العدد 4984 - الجمعة 29 أبريل 2016م الموافق 22 رجب 1437هـ

أنصار الصدر يعتصمون بالمنطقة الخضراء في بغداد مع تفاقم الأزمة السياسية

اقتحم المئات من أنصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر مبنى البرلمان داخل المنطقة الخضراء بالعاصمة العراقية بغداد اليوم السبت (30 ابريل/ نيسان 2016) ونصبوا خياما بجوار المبنى بعد أن ندد الصدر بإخفاق السياسيين في إصلاح نظام "المحاصصة" السياسية الذي تلقى عليه مسؤولية تفشي الفساد.

وعبر المحتجون الذين احتشدوا خارج المنطقة شديدة التحصين حيث توجد مباني الحكومة والسفارات الأجنبية جسرا فوق نهر دجلة وهم يرددون هتافات تندد بالمشرعين الذين غادروا البرلمان.

وكان دخول المنطقة الخضراء سلميا بوجه عام في بدايته إلا أن قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع والأعيرة النارية مع غروب الشمس في محاولة لمنع دخول المزيد من المتظاهرين. وقالت مصادر الشرطة إن نحو 12 شخصا أصيبوا.

وقال متحدث باسم الأمم المتحدة وأربعة دبلوماسيين غربيين يقيمون بالمنطقة الخضراء إن المجمعات التي يتواجدون فيها أوصدت. ونفى متحدث باسم السفارة الأمريكية تقارير عن إجلاء الموظفين.

وقال مصدر في مكتب الصدر لرويترز إن أفراد الأمن العراقيين شكلوا قوات مشتركة مع مسلحي الصدر للتحكم في حشود المتظاهرين الذي غادر معظمهم البرلمان.

وقال مسؤول أمني آخر إن كل مداخل بغداد أغلقت "كإجراء احترازي للحفاظ على أمن العاصمة".

ومع حلول الليل نصب المتظاهرون خياما في ساحة عرض قريبة تحت أقواس نصر مصنوعة من سيوف متقاطعة تحملها أياد على غرار نصب شهير يعود لحقبة الرئيس الراحل صدام حسين الذي أسقطه غزو بقيادة الولايات المتحدة عام 2003.

وحذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من أن الأزمة السياسة المستمرة منذ أشهر والتي نجمت عن جهوده لإجراء تعديل حكومي قد تعيق الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مساحات واسعة من شمال وغرب العراق.

وفي وقت سابق من اليوم قاد انتحاري شاحنة محملة بثلاثة أطنان من المتفجرات واقتحم تجمعا للزوار الشيعة في ضاحية النهروان جنوب شرق بغداد مما أسفر عن مقتل 19 شخصا وإصابة 48 آخرين في هجوم أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنه.

وبعد اقتحام المتظاهرين للمنطقة الخضراء تفقد العبادي قوات الأمن داخلها في محاولة لنفي تقارير عن هروبه. ودعا المتظاهرين إلى العودة للمناطق المخصصة للتظاهر وعدم التعدي على الممتلكات العامة.

وهذا الانتهاك للمنطقة الخضراء غير مسبوق رغم استهدافها بقذائف المورتر منذ سنوات قليلة مضت. وضمت المنطقة الخضراء التي تمتد على مساحة عشرة كيلومترات مربعة من قبل مقر القوات الأمريكية وقت احتلال العراق وأحد قصور الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

وتقطع نقاط تفتيش وحواجز خرسانية الجسور والطرق السريعة المؤدية للمنطقة الخضراء منذ سنوات في إشارة على انعزال القيادة العراقية عن شعبها.

وأظهر تسجيل نشر على الإنترنت المتظاهرين وهم يهاجمون سيارة مدرعة بيضاء بعصي وأشياء أخرى. وفي فيديو آخر ظهر المحتجون وهم يضربون رجلا يرتدي حلة رمادية.

وقال مصدر من مكتب الصدر إن نائبا من التيار الصدري اصطحب عددا من النواب كانوا آخر من تبقى داخل البرلمان لإجلائهم في موكب السيارات الخاص به.

وقال شاهد من رويترز إن نحو عشرة من عناصر الجماعة المسلحة الموالية للصدر قاموا بتفتيش المحتجين على عجل في الوقت الذي وقفت فيه قوات الأمن جانبا بعد أن كانت عادة تجري تفتيشا دقيقا بكلاب الحراسة.

وظل آلاف المحتجين على بوابات المنطقة الخضراء وهم يهتفون "سلمية". ووقف بعضهم فوق الأسوار الخرسانية التي تحيط بالمنطقة.

ودعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم المحتجين لمغادرة البرلمان لكنه أضاف أن دفن نظام المحاصصة الحزبية والطائفية لا يجب أن يتأخر.

 "انتفاضة شعبية عظيمة"

وأظهرت لقطات للتلفزيون المحلي من داخل مبنى البرلمان مئات المحتجين وهم يرقصون ويلوحون بالأعلام العراقية ويهتفون بشعارات موالية للصدر. وبدا أن البعض يحطمون الأثاث.

كما أظهرت لقطات المحتجين وهم يهتفون ويلتقطون صورا لأنفسهم من داخل قاعة البرلمان التي كان يجتمع فيها النواب قبل دقائق.

وفشل البرلمان في استكمال النصاب القانوني في وقت سابق من اليوم السبت للتصويت على تعديل وزاري اقترحه العبادي بعد التصديق على عدد قليل من الوزراء يوم الثلاثاء رغم مقاطعات من النواب المنشقين.

ويريد العبادي تغيير بعض الوزراء الذين اختيروا لتحقيق توازن بين الأحزاب والأعراق والطوائف وإبدالهم بتكنوقراط بهدف مكافحة الفساد لكن الأحزاب السياسية قاومت التغيير.

واعتصم مؤيدو الصدر -الذي سيطر مقاتلوه في إحدى الفترات على مساحات من بغداد وساعدوا في الدفاع عن العاصمة في وجه تنظيم داعش - لأسابيع أمام بوابات المنطقة الخضراء تلبية لدعوة قائدهم للضغط على الحكومة لتنفيذ إصلاحات.

وقبل دقائق من اقتحام المنطقة الخضراء بدا أن الصدر يحدد مهلة للسياسيين وقال إذا بقي المسؤولون الفاسدون ونظام المحاصصة فإن الحكومة بأكملها ستسقط دون استثناء.

وخلال خطاب بثه التلفزيون من مدينة النجف أعلن خلاله اعتزالا للحياة العامة لمدة شهرين قال الصدر إنه ينتظر انتفاضة شعبية عظيمة وثورة كبرى لوقف زحف الفساد.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً