العدد 5002 - الثلثاء 17 مايو 2016م الموافق 10 شعبان 1437هـ

الأحساء.. نموذج في التعايش وترسيخ اللحمة الوطنية

الأهالي: نعيش في تسامح منذ القدم وحوادث الإرهاب زادت وحدتنا

الوسط - المحرر السياسي 

تحديث: 12 مايو 2017

قصة التعايش الإنساني بين سنة الأحساء وشيعتها لوحة رُسمت بحروف أحسائية أصيلة، رسخت بقوة في عروق أهل الواحة كصمود نخلتهم الشامخة، حيث يتميز بل يتفرد مجتمع الواحة بالعيش على معاني التسامح والترابط، فهي أنموذج للتعايش الحقيقي بين المذاهب المختلفة، لن تجد هذا إلا في أحساء الخير، حيث الأحسائيون جميعهم يتحدثون بلغة متسامحة وعلاقات متينة امتد حبلها من الآباء إلى الأبناء وتتناقله الأجيال، ولا غرابة في هذا التميز النوعي الذي أحرزته الواحة على مر السنين، حتى أصبح أهلها أداة لتفعيل ثقافة التسامح بين جميع أصحاب المذاهب، وتعتبر نقطة مضيئة ونموذجا للوحدة الوطنية منذ القدم، قلب كبير ينبض بالحب وتتعانق في حضنه كل المذاهب، حسبما نقلت صحيفة "اليوم" السعودية.

شركاء في التجارة

وأهالي الأحساء قصة واحدة تتنوع فصولها، فهم شركاء في التجارة، وتعاون في إحياء الزراعة، وإخوان في الرضاعة، وتجاور في المسكن، ووحدة في المقابر، ومدارس تجمعهم على مقاعد الدراسة، ومشاركة في الأفراح والأحزان، أما حوادث الإرهاب التي طالت أكثر من موقع في الواحة فزادتهم قوة وتلاحما، والمشهد على أرض الواقع شاهد على هذه الحالة المتفردة التي يفخر بها أبناء المنطقة.

ويرى سعد الناجم أن مفردة التعايش لا يمكن أن تنطبق على مجتمع الأحساء، بل هي تنطبق على الأجنبي الذي يعيش على أرض الآخرين، لكن أهالي الأحساء تجمعهم وحدة الأرض والعيش المشترك ما جعلهم شركاء، تجمعنا دائرة الإسلام، وعملية الإخاء في الدين، مستشهداً بقول الإمام علي (ع) «إن الناس صنفان، إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق». وهذا ما تتمتع به الأحساء، أنا والآخر ثنائي، كل يكمل الآخر، خصوصا في الوطن الواحد، لذا الأحساء تعيش بعيدا عن عملية الفرز الطائفي والتمذهب.

وأضاف أن الأحساء لا تحتاج إلى جهود ملموسة، لتعميق مفهوم التعايش والتسامح الذي بات عالمنا اليوم في حاجة ماسة إليه أكثر من أي وقت مضى، لأن الأحساء تعيش منذ عقود طويلة هذه التجربة ويلتقي مجتمعها على أرضية انسانية مشتركة على اختلاف وتنوع المذاهب.

العلاقات الاجتماعية

وقصة عدنان الشيعي وصديقه يوسف السني لا تختلف كثيرا عن الصداقات والعلاقات بين شباب مدن الأحساء وبلداتها المتناثرة والمتجاورة، يعيشون تحت سماء الوطنية والولاء لحكومتنا أعزها الله. ويؤكد عدنان أن علاقته بصديقه يوسف لم تكن علاقة صداقة عابرة، بل هي راسخة تعلم أصولها من أسرته التي تحتفظ بعلاقات واسعة مع عوائل سنية تجاوره في المسكن .

أما صديقه يوسف اليوسف، فيؤكد أن وعي الجيل السابق من الآباء والأجداد وعلاقاتهم الوطيدة في حياتهم اليومية خلق منصة قوية وثابتة يقف عليها جيل هذا اليوم في علاقاتهم وصداقاتهم، حيث يسود التسامح والإخاء بين أبناء الواحة التي هي جزء من وطننا الغالي.

الصف مرصوص

ويرى المواطن حسين الحداد المربي والمعلم المتقاعد والذي يسكن مدينة العمران أن الأحساء مظلة التعايش والعلاقات الأخوية الحقيقية بين الشيعة والسنة رغم اختلاف المذاهب وتعددها، مضيفا: انها علاقة متعددة الجوانب.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً