قال رئيس فريق الإحصاءات في مبادرة «اقرأ» البحرينية سيدعلي سيدهاشم إن الدول العربية ومنها مملكة البحرين تفتقر لوجود إحصاءات دقيقة حول عدد القراء وأنماط القراءة مما يصعب الحديث عن القراءة ومدى الإقبال عليها وفق أساس علمي.

وأشار سيدهاشم خلال حلقة حوارية حول «القارئ البحريني... قراءة في الكم والنوع»، أقيمت على هامش معرض «الوسط» للكتب المستخدمة الرابع يوم أمس السبت (23 أبريل/ نيسان 2016)، إلى أن الدراسات المطروحة في هذا الجانب «متناقضة» النتائج في كثير من الأحيان.

واستشهد ببعض الدراسات التي تحدثت إحداها عن وجود أزمة قراء في العالم العربي بسبب الظروف الاقتصادية والأمنية وأخرى تشير إلى وجود أزمة قراءة متعلقة بكم الكتب المنشورة مقارنة بالمقروءة، فضلاً عن مدى تأثير الرقابة وحرية التعبير على انتشار الكتب.

وذكر إحصاءات لأحد المواقع الإلكترونية «النيل والفرات» حول القراءة والمؤرخة بسنة 2013، بأنه تم نشر أكثر من 9000 كتاب في الوطن العربي، فيما لفت إلى دراسة تشير إلى وجود 5 مكتبات فقط في البحرين لأكثر من مليون شخص وفقاً لإحصاءات 2012.

ودعا إلى ضرورة تجويد النوع والتركيز على المحتوى في القراءة وتبني المؤسسات الرسمية والأهلية المعنية مسألة تدشين إحصاءات دقيقة عن عدد القراء ونوع القراءة وأنماطها في مملكة البحرين وأكثر الكتب قراءةً.

وعرض إبراهيم عواجي، أرقاماً عن المبادرة في هذا السياق تضم 332 قارئاً، منها أن الهواتف الذكية تستحوذ على 58 في المئة من طرق القراءة، الكمبيوتر المحمول بنسبة 33 في المئة، والكندل 29 في المئة وأن النسبة الكلية لمن يستخدم الجهاز الإلكتروني = 96.1 في المئة، فيما أشار إلى أن نسبة من يستخدم الكتاب الورقي في المبادرة تصل إلى 3.9 في المئة فقط.

ومن الأرقام التي عرضها عواجي أيضاً أن 38.5 في المئة يستخدمون الأجهزة الإلكترونية لسهولة الحمل والاستخدام وتقليل الأسعار، 25.6 في المئة بسبب المساحة، و15.4 في المئة بسبب راحة العين ولاسيما في جهاز الكندل، و20.5 في المئة يقرأون كتباً ممنوعة ورقياً، وأن 8 في المئة يقرأون إلكترونياً لتسريع وتيرة القراءة.

وتم عرض عدد من تجارب المشاركين في القراءة، إذ قال أحد الطلاب الجامعيين في تخصص الطب محمد الجمري، إنه بدأ تجربته في سماع الكتب المسموعة منذ العام 2014 واستمع لأكثر من 100 كتاب معظمها كتب علمية، لافتاً إلى أن الكتب المسموعة هي تسجيل لنص كتاب تتم قراءته.

وتطرق إلى مميزات هذه الطريقة وهي تستطيع الاستماع لها في أي وقت تقريباً، وخاصة في أوقات الانتظار أو قيادة السيارة وممارسة الرياضة، لا تتطلب حمل كتاب قد يكون حجمه كبيراً ووزنه ثقيل (أو قد لا ترغب في قراءته بالعلن بسبب عنوانه)، بل كل ما تحتاج له بالإضافة لهاتفك - والذي تحمله معك في أي مكان على أية حال - هو سماعات الرأس (headphones)، تستطيع حمل عدد كبير من الكتب في وقت واحد، كثير منها مجانية، لا يستهلك بطارية الهاتف، على عكس الكتب الإلكترونية، يعطيك تجربة أخرى للكتاب، يمكن إيقاف ومواصلة الكتاب في أي وقت عن طريق كبسة بسيطة على زر في سماعات الرأس وكذلك التحكم في مستوى الصوت، يحفظ أين وصلت بالتحديد في عدد كبير من الكتب كما تستطيع تفضيل عدد من المقاطع ويعيد ثلاث ثوانٍ للوراء بشكل تلقائي عند الإيقاف والتشغيل ودقيقة كاملة في حال عدم الاستماع للكتاب منذ وقت طويل (قابل للتعديل)، كما يمكن القيام بذلك بشكل يدوي عند الرغبة في إعادة الكتاب من ثلاث إلى ستين ثانية للوراء (كبستان على زر السماعة - قابل للتعديل).

كما أشار إلى السلبيات وهي ألا تتوافر جميع الكتب بصيغة كتب مسموعة، معظمها باللغة الإنجليزية وهناك شح في الكتب المسموعة باللغة العربية بشكل عام، بعضها لا يتوافر بصورة مجانية، قد يقل التركيز مع الكتاب المسموع وينشغل الذهن في أمور أخرى، لا تتوافر على الهوامش والصور والمعادلات الرياضية والرموز المميزة التي في الكتاب الأصلي، بعضها مسجل من قبل هواة وقد لا تكون قراءتهم واضحة أو بلهجات قد لا تعجب المستمع ومعدل سرعتها يقارب الثلاثين صفحة في الساعة في المتوسط.

وتحدث حول آلية الحصول على أفضل طريقة للاستماع للكتب المسموعة، خاتماً حديثه بالإشارة إلى أكثر البرامج استخداماً في هذا السياق.

وشهدت الحلقة الحوارية مداخلات من الحضور، ركزت على ضرورة التركيز على النوع لا الكم في القراءة، فضلاً عن زيادة فكرة فرق تحديات القراءة وتعميم فكرة معرض الكتب المستخدمة.