العدد 4972 - الأحد 17 أبريل 2016م الموافق 10 رجب 1437هـ

المعارضة السورية تتهم الوفد الحكومي بـ «التعنت» وتلوح بتعليق مشاركتها بالمفاوضات

الرئيس الفرنسي خلال زيارة لمخيم للاجئين السوريين قرب مدينة زحلة في لبنان  - afp
الرئيس الفرنسي خلال زيارة لمخيم للاجئين السوريين قرب مدينة زحلة في لبنان - afp

لوح وفد الهيئة العليا للمفاوضات أمس الأحد (17 أبريل/ نيسان 2016) بتعليق مشاركته في جولة المفاوضات الصعبة في جنيف، متهماً وفد الحكومة السورية بـ «التعنت» و»رفض نقاش مصير» الرئيس السوري، في وقت دعا كبير مفاوضي المعارضة الفصائل إلى الرد على انتهاك الهدنة.

وتزامن هذا التصعيد السياسي مع تصعيد ميداني تجلى في قصف متبادل بين قوات النظام والفصائل المعارضة في مدينة حلب في شمال سورية، تسبب الأحد بمقتل 22 مدنياً، في حصيلة ضحايا هي الأكبر منذ بدء سريان وقف الأعمال القتالية بين الطرفين في 27 فبراير/ شباط، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

في جنيف، أكد عضو مفاوض في وفد المعارضة لوكالة «فرانس برس»، رافضاً كشف اسمه، أن المفاوضات «وصلت إلى طريق شبه مسدود مع تعنت النظام على رفض نقاش مصير الأسد»، مضيفاً أن الجولة الحالية «مهددة بالفشل إذا لم تتدخل الدول الكبرى المعنية بالنزاع السوري وتحديداً واشنطن وروسيا لممارسة الضغوط».

وفي وقت لاحق، قال محمد علوش كبير مفاوضي المعارضة لـ «فرانس برس» «لدينا أوراق كثيرة... والخيارات مفتوحة على كثير من الاحتمالات»، مضيفاً رداً على سؤال عما إذا كان تعليق المشاركة من بينها، «كل شيء وارد وسنختار ما هو الأنسب».

وشدد علوش على أنه «لا يمكن مقايضة شعب مقابل رجل»، مضيفاً «موضوع بشار الأسد لا يمكن المساومة عليه ولا يمكن القبول به مطلقاً في المرحلة الانتقالية».

وحذر نائب رئيس الائتلاف السوري المعارض وعضو الهيئة العليا للمفاوضات، عبد الحكيم بشار قائلاً لـ «فرانس برس»: «(إننا) قد نتوجه إلى تعليق المفاوضات إذا استمرت الأوضاع على هذا الشكل ولن يكون هناك أفاق لأي حل سياسي».

وتأتي هذه المواقف غداة كشف المعارضة أن دي ميستورا عرض اقتراحاً ينص على بقاء الاسد في منصبه مع تعيين ثلاثة نواب له تختارهم المعارضة وينقل صلاحياته إليهم، الأمر الذي رفضه وفد المعارضة بالمطلق.

وتجري المعارضة وفق ما صرح بشار الأحد «مراجعة كاملة» لمواقفها، على أن يعقد المنسق العام للهيئة رياض حجاب مؤتمراً صحافيا بعد ظهر اليوم في جنيف، لإعلان حصيلة اللقاءات والاتصالات.

وترأس حجاب أمس اجتماعاً لأعضاء الهيئة في جنيف، الذين التقوا أيضاً مجموعة من سفراء الدول الغربية والعربية «الصديقة للشعب السوري».

وعما قاله السفراء خلال الاجتماع، أوضح بشار «نصحونا بأن الاستمرار في المفاوضات أفضل، ونحن طلبنا منهم الضغط على روسيا من أجل الملف الإنساني وموضوع الهدنة».

وفي موقف يزيد من تعقيدات الظروف المحيطة بمفاوضات جنيف، دعا كبير مفاوضي المعارضة الفصائل المقاتلة في سورية إلى «الاستعداد بشكل كامل والرد على الاعتداءات الموجهة من قبل النظام وحلفائه» لوقف إطلاق النار.

وقال علوش لـ «فرانس برس»: «لدينا أكثر من ألفي خرق (من قوات النظام) منذ 51 يوماً... ومن حق الفصائل أن تدافع عن نفسها بقدر ما تستطيع»، لافتاً إلى وجود «بند في الهدنة يجيز الرد على الاعتداءات بالمثل ومنع حشد القوات (العسكرية) وعدم السعي لكسب أراض جديدة وكل هذا لم يلتزم به النظام».

وجاءت تصريحات علوش بعد تغريدات كتبها صباحاً على موقع «تويتر» قال فيها «إخواننا أعلنت لكم قبل ذلك بطلب إشعال الجبهات وقد اشتعلت، فلا ترقبوا في النظام (...) ولا تنتظروا منه رحمة فأضربوا فوق الأعناق وأضربوا منهم كل بنان».

وتوجه إلى الفصائل بالقول «نحن معكم جميعاً، ولن نقبل أي تنازل عن أهداف الثورة(...)».

وبحسب علوش، فإن هجوم قوات النظام «على حلب يعني أن الهدنة منتهية بالنسبة إلى النظام» الذي اتهمه بالاستمرار في فرض الحصار ومنع إدخال المساعدات ورفض إطلاق سراح المعتقلين.

وقال «نحن ننظر إلى الأرض (الميدان) في سورية، إذا كانت الأجواء هناك مريحة ونفذت الإجراءات السابقة فبطبيعة الحال ستكون الأجواء مريحة في جنيف».

ميدانياً، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس عن مقتل ستة مدنيين على الأقل «جراء قصف للطائرات الحربية على حيي جب القبة ومشهد» في الجزء الشرقي من مدينة حلب الواقع تحت سيطرة الفصائل المقاتلة.

وردت الفصائل على القصف بحسب المرصد، باستهداف الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، ما أسفر عن 16 قتيلاً بينهم عشرة أطفال.

العدد 4972 - الأحد 17 أبريل 2016م الموافق 10 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً