العدد 4987 - الإثنين 02 مايو 2016م الموافق 25 رجب 1437هـ

حرية الصحافة والحق في الوصول للمعلومات ركنان رئيسيان في صون حقوق الإنسان

إيرينا بوكوفا comments [at] alwasatnews.com

المديرة العامة لليونسكو

(كلمة بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الموافق 3 مايو/ أيار 2016 )

الوصول إلى المعلومات وحماية الحريات الأساسية... هذا حقك! إنما الوصول إلى المعلومات حرية من الحريات الأساسية وحقٌ من حقوق الإنسان، فهو جزء لا يتجزأ من الحق في حرية الرأي والتعبير. ولولا حرية تلقي المعلومات ونشرها، بوسائل شتى شبكية وغير شبكية، لانهار صرح الديمقراطية والحكم الرشيد وسيادة القانون.

وقد اتفق قادة العالم في العام الماضي على خطة التنمية المستدامة لعام 2030 من أجل توجيه كل المساعي والجهود خلال السنوات الخمس عشرة المقبلة نحو القضاء على الفقر وحماية الكوكب، وتحقيق الازدهار وتعميم الرخاء، وإحلال السلام الدائم في العالم. وتتضمن خطة التنمية المستدامة لعام 2030 غاية خاصة بضمان وصول الجمهور إلى المعلومات وحماية الحريات الأساسية، فهما عنصران مترابطان يندرجان في عِداد العوامل الرئيسية المساعدة على تحقيق سائر أهداف التنمية المستدامة.

وقد باتت الحاجة إلى المعلومات الجيدة أشدّ ممّا كانت عليه في أي وقت مضى في ظل الاضطرابات والتغيرات التي تعصف بجميع أرجاء العالم في الوقت الحاضر، وفي ظل المصاعب الناجمة عنها التي يتطلب تذليلها والتغلب عليها تآزر جميع أمم الأرض وتكاتفها. ويقتضي توفير هذه المعلومات الجيدة تهيئة ظروف مؤاتية لحرية الصحافة ووضع قوانين ضامنة لحق الشعوب في المعرفة.

وقد مضى على سنّ أول قانونٍ لحرية الإعلام في العالم مئتان وخمسون عاماً، وكان ذلك في دولتَي السويد وفنلندا الحاليتين. وكان سنّ هذا القانون إنجازاً تاريخياً آنذاك، ومازال مصدر إلهام حتى الآن، إذ يتزايد عدد الدول التي تقوم حكوماتها باعتماد قوانين تكفل وصول الجمهور إلى المعلومات. ومضى على اعتماد «إعلان ويندهوك للنهوض بصحافة مستقلة وتعددية في أفريقيا» خمسة وعشرون عاماً، وكان ذلك في دولة ناميبيا المستقلة حديثاً آنذاك، ومهَّد اعتماده الطريقَ لإعلان الأمم المتحدة اليومَ العالمي لحرية الصحافة.

واحتفالاً بهاتين المناسبتين، سيركز اليوم العالمي لحرية الصحافة لهذا العام على أهمية الصحافة الحرة والمستقلة للمساعي الرامية إلى تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030. ويشمل ذلك ضمان سلامة الصحفيين في هذه الأوقات العصيبة التي تتوالى فيها الفواجع التي تصيب العاملين في مجال الإعلام، إذ يُقتل أحدهم كل خمسة أيام. وهذا أمرٌ لا يُطاق ولا يُحتمل، ولا يسعنا السكوت والتغاضي عنه.

ولذلك تعمل اليونسكو مع الحكومات في جميع أرجاء العالم من أجل ﺗهيئة أجواء آمنة ملؤها الحرية للصحفيين وسائر العاملين في مجال الإعلام أينما كانوا، مسترشدة في مسعاها هذا بخطة عمل الأمم المتحدة بشأن سلامة الصحفيين ومسألة الإفلات من العقاب.

وإنني لأدعو الجميع اليوم إلى رصّ الصفوف وتوحيد الكلمة من أجل الدفاع والذود عن حرية الصحافة والحق في الوصول إلى المعلومات؛ إذ يُعدّ هذا الأمر ركناً أساسياً من أركان صون حقوق الإنسان وكرامته، وتحقيق التنمية المستدامة التي نصبو إليها، وإحلال السلام الدائم والشامل الذي نتطلع إليه. هذا حقك، فلا تفرّط فيه!

إقرأ أيضا لـ "إيرينا بوكوفا"

العدد 4987 - الإثنين 02 مايو 2016م الموافق 25 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً