العدد 5008 - الإثنين 23 مايو 2016م الموافق 16 شعبان 1437هـ

القوات العراقية أطلقت عملية استعادة الفلوجة من تنظيم داعش

بدأت القوات العراقية الاثنين (23 مايو/ أيار 2016) هجوما واسع النطاق بدعم محلي وخارجي لاستعادة مدينة الفلوجة التي تشكل حاليا أحد أبرز معاقل تنظيم داعش.

وأعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي بدء العملية ليلا. وقال للتلفزيون "منذ الساعات الاولى، حقق المقاتلون الشجعان تقدما في عدة اتجاهات لاستعادة جميع المناطق التي يحتلها تنظيم داعش حول الفلوجة".

من جهته، أكد التنظيم المتطرف في بيان "صد هجوم واسع النطاق للقوات العراقية" مشيرا الى تدمير عدد من الاليات.

وقد أعلن العبادي على مواقع التواصل الاجتماعي "عملية تحرير الفلوجة. دقت ساعة التحرير واقتربت لحظة الانتصار الكبير وليس امام داعش الا الفرار".

واضاف "اليوم سنمزق رايات الغرباء السود الذين اختطفوا هذه المدينة والعلم العراقي سيرفع ويرفرف عاليا فوق اراضي الفلوجة".

واشار رئيس الوزراء الى ان "القوات الخاصة والجيش والشرطة والحشد الشعبي ومقاتلي العشائر ستشارك في عملية تحرير الفلوجة" الواقعة على بعد 50 كيلومترا الى الغرب من بغداد.

واعلنت القوات العراقية مساء الاثنين السيطرة على مدينة الكرمة الواقعة في شمال شرق الفلوجة. وقال العميد عبد الوهاب السعدي "لقد رفعوا العلم العراقي على مقر البلدية" في المدينة.

وافاد ستيف وارن المتحدث باسم قوات التحالف ان هذه القوات شنت 21 غارة جوية استهدفت مواقع لتنظيم داعش في الفلوجة وحولها منذ السابع عشر من مايو/ ايار. في حين أعلن متحدث باسم البنتاغون ان الجيش الاميركي مستعد لنشر مروحيات عسكرية في حال طلبت الحكومة العراقية ذلك.

والفلوجة أبرز معاقل التنظيم الجهادي منذ يناير/ كانون الثاني 2014.

وذكر مصور من وكالة فرانس برس ان القوات العراقية لم تدخل الى المدينة لكن طائرات حربية تواصل توجيه ضربات الى اهداف في داخلها.

وتمثل استعادة السيطرة على المناطق التي تخضع لسيطرة الجهاديين، بينها الفلوجة، اهم الامور التي تشغل المسؤولين العراقيين وفي مقدمهم العبادي.

وتلعب قوات الحشد الشعبي، وغالبيتها فصائل شيعية مدعومة من إيران، دورا مهما في مساندة القوات العراقية. واكد بيان لهيئة الحشد الشعبي انطلاق العملية من ستة محاور.

وتلعب قوات التحالف بقيادة واشنطن دورا مهما في دعم القوات العراقية في تنفيذ العمليات، بينها خطوات اولى لاستعادة الموصل ثاني مدن العراق من سيطرة الجهاديين.

- آلاف المدنيين - نفذت قوات التحالف خلال الاسبوع الماضي سبع ضربات جوية في الفلوجة. كما اعلنت القوات العراقية عن قصف اهداف في المدينة بطائرات حربية طراز "اف-16".

وفي بيان رسمي، طلبت قيادة العمليات المشتركة من سكان المدينة الاستعداد للخروج منها عبر طرق مؤمنة.

كما دعا البيان جميع الاسر الى "الابتعاد عن مقرات عصابات داعش وتجمعاتها اذ سيتم التعامل معها كأهداف للطيران الحربي".

من جهة اخرى، طلبت القيادة في بيان منفصل من "كافة العائلات التي لا تستطيع الخروج من الفلوجة رفع راية بيضاء على مكان تواجدها".

وقالت مصادر رسمية ان عشرات العائلات تمكنت من الخروج من الفلوجة التي يمنع الجهاديون الاهالي من مغادرتها. والقوات العراقية متهمة بمحاصرة المدينة ومنع وصول المواد الغذائية الى المدنيين.

بدورها، اكدت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة ان اي "مساعدات لم تدخل الفلوجة منذ ان استعادت الحكومة السيطرة على الرمادي".

باتت القوات العراقية تحاصر الفلوجة من معظم الجهات بعدما استعادت السيطرة على مساحات واسعة في محافظة الانبار ذات المساحة الشاسعة بينها الرمادي كبرى مدن المحافظة.

من جهتها، أعرب الأمم المتحدة عن "قلقها البالغ" حيال المدنيين في الفلوجة.

وقال المتحدث باسم المنظمة الأممية ستيفان دوجاريك إن الأمم المتحدة تقدر وجود نحو 50 ألف شخص حتى الآن في الفلوجة، وأنه "من المهم أن يكون هناك ممرات آمنة للسكان" للفرار من المدينة.

ـ معقل المسلحين ـ شنت القوات الاميركية هجومين واسعين ضد المسلحين المتواجدين في الفلوجة عام 2004، اعتبرا الاعنف من حرب فيتنام.

وتتوفر لدى القوات العراقية خصوصا بمساندة مقاتلي عشائر الانبار، معلومات واسعة عن المنطقة تؤمن لها تنفيذ العملية لكن ينقصها التدريب وقوة السلاح التي تمتلكها القوات الاميركية.

وتمكن تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف من السيطرة على مناطق واسعة في شمال وغرب العراق منذ الهجوم الواسع في حزيران/يونيو 2014، بسبب اخفاق القوات العراقية في وقف الهجوم رغم الفارق العددي الكبير بين الجانبين.

وأعلن الجهاديون "دولة الخلافة" في المناطق الواسعة التي سيطروا عليها بعد ذلك التأريخ، في العراق وسوريا.

وقتل عدد كبير من قادة التنظيم في ضربات جوية نفذتها قوات التحالف، خلال الفترة الماضية.

وأعلن التحالف الدولي مطلع الشهر الحالي، قتل أحد قادة التنظيم البارزين وصف بقائد التنظيم العسكري في محافظة الانبار.

واعترف ابو محمد العدناني المتحدث باسم التنظيم في رسالة صوتية السبت، بان التنظيم يفقد سيطرته على مناطق كثيرة.

وستكون معركة الفلوجة أكبر تحد يواجه تواجد التنظيم المتطرف في العراق.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً