العدد 4971 - السبت 16 أبريل 2016م الموافق 09 رجب 1437هـ

«داعش» والمؤامرة الكبرى

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

مع كل ما يمثله «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) من خطر ليس على المنطقة العربية فقط وإنما على جميع دول العالم بما في ذلك الدول الأوروبية، إلا أن طبيعة التعامل مع هذا الخطر الداهم يطرح الكثير من التساؤلات التي قد تبدو في مجملها أسئلة بسيطة وسطحية، أهمها كيف استطاعت منظمة إرهابية لم يسمع عنها أحد قبل ثلاث سنوات أن تحكم سيطرتها على أجزاء واسعة من المدن والقرى، وتقيم دولة مستقلة تطبق فيها أفكارها الظلامية في حين أنها محاصرة من جميع الجهات من قبل دول تمتلك من الجيوش والأسلحة ما يفوق بمئات الأضعاف ما تمتلكه هذه العصابة المارقة.

وكيف لا يستطيع تحالف دولي يضم أقوى وأعتى جيوش العالم التي بإمكانها أن تدمّر الكرة الأرضية برمتها عشرات المرات في ساعات معدودة، أن تضع حداً لهذه المجازفة المجنونة، فتقف عاجزةً أمام عدة آلاف من المرتزقة المجندين ببضع مئات من الدولارات وفتاوى مضحكة وسخيفة كنكاح الجهاد وإرجاع الممارسات الأكثر رجعية وتخلفاً في التاريخ الإسلامي.

من الناحية النظرية فإن ما يحدث الآن على أرض الواقع لا يمكن تخيّله أو تصديقه مهما كانت المعطيات، إلا في حالة وحيدة وهي وجود مخطط مخفي تشارك فيه جهات عدة ويقود إلى نتيجة محددة سلفاً، ليس لتنظيم «داعش» فيها شروى نقير، فلا المنطق ولا العقل يمكن أن يفسر عجز العالم أجمع عن إيقاف هذه المسرحية السمجة.

ومع ذلك فإنه من الناحية المنطقية، هنالك من يريد خلق هذه الظاهرة لصرف الأنظار عن القضية الأهم، حتى وإن كان ذلك لمرحلة معينة يتم فيها إعادة ترتيب الأوراق لحين خلق عدو آخر. وقد نجح هذا البعض أكثر مما كان متوقعاً، ففي الوقت الراهن أصبح الصراع الطائفي بين شعوب المنطقة هو المسيطر على المشهد العام، وما عادت دولة «إسرائيل» هي العدو الأول للدول العربية، وإنما أصبحت هنالك دول أخرى ومنظمات وأحزاب أخرى، وما عاد الهمّ الأكبر هو إجراء الإصلاحات الديمقراطية والتقدم والتنمية في دولنا، وإنّما أصبح الهمّ هو الحفاظ على الأمن والاستقرار الداخلي.

لقد استطاعت الدول العربية أن توقف جريان الربيع العربي رغم ما كان يحمله من معانٍ وأفكارٍ سامية، تكرّس الديمقراطية وحقوق الإنسان والكرامة والعدالة الاجتماعية، وحالت دون امتداده لدول أخرى. هذا الربيع الذي بدأ كالنسمة الباردة في صيف قائظ، وشد الغالبية العظمى من شعوب المنطقة، وتمكنت بأبسط الإمكانيات الذاتية من أن تحوّل هذا الربيع إلى خريف دائم سواء بقمع شعوبها أو الالتفاف عليها أو تحويلها إلى تخريب ودمار شامل في بضع شهور معدودة، فكيف يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي ضد مجموعةٍ مارقةٍ بكل وحشيتها وإراقتها للدماء البريئة، تريد أن ترجعنا للخلف مئات السنين! هنا لا يمكن التغافل عن هذه الحقيقة.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 4971 - السبت 16 أبريل 2016م الموافق 09 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 12:54 م

      مقال جميل يا استاذ جميل
      في الحقيقة إن الصراع الطائفي لم يترك مجال لأي منطق آخر.
      فلنعد إلى عام 1979 حيث ثورة الخميني. ألم تفرض على المنطقة ألم تتم بإسم الشعب الإيراني ثم أصبحت بإسم الدين و المذهب؟
      باختصار داعش هي على نسق ثورة إيران ومن أجل الدين والشريعة؟ ؟
      سلام ياعرب.

    • زائر 8 | 7:28 ص

      اكيد داعش من صنع ايران وإسرائيل

      لأنهم الدولتين الوحيدتين الذي لم يحاول الدواعش إيذائهم او عمل اي شي فيهم .

    • زائر 5 | 6:20 ص

      احسنت جميل\\ هؤلاء الذين صنعو الدواعش الحين هم يصيحون منهم وانظر الى اوربا الان عندهم حالات طارئه من الدواعش اللهم ارحم شهدائنا الذين قتلوهم الدواعش واهلك الدواعش والي امول الدواعش يارب ياكريم

    • زائر 4 | 6:02 ص

      زائر 2
      ضحكتنا الله يهداك واكيد ستضحك علينا القوم
      ههههههههههههههه

    • زائر 3 | 4:24 ص

      !!!

      كلنا يعرف من هي الدوله التي ترعى الإرهاب.كونوا منصفين.وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون

    • زائر 2 | 1:51 ص

      ايران هي من يقف وراء داعش و حالش فهي المصدر الأساسي للارهاب و التطرّف و التخلف في المنطقة

اقرأ ايضاً