العدد 5011 - الخميس 26 مايو 2016م الموافق 19 شعبان 1437هـ

ثراء الثقافات هو الطاقة المكرسة للإنسانية

إيرينا بوكوفا comments [at] alwasatnews.com

المديرة العامة لليونسكو

(كلمة بمناسبة اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية الموافق 21 مايو/ أيار 2016) إن الاحتفال بالتنوع الثقافي هو إعلاء لشأن منهل لا نظير له للتبادل والابتكار والإبداع. وإنه اعتراف بأن ثراء الثقافات هو الطاقة التي ترسِّخ الإنسانية، وهو مكسب كبير في السعي لتحقيق السلام والتنمية، فتعزيزه جزء لا يتجزأ من تعزيز احترام حقوق الإنسان.

وإن الاحتفال بالتنوع الثقافي هو أيضاً الوعي بالأواصر التي تربطنا ببيئتنا، إذ إن التنوع الثقافي ضروري للجنس البشري ضرورة التنوع البيولوجي للطبيعة، كما هو منصوص عليه بوضوح في إعلان اليونسكو العالمي بشأن التنوع الثقافي الذي اعتمد في العام 2001.

ثم إنّ الاحتفال بالتنوع الثقافي هو إتاحة فرص جديدة لتحقيق التنمية المستدامة وتشجيع الصناعات الإبداعية ومباشرة المشاريع التجارية في مجال الثقافة بوصفها مصدراً لاستحداث الملايين من فرص العمل في شتى أنحاء العالم، ولاسيما لفائدة الشباب، وبوجه خاص النساء. وتعتبر الثقافة عنصراً مسَّرعاً لعملية تحقيق التنمية المستدامة، وقد اعتُرف للثقافة بهذه القدرة في خطة التنمية المستدامة للعام 2030 التي اعتمدتها منظمة الأمم المتحدة.

وتمنح الثقافة فرصة فريدة للتوفيق بين الجوانب الاقتصادية والاجتماعية للتنمية، فالسلع والخدمات الثقافية تحمل في طياتها هويات ومعالم وقيماً وتمكّن في الوقت ذاته الملايين من المبدعين والفنانين والمهنيين من كسب عيشهم. لذا فإن الاحتفال بالتنوع الثقافي يعزز فرصهم في مزاولة مهنتهم ويساعدهم على إثراء المشهد الثقافي الذي يثرينا بدوره.

ويمثل الاحتفال، في آن واحد، بالتنوع الثقافي الذي يوسع آفاقنا وبحقوق الإنسان التي تجمعنا جوهر المهمة التي أُسندت إلى اليونسكو في مجال التراث والتعليم والإعلام وتشاطر المعارف. ويستنكر أعداء حقوق الإنسان باستمرار التنوع الثقافي الذي يرمز لحرية الذات والفكر التي لا يطيقونها.

فلنغتنم هذا اليوم كي نقدم لهم رداً جماعياً، وأدعو جميع الدول الأعضاء إلى تكريس روح هذا اليوم ليكون بمثابة سلاح سلمي ضد نزعة الانكفاء على الذات والانغلاق واستبعاد الآخر التي تدفع الإنسانية إلى إنكار ذاتها من خلال إهمال ما تنطوي عليه من ثروات.

إقرأ أيضا لـ "إيرينا بوكوفا"

العدد 5011 - الخميس 26 مايو 2016م الموافق 19 شعبان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 3:56 ص

      شكراً لكم

      الثقافة و التنوّع بعُيون الإنسان الغربي ، هي ثروة و فائدة إنسانية.

      و الثقافة و التنوّع و التعددية بعيون الإنسان العربي

اقرأ ايضاً