العدد 4992 - السبت 07 مايو 2016م الموافق 30 رجب 1437هـ

تلك المرأة... القوة الجبارة

ملاك إسحاق

باحث علم جنائي في إدارة الأدلة المادية التابعة للنيابة العامة

خُلقت مع آدم وشاركته الحياة، ومنها تكاثر النسل البشري. المرأة ذلك المخلوق الذي يشكل نصف المجتمع، والذي يمكن أن يمثل قدرة جبارة لتغيير المجتمع والإسهام في تطويره وتدعيم أسسه الحضارية والثقافية، فهي تحمل عبء الحمل والتربية والتعليم والإنتاج، وها نحن حين نقف عند دورها الأول والذي تمحورت حوله لفترة طويلة من الزمن، حيث يقتصر على الدور المحدود في حدود جدران بيتها وواجباتها المنزلية فقط، وأنها بقيت مركونة لفترة ليست بقصيرة بعيداً عن ميدان العمل والإنتاجية، ومن هذا المنطلق نستطيع أن نسلم بهذه الحقيقة وهي كون المرأة قوة جبارة وقادرة على التأثير الفعال في المجتمع.

يتأثر دور المرأة العاملة في مجالات العمل بحسب نوعية المعتقدات والثقافات والعادات والتقاليد والقيم التي تتحكم بالمجتمع، وكما هو متعارف إن الدور الأساسي للمرأة في الحياة كأخت وأم وزوجة محاط بسياج من التشريعات القانونية التي تمكنها من أداء دورها الوظيفي والاجتماعي بنفس الوقت. لذلك عندما نتحدث عن التغيير فإننا لا نستطيع فصله عن المرأة، وأي تغيير يمكن أن نقصد؟ إننا نقصد جميع التغيرات في المجتمع من الناحية الثقافية أو الاجتماعية أو العلمية و التكنولوجية، فلابد أن تتأثر المرأة بهذا التغيير، ولذلك نجد أن الأدوار تقوم بها المرأة الآن، كانت لفترة طويلة مقتصرة على الرجل، فهو المستأثر بها بنتيجة معتقدات فكرية متأثرة بالبيئة، ومن هذه المعتقدات أن المرأة كائن ضعيف بذاته لا تقدر على العمل، ولكن دقات ساعة التغيير كقطرات الماء التي لا يمكن أن ننكر تأثيرها على صلد الحجارة، فنجد أن التحولات والتغيرات المستمرة في جميع عناصر المجتمع، تنعكس على المرأة وتؤثر على أدوارها، لنجد الوقت يستدرك جميع القيود ويفتح نوافذ الحرية لتمكين المرأة من العمل وإشراكها في اتخاذ القرارات.

إن مشاركة المرأة هي ضرورة ملحة وحتمية، ولا يمكن إنكارها أو الاستغناء عن البصمات التي تحدثها في ميادين العمل المختلفة. فالمرأة ذلك الطوفان الأنثوي الناعم المنتج والمسترسل في العطاء، استطاعت أن تثبت قدرتها على العمل والإنتاج والتطوير والتنمية بفعالية عالية وكفاءة لا نظير لها .

وقد أثبتت الدراسات أن مساهمة المرأة في بعض مجالات العمل قد رفعت من مستويات الإنتاجية وحققت مردوداً إيجابياً واضحاً، ومنها:

- تمكن المرأة من تعديل نظرة الرجل للأنثى العاملة وحولتها لشراكة متكاملة بالعمل مع قبول الرجل التام لهذا الدور.

- برزت المرأة العاملة دون الرجل في حل نوعيات خاصة من المشكلات التي ظهرت في مجالات عملها.

- ساعد العمل المرأة في بناء ذاتها وتحسين مستويات التفكير، ما ساهم في حدوث تطوير تلقائي للمرأة وجعلها كفؤةً لتولي مناصب كبيرة خاصةً في النطاق القانوني والأمني.

- تمكّنت المرأة من توسيع دائرة الاختيارات في مجال العمل، حيث أن انفتاح المرأة على القيم الجديدة يجعلها أقدر على قبول مسئوليات غير تقليدية في مجال الأعمال وتقلد المناصب، فهي ليست فقط المعلمة والطبيبة والممرضة، ولكن برزت في الساحة مناصب جديدة وجريئة للمرأة، فهي الآن قاضية، وكيلة نيابة، محامية، خبيرة جنائية وضابط أمن.

وهكذا نجد أن الثروة البشرية هي عماد المجتمعات في التطور والتنمية والعطاء المستمر، وعجلة التطور لأي دولة لا يمكن أن تغفل كون المرأة ثروة حقيقية وطريقاً للتنمية وتطور المجتمع لا يمكن تجاهله، خاصةً بعدما احتلته من مناصب مختلفة وشاركت في تسيير عجلة التنمية، وبرهنت بجدارة أنها تستحق لقب أم وزوجة وأخت ومديرة وقاضية وخبيرة ومعلمة وطبيبة. فتحية إجلال لهذه المرأة العاملة.

إقرأ أيضا لـ "ملاك إسحاق"

العدد 4992 - السبت 07 مايو 2016م الموافق 30 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 2:13 م

      الكاتبة هي خير مثال للمرأة البحرينية العاملة الام.. اما القراء فهم اكبر مثال على مستوى التفكير الذي لازال لا يفرق بين دور المرأة البيولوجي وهو الإنجاب ودور الرجل و المرأة مشتركين في التربية التي هي ليست قصرا على المرأة ..

    • زائر 9 | 9:24 ص

      لا يختلف إثنان أو لا تختلف إثنتان وإنما لا يختلف المرء مع إمرءته إلّا على أت التنمية في الدول النامية سبب تأخرها أو تخلفها المرءه أم / أو الرجل؟ فقد لوحظ في العديد من الدراسات أن الدول النائمة أو النامية تعداد السكان فيها عال وليس منخفظ. فهنا مشكلة التكاثر أو التناسل أو الإكثار من الإناث أو الذكور لا يحل مشاكل العالم ومنها الزياة السكانية وكثافتها في الهند ولا في العالم العربي خصوصاّ. فكيف نقنع الذكور والإناث ان الإنجاب يحتاج إلى ربط وضبط وإلا أصبح من الإسراف والتبذير الّ معنى له. فلما الإنجاب؟

    • زائر 8 | 9:18 ص

      متى ما كان التكاثر من اللهو ولعب من الهو أيضا!
      إّا أن الله جل جلاله قال: > .. فلا يقال أن من نفس آدم خلقت حواء أو من نفس حواء خلق آدم وإنما يقال كلكم لآدم وآدم من تراب. فحقيقة ان الناس أجناس كما أنهم معادن ليس إلّا من البديهيات ولكن أن لا يتحمل الرجل مسئولية الحمل والولادة مثل المرءة فهذا عيب أو عطب تصنيعي من المصنع أليس كذلك؟

    • زائر 7 | 6:16 ص

      المراة العاملة تتعب اكثر من العاطلة في المقابل ترجع البيت منفسة وليس لها خلق احد والاولاد مقطوطين على الشغالة ماتدري عن أكلهم ومرضهم??

    • زائر 4 | 2:55 ص

      هذولاك امهات اول
      امهات الحين سهر لنص الليل ونوم لبعد ثنتين الظهر واليهال يا نايمين او عند جداتهم
      ع الأقل اللي تشتغل مالية وقتها وترجع البيت تملي وقت عيالها

    • زائر 3 | 2:05 ص

      ماذا جنينا من عمل المراه صحيح انها حققت ذاتها ولكن على حساب عائلتها وتربيه ابنائها عدم تواجد المراه في البيت جعل الابناء يعيشون حياة تختلف عن الابناء الذين امهاتهم غير عاملات فتجد اغلب المتفوقين امهاتهم ربات بيوت وافضل عمل تقوم به المراه هو الحضور الدائم في البيت لتربيه الابناء لاتقولوا هذا تخلف وانما هذا هو الواقع وشكرا للكاتبه ومرحبا بك في الوسط

    • زائر 5 زائر 3 | 3:25 ص

      العكس صحيح أكثر من 90% المتفوقين أمهاتهم عاملات وممرضات وطبيبات وتأكد من ذلك في حفلات تكريم المتفوقين.

    • زائر 6 زائر 5 | 5:21 ص

      المجتمع الصالح هو الذي ترفع فيه المرأة شعار. البيت أولاً .. العمل ثانياً

    • زائر 2 | 2:01 ص

      الشكر موصول لمعالي النائب العام لثقته في المرأة البحرينية

    • زائر 1 | 12:19 ص

      وانت دليل عملي على قوة وثقافة المراه

اقرأ ايضاً