العدد 4970 - الجمعة 15 أبريل 2016م الموافق 08 رجب 1437هـ

تأخري في الزواج... وراثة أم سلوك

فاطمة النزر

أخصائية علاج نفسي

كثيراً ما يصر الأهل على زواج أبنائهم حين يصلون لعمر معين، يكون في نظر الأهل هو العمر المناسب للزواج وحين يصر الأهل على هذا الأمر تحدث العديد من المشاكل، يفسرها العديد من المختصين بأنها مشاكل تعكس خللاً سلوكياً أو تربوياً عند أحد الطرفين أو كليهما، أو عدم رغبة الرجل في الاستقرار، وحين نسأل الشاب عن سبب عدم رغبته في الزواج يكون الرد في كثير من الأحيان «لا أدري» ولكني لست مستعداً، وطبعاً أستثني من هذه الحالة الرجل اللعوب أو «الدونجواني» والذي تحدثت عنه في مقالات سابقة، بل سأتحدث عن المتأخر في الزواج من دون سبب فعلي أو مرضي يمنعه من ذلك.

كثيراً ما كنا نعتمد في السابق وحتى وقتنا الحالي على الأسباب التي تعتمد في أساسها على سمات الشخصية أو العوامل الأسرية والتي تجعل الشاب يتردد في الزواج، ولكن ظهرت دراسة نفسية حديثة وقد أجراها فريق البحث السويدي من معهد كارولينسكا في السويد، أن «تردد الرجل في الزواج قد يكون نتاج خلل هرموني، وليس أمراً سلوكياً، حيث أوضحت الدراسة وتبين أن الرجال الذين يملكون الصيغة 334 من الجين (AVPR1A) حصلوا على نقاط منخفضة من زوجاتهم أو شريكاتهم فيما يتعلق بمتانة العلاقة، وكان احتمال زواجهم منخفضاً، أما إذا كانوا متزوجين، فقد تبين أنهم يعانون مشاكل زوجية كثيرة وأظهر البحث أن فرص تعرض زواج لأزمة كبيرة خلال السنة الماضية تضاعفت لدى الرجال الذين تبين أن لديهم نسختين من الصيغة 334».

واستنتج الباحثون أن هذا الجين الذي يحمله 40 في المئة من الرجال، يؤثر على طريقة استخدام الدماغ لمادة الـ «فازوبريسين»، مع العلم أن هذا الجين مرتبط أيضاً بمرض التوحد الذي يتميز بوجود مشاكل في التفاعل الاجتماعي.

وقد يجعلني هنا كمتخصصة، أن أعتقد أن الحل في مثل هذا الأمر هو التدريب على التفاعل الاجتماعي ومن طرق تدريب الرجل على التفاعل الاجتماعي لتجنب وقوعه في المشكلات هي أن يكون مستمعاً جيداً، فالتواصل مع الآخرين، يعني أن تكون مستمعاً جيداً، وقدرتك على الاستماع إلى الأصدقاء أو الأشخاص العاديين يجعلك قادراً على التأثير في الآخرين، ويزيد من أواصر علاقاتك الاجتماعية.

ويرتبط ذلك بلغة الجسد بالتأكيد وهو أحد وسائل التعبير؛ فعيناك وملامح وجهك تعبر دائماً عما يجول بصدرك، وتعابير الوجه من الأمور التي تساعد على ترك انطباع عنك، لذلك حاول أن تدرس لغة جسدك واستغلالها بشكل صحيح، كذلك فإن تحمل المسئولية والقدرة على مواجهة المشاكل والتعامل مع الأمور بحكمة وهدوء ومن دون غضب أو انفعال، يساعد كثيراً في حل كثير من المواقف التي يتم فهمها بطريقة خاطئة، ويتم تحسين قدرتك على التواصل مع الآخرين.

كذلك الصدق، عندما تحاول أن تغير من حياتك أو أسلوبك أو تحاول الظهور بشخصيات أخرى لا تنتمي إليك، فأنت تبني حاجزاً بينك وبين نفسك، وغالباً عندما يتم اكتشاف تلك الحقيقة فإنك تخسر الآخرين تماماً.

والتدريب هنا يكون على علاقتنا بأسرتنا وأصدقائنا بشكل مباشر حتى يتم تعميم هذا الأمر على باقي علاقاتنا الاجتماعية والزواجية.

إقرأ أيضا لـ "فاطمة النزر"

العدد 4970 - الجمعة 15 أبريل 2016م الموافق 08 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 3:37 ص

      ..

      المجتمع محصور تفكيره في الزواج والانجاب ، ولكن الزواج يحتاج تهيئ نفسي واستعداد ورغبه مع الاقتناع بشخص المناسب ، مو ( هيله ميله) . لكن المجتمع مو ممكن يستوعب هالآسس .

    • زائر 1 | 1:45 ص

      الزواج عندي.

      متى اصبحت مقتدرا وجاهز نفسيا تزوجت اما مجتمعي فتأخر الزواج عنده من اكبر المحرمات والعيوب وكأنهم سيدفعون تكاليف زواجي .انا الان عمري 37 وسافكر ان اتزوج ربما في نصف الاربعين ولا يهمني رأي المجتمع ونظرته لي فأنا مم سيتزوج وليس هم.

    • زائر 3 زائر 1 | 3:44 ص

      فاطمة

      كلام جميل عسل عسل .

اقرأ ايضاً