العدد 5008 - الإثنين 23 مايو 2016م الموافق 16 شعبان 1437هـ

«البلازما» علاج جديد لمرضى السكلر... و«الإبر الذهبية» استغلال تجاري

الزراع: العلاجات الشعبية والحجامة غير مثبتة طبيّاً

استشاري علاج الآلام التداخلية هاني الزراع متحدثاً إلى الصحافيين - تصوير: محمد المخرق
استشاري علاج الآلام التداخلية هاني الزراع متحدثاً إلى الصحافيين - تصوير: محمد المخرق

قال استشاري علاج الآلام التداخلية هاني الزراع، إن هناك تقنية حديثة لعلاج الآلام تسمى البلازما، والتي تقوم فكرتها على إعادة بناء الأنسجة، وتتطلب تحضيراً خاصّاً للصفائح الدموية وبتركيز عال من خلال الأجهزة المتخصصة، فيما نوه إلى أن هذه التقنية متوافرة في مركز استر الطبي، وتستخدم لعلاج بعض مرضى السكلر أيضاً.

وأوضح «إن مرضى السكلر يعانون من انسداد في بعض الأوعية الدموية للطبقة الداخلية مما يتسبب في تهالك المفصل وعليه يحس المريض بالألم»، منوها إلى أن فكرة العلاج بالبلازما تقوم على تجديد تلك الأنسجة المتهالكة ومساعدتها على التوسع وإعادة بناء مادة الغضاريف في المفاصل.

وأضاف «على مرضى السكلر في حالات الألم العامة شرب الماء والابتعاد عن التوتر والإرهاق وتناول المسكنات بشكل متواصل»، لافتا إلى أن علاج البلازما أو البوتكس يعطى لمرضى السكلر في الحالات البسيطة إلى المتوسطة حينما يوجد تلف في المفاصل فقط، أما الحالات المتقدمة فينصح بتبديل المفصل جراحيًّا».

ونوه إلى أن التقنية غير مطبقة في الوطن العربي بصورة مكتملة، لافتا إلى وجود محاولات محدودة لاستخدامها في مملكة البحرين، ودعا وزارة الصحة إلى دعم وتشجيع أطباء علاج الآلام؛ كونه من التخصصات الجديدة ولم يلقَ حقه من الرعاية والاهتمام على المستوى العربي.

وقد شدد على ضرورة أن يعي المجتمع والمرضى أن ما يسمى بالإبرة الذهبية هي سوء استغلال لتقنية البلازما لدواع تجارية.

ورأى أن البعض يسيء استخدام هذه التقنية في البحرين وبعض دول الخليج من ناحيتين، إما من خلال توفيرها بسعر رخيص جدا دون مراعاة الدقة الطبية والتعقيم المناسب في تحضيرها أو تقديمها بسعر مبالغ فيه قصد يصل إلى 1000 دينار وتسميتها بـ «الإبر الذهبية».

الزراع، الذي يرأس وحدة الآلام الحادة والمزمنة في أحد المستشفيات بالمملكة العربية السعودية، يأتي في زيارة لمملكة البحرين بهدف توفير استشارات طبية وإجراء عمليات طبية خلال الفترة ما بين 26 و28 من الشهر الجاري بمركز آستر الطبي، مشيرا إلى أن لغة الأرقام تبين أن أكثر الآلام الشائعة في العالم هي آلام أسفل الظهر والتي قد يتعرض لها كل إنسان بنسبة 60 و80 في المئة من مراحل عمره.

ولفت إلى أنه متخصص في علاج الآلام المزمنة والآلام الحادة وإصابات اللاعبين الرياضيين، فضلاً عن آلام الصداع وآلام الظهر والمفاصل، لافتًا إلى أن الأخيرة هي الأكثر انتشاراً في العالم.

وعن انتشارها في البحرين قال: «لا أمتلك إحصائيات إلا أني أتصور أن أكثر الآلام المنتشرة في البحرين هي آلام الظهر وآلام مرضى السكلر».

وفي سياق ذي صلة عرف علاج الألم بالتخلص من مسببات الألم بطرق كثيرة، منها قديمة وأخرى حديثة، والتي من أحدثها العلاج عن طريق الصفائح الدموية أو ما يعرف بالبلازما.

وأشار إلى أن الطرق القديمة في علاج الألم تشمل العلاج بحقن مادة الكورتيزون في مكان الألم، منوها إلى أنها قد تعطي فعالية جيدة للبعض وسيئة للبعض الآخر ولاسيما الرياضيين.

وتطرق إلى الحديث عن الصداع النصفي، إذ أشار إلى أن أسبابه غير معروفة وغير مثبتة علميّاً وكانت الأدوية المدرجة له تؤخذ عن طريق الفم لتقليل الالتهابات، منوها إلى أن الإثبات العلمي لعلاجه حاليّاً هو عن طريق حقن البوتكس في 25 موضعاً في الرأس والرقبة لعمل استرخاء للأوعية الدموية وتقليل نسبة الصداع.

وبالنسبة إلى آلام الرقبة والرأس فقد ذكر أنها قد تكون عضلية نتيجة تهيج أحد الأعصاب المسئولة عن تغذية الرأس والرقبة.

وفي تعليقه على ترويج البعض لبعض العلاجات الشعبية في وسائل التواصل الاجتماعي وعلى شبكة الإنترنت، قال: «كل علاج لا بد من أن يستند إلى إثبات علمي، وتلك الطرق المنتشرة غير مجدية طبيا وغير مثبته علميا وقد يكون ضررها كبير». وبشأن الحجامة أشار إلى أنها تجرى من قبل غير المتخصصين وفكرتها بها جزء من العملية كونها تركز على علاج الألم بإزالة مسبباته من سموم في منطقة معينة، لافتا إلى أن ما يحدث هو أن من يقوم بها هم غير المختصين، وتجرى في المنازل والمزارع والمجالس وغيرها ويفتقرون لأبسط أساسيات التعقيم ما قد يعرض المريض لمشاكل صحية أخرى، منوها إلى أن الطب الحديث لم يدرج إثباتاً علميّاً لاعتماد الحجامة كعلاج وهي ما زالت عبارة عن محاولات لا تستند إلى دراسة علمية. يذكر أن الزراع (سعودي) ومقيم في البحرين وتمتد خبرته في علاج الصداع النصفي وإصابات اللاعبين الرياضيين والتهابات المفاصل والأوتار وآلام أسفل الظهر إلى أكثر من 17 عاماً، وقد درس الطب في جامعة الخليج العربي وتخصص في مجال التخدير والعناية المركزة فيما حصل على البورد الأردني في العناية المركزة والبورد العربي في التخدير والعناية المركزة، إلى جانب الدبلوما الفرنسية في التخدير والدبلوما الفرنسية في علاج الألم التداخلي.

العدد 5008 - الإثنين 23 مايو 2016م الموافق 16 شعبان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً