العدد 5011 - الخميس 26 مايو 2016م الموافق 19 شعبان 1437هـ

مثقفون في «منتدى وعد»: الفعاليات الثقافية المحلية تُجافي المبدعين البحرينيين وتُرحب بغيرهم

المتحدثون في ندوة «قراءة في المشهد الثقافي في البحرين» - تصوير عقيل الفردان
المتحدثون في ندوة «قراءة في المشهد الثقافي في البحرين» - تصوير عقيل الفردان

شكا مثقفون بحرينيون من أن الفعاليات الثقافية المحلية ومن بينها مهرجان ربيع الثقافة، تُجافي المثقفين البحرينيين المبدعين، بينما تفتح أبوابها إلى غيرهم، على حد قولهم.

وذكروا، في ندوة عقدت في مقر جمعية وعد في أم الحصم، مساء الأربعاء (25 مايو/ أيار 2016)، تحت عنوان «قراءة في المشهد الثقافي في البحرين»، أن «غالبية الفعاليات الثقافية الرسمية تتميز بمشاركات لغير البحرينيين»، مشددين على أن «حركة التنوير الثقافي التي يراد بثها عبر هذه الفعاليات لابد أن يقوم بها أبناء البلد أنفسهم».

من جانبه، قال الشاعر كريم رضي: «تعريف المثقف هو الشخص الذي ينخرط في عملية فكرية أو فنية ذات بعد تفاعلي ونقدي لواقع المجتمع والعالم ويقترح مقاربات لجهاز معياري، عبر خطاب يبثه في الفضاء العام، بما يمكنه من إنشاء سلطة رمزية إما باعتباره منتجاً أو وسيطاً».

وأضاف رضي «بشكل عام ينخرط المثقف بشكل عام في السياسة، وحتى ولو كان موقفه رافضاً لها ولو بصمته، إما لكي يدافع عن نظام اجتماعي أو ثقافي أو غير ذلك، فالمثقف هو القادر على قول الحقيقة، وهو لا يملك سلطة حقيقية ويعيش في منفى خارجي بالمعنى المجازي وينحاز إلى المهمشين وغير الممثّلين بحسب رؤيته هو».

وأفاد بأن «المثقفين في الربيع العربي انقسموا إلى ثلاثة أنواع، فمنهم من يمشي مع الغالب، ومنهم من يسير مع بني جلدته أياً كان موقفهم صواباً أو خطأ، وآخرون وقفوا مع الحق أينما كان».

وتابع «المثقفون عموماً والليبراليون منهم خاصة، عجزوا أن يفهموا أن أحداث الربيع التي انطلقت من سيدي بوزيد في تونس، لم يكن انطلاقها من هناك مجرد انطلاق من مكان ما، بل له مدلولات عميقة اجتماعية وثقافية وسياسية».

وأردف رضي «منذ التسعينيات وحتى أحداث 2011 دخل في المثقفين أشخاص من أماكن ليست ضمن الموجة الطليعية في البحرين، وعجزت هذه النخب أن تتعامل مع هذه الأحداث، وبعضهم لم يفهموا سبب انطلاق هذه الأحداث الجديدة، وما حدث في فبراير/ شباط 2011 لم يكن بعيدا جداً عما كان يدور في الفضاء الافتراضي».

وأشار إلى أن «استضافات مركز الشيخ إبراهيم تظهر أن أغلب من تمت استضافهم ليسوا بحرينيين، أنا استطعت أن أحسب 62 فعالية قام بها المركز، وأظن أن عدد الفعاليات أكبر، وعلى رغم ذلك فإن عدد البحرينيين الذين تمت استضافتهم كان يعد على الأصابع».

وواصل «دعوا المثقفين البحرينيين ليشاركوا في ربيع الثقافة، ليس لأن هؤلاء لا يجدون لهم مكاناً خارج هذه الفعالية، بل لأنك إذا كنت تتحدث عن تنوير في المجتمع فلابد أن يقوم به أهل البلد أنفسهم».

وشدد «يجب علينا ألا نضحي بالفضاءات الجديدة، لأن التجربة علمتنا أن هذه التجربة يجب أن تستمر، كما أن علينا أن نعزز وجود الفضاءات القديمة للثقافة في البحرين، كما أن علينا ألا نحمل الجيل الجديد من المثقفين ما دار من أحداث في العام 2011، هؤلاء ليس علينا أن نحملهم وزر تلك الأحداث».

وختم رضي «وأخيراً لابد من التأكيد أن الموقف من أي حياد سياسي شيء، والموقف من أية قضية حقوقية هو شيء آخر، ولا ينبغي الخلط بين الجهتين».

من جانبه، قال الناقد جعفر حسن: «نحن نتكلم عن وجهة نظر في موضوع الثقافة فإنها تقبل وجهي الإصابة والخطأ، والمشهد الثقافي متنوع بطبيعته».

وأضاف حسن «لعل الناظر إلى الثقافة يدرك صعوبة الإلمام بتعريف جامع مانع، لأنه من الممكن وباستمرار أن نعدل ونغير في هذا التعريف، ومع ذلك يجب الجزم أنه لا يوجد فرد في مجتمع خالٍ من الثقافة، لذلك نرى أن الثقافة معطى أولياً للمجتمع، ولعل بعض العلماء وقف وتساءل عن بدء نشوء هذه الثقافة».

وأردف «عندما نتحدث عن الثقافة فإننا نتحدث بالضرورة عن المثقفين، وهناك من ينظر إلى المثقف على أنه من يتعامل مع منتجات الثقافة، أو باعتبار المثقف ناقداً عبر تحليل أو تركيب المعتقدات الإنسانية، وهناك من يرى المثقف بكونه كائناً يقوم بإنتاج الأفكار، وهناك من يرى في المثقف كائناً سياسياً».

وتابع أن «المجتمع البحريني كبقية المجتمعات التي تبحث عن إجابات تتعلق بالهوية التي تتميز بها بلادنا بدءاً من عصر الاقتصاد التقليدي إلى عصر اقتصاد النفط الحديث، بات مجتمعنا وهو من مجتمعات الجزر المفتوحة يبدو معدداً في لغاته المحلية، وعاصر دخول المهاجرين الذين حملوا ثقافتهم ولغاتهم إلى البحرين».

وذكر أن «مسألة التنوع اللغوي باتت أكثر عمقاً مما كان يتخيله أحد في البحرين، بسبب تعدد الجنسيات التي سكنت في البحرين».

وأشار إلى أن «هناك نقطة فارقة حددت كيفية عمل مؤسسات المجتمع المدني منذ العام 2011، ومنها المؤسسات الثقافية، ويبدو أن هناك تياراً قوياً داخل المؤسسات الرسمية لاستبعاد المثقفين البحرينيين في نشاطات متنوعة وعديدة تقوم بها إدارة الثقافة».

وختم حسن «ولكننا نرى أن خلق فضاءات جديدة للثقافة والتحول والتنوع في طبيعة العمل الثقافي يدلل على طبيعة الإبداع في الشعب البحريني».

العدد 5011 - الخميس 26 مايو 2016م الموافق 19 شعبان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً