الإقناع والتفاوض؟ هل يعلم الجميع بأنّه يهودي من أم وأب يهوديين؟ وهل يغيّر ذلك شيئاً من ترشيحه؟

بيرني ساندرز اليهودي هو مثال للأميركي المخلص الذي يريد إحداث تغيير في الولايات المتّحدة الأميركية، وأفكاره بدأت تنتشر، ومؤيّدوه كثروا عن المرشّحين الباقين، ونعتقد بأنّ الأنظار متوجّهة إليه من جميع أقطار العالم.

وأيضاً ما يعلمه البعض بأنّ ساندرز ديمقراطي اشتراكي، ويدعم النموذج السياسي لدول شمال أوروبا الذي يوصف بالديمقراطية الاجتماعية، فهو يرى الديمقراطية في العمل فكرة جيدة، ويركّز على المشكلات الاقتصادية كالدخل وزيادة الضرائب على الأغنياء، وزيادة الحد الأدنى للرواتب، والرعاية الصحية العالمية، وتقليل ديون طلاب الجامعات، بالإضافة إلى العمل على جعل الدراسة في الجامعات والكليات الحكومية مجانية، وزيادة فوائد التأمينات الاجتماعية.

حالياً يدعم ساندرز قوانين إجازات الرعاية الوالدية والإجازات المرضية وإجازات العطلات، ويدعم أيضاً القوانين التي تسهل للعاملين الانضمام أو تأسيس اتحادات، ويعتقد ساندرز أن ظاهرة زيادة درجات الحرارة عالمياً هي واقعية، ويرغب في العمل على الحدّ منها، كما يعارض اتفاق الشراكة الاقتصادية الإستراتيجية عبر المحيط الهادئ.

ومن خلال مقابلاته التلفزيونية أو مع مؤيّديه، علمنا بأنّه معارض قوي لغزو الولايات المتحدة للعراق، ويعتقد أن الحكومة يجب أن لا تتجسس على الأميركيين، وهو ضد قانون الوطنية منذ بدايته! أن يعارض غزو العراق نضع عليها عدّة خطوط، وألاّ يقبل التجسّس على الأميركان نضع خطوطاً أخرى عليها، إذ أنّ قضيّة غزو العراق كانت واضحة ولها أسباب كثيرة يعلمها الجميع، وقضيّة التجسّس باتت من أخطر القضايا التي يشاركنا بها المرشّح الأميركي.

إنّ ساندرز ليبرالي في آرائه الاجتماعية مثل دعم زواج المثليين، ومنح الإقامة للمهاجرين غير الشرعيين، ويدعم أيضاً قضية الإجهاض، وهذه الأمور الثلاثة لا يتّفق معها المسلمون على وجه الخصوص ولا المسيحيون الكاثوليك، ولكن لو ناقشنا كلّ رأي على حدة، وجمعنا آراء النّاس، لوجدنا الاختلاف في هذه الآراء، فهناك من يدعم زواج المثليين ويريد منح الإقامة للمهاجرين غير الشرعيين على اعتبار إنّ هذه مسألة إنسانية، وهناك من يدعم قضية الإجهاض على أنّه حقٌ للمرأة في جسدها.

أيّاً كانت آراء بيرني، فإننا نتوقّع فوزه ووصوله إلى الانتخابات النهائية، ولا نجهل وجود هيلاري كلينتون وقوّتها بالطبع، ولكن نعتقد بأنّ المجتمع الأميركي لا يريد «بوش» آخر ولا «كلينتون» آخر، وما يُنقذ كلينتون هذه المرّة كونها امرأة، فهناك احتمالية صعودها إلى الرئاسة لهذا السبب فقط، ناهيك عن ذكائها الحاد بالطّبع وقدرتها على الإقناع وقوّتها الحديدية، التي شاهدناها كثيراً في مواقفها مع زوجها بيل كلينتون، خاصة بعد فضيحته مع «مونيكا».

في آخر المطاف، الانتخابات دائماً تفاجئنا بالجديد والغريب، ولا نعلم من سيصعد في النهاية إلى قبّة الرئاسة، ولكن من خلال ما نقرأه ونشاهده نجد بأنّ نجم ساندرز تفوّق على كثير من المرشّحين الموجودين في الساحة هذه الأيام.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4967 - الثلثاء 12 أبريل 2016م الموافق 05 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 10:54 م

      بتدعمه بعض الأنظمة العربية وكما قال بعضهم العلاقات مع إسرائيل مسألة وقت.

    • زائر 1 | 10:31 م

      عندما يقع شخص ما في نفس الحفرة التي يسير عليها كل مرة , ماذا نسميه؟ نفس الكلام للمرشحين يتكرر كل أربع سنوات . وعود تطلق في المقابلات . النتيجة: لا شيئ. لا تغيير. هل نسيتم شعار أوباما: نعم نستطيع. ماذا تغير في حياة الإمريكي الأسود قبل الأبيض؟ لا شيئ ! ما هو معروف لدى الساسسة و علم الاجتماع هو: ما يوعد به الى الفرد يتذكره و يطالب به. أما ما يوعد للعامة فينسي. لا سندرز و لا كلينتون و لا ترامب بإمكانهم عمل شيئ أو تقديم شيئ. الإعلام و خاصة في الدول الغربية تلعب دورا أساسيا في خداع العامة.

اقرأ ايضاً