العدد 5010 - الأربعاء 25 مايو 2016م الموافق 18 شعبان 1437هـ

قناة عربية... بين الفصل والتقشّف!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

طالعتنا الصحف المحلّية بنقل خبر عن موقع «هافينغتون بوست»، بشأن قيام قناة عربية إخبارية بفصل 50 شخصاً، من بينهم قدامى موظّفيها، وخاصة الإعلاميين، وإلى الآن لم تصرّح القناة عن أسباب الفصل، لكن هناك من يقول إنّ الأسباب تقشّفية نظرا إلى الأزمة المالية التي تعانيها دول الخليج.

إذاً، هذه القناة الضخمة قامت بهذه الخطوة، مع أن الإعلام من قبلها مقبول في كثير من بلدان الوطن العربي، كما أنّ حالها تحسّن كثيراً عما كانت في السابق، فإننا نقول على الدنيا السلام، فالإعلام هو أقوى كيان على وجه الأرض، فهو قادر على تحويل البريء الى مذنب والمذنب الى بريء؛ لأنّه يتحكّم في عقول الجماهير، كما يذكر ذلك مالكوم إكس!

الاقتصاد والإعلام في الوطن العربي لديهما مشكلات وعوائق كثيرة، ومن هذه العوائق هو تدخّل أصحاب النفوذ في توجّه القنوات على سبيل المثال، فيختلط المال بالسياسة، ممّا يصعّب الأمر على ذوي التوجّه النيّر.

يبقى السؤال هل الإعلام العربي هو الوحيد الذي لديه مشكلات وعوائق، أم الإعلام الغربي هو الآخر مقيّد ولديه مشكلات وعوائق؟! من خلال الدراسات والبحوث، نجد أنّ الإعلام الغربي هو الآخر متعثّر بحسب الأجندات وبحسب التوجّهات.

فلو قرأنا في الآلة الإعلامية الأميركية على سبيل المثال، فإننا سنجد أنّ القنوات تعرض توجّهات أصحاب النفوذ في داخلها، من أجل اختيار المرشّح الرئاسي للبيت الأبيض، وبالطّبع تدخل المقاطع الصوتية والمرئية في الصورة، وتُستخدم من أجل إقناع الجماهير، أو يتم تشويهها من أجل إزالة الصورة الجيّدة عن مرشّح مَّا، وهذا لا يختلف كثيراً عمّا يحدث في الوطن العربي.

النفوذ والسلطة يؤثّران كثيراً على القرارات، وعلى إتاحة الفرص لبعض القنوات الإعلامية، فالنفوذ والسلطة لديهما القدرة على إخفاء حقائق وإبراز حقائق، وفي نهاية المطاف المتأثّر هو المشاهد، ويوجَّه حسبما يريده أصحاب النفوذ والسلطة.

من هم يا تُرى أصحاب النفوذ والسلطة؟! وكيف يستطيعون التدخّل في الماكينة الإعلامية؟! وهل هناك إعلام حر؟! أصحاب النفوذ والسلطة أقوى من الماكينة الإعلامية في بعض الأحيان، وإن حاولنا تلميع العلاقة بينهما، إلاّ أنّ الأمر المؤلم هو عدم وجود حرّية كافية لوسائل الإعلام من أجل التعبير عن توجّهاتها أو توجّهات الآخرين، من دون المحاسبة لهؤلاء.

الإعلام العربي والإعلام الخليجي بالذّات يحتاج إلى كثير من الفرص، فرص في طريقة عرض المعلومة، وفرص في مساحة الحرّية، وفرص أخرى استثمارية، حتى يستطيع مواكبة ما يحدث، كما أنّه يحتاج إلى «سكريبت» جديد مغاير عن السابق، في فصل المجتمع أو تأجيج الطائفية أو إشاعة الكراهية، وحتى تتحقّق هذه الاحتياجات لابد من تضافر أصحاب النفوذ والسلطة مع الإعلام العربي والخليجي، وأن يسعوا معاً إلى السلام والتعايش، عندها فقط سينتعش الاقتصاد وستنقلب الآية!

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 5010 - الأربعاء 25 مايو 2016م الموافق 18 شعبان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 1:39 م

      شكرا لك على الإطراء الرائع وللأسف الشديد ان سطوة المال أقوى من كثير من القيم والمبادئ

    • زائر 3 | 1:29 ص

      مقال ممتاز سيدتي

    • زائر 1 | 9:55 م

      الله يحقظج ويسر امرج ... تستاهلين كل الخير دائما مع الحق

اقرأ ايضاً