العدد 5012 - الجمعة 27 مايو 2016م الموافق 20 شعبان 1437هـ

غارات كثيفة على مواقع «داعش» في شمال سورية..و100 ألف محاصر قرب حدود تركيا

أحد أفراد الدفاع المدني السوري يحمل طفلاً بعد إخراجه من بين الأنقاض في حلب-AFP
أحد أفراد الدفاع المدني السوري يحمل طفلاً بعد إخراجه من بين الأنقاض في حلب-AFP

نفذ التحالف الدولي بقيادة أميركية أكثر من 150 غارة على مواقع تنظيم «داعش» في شمال سورية، منذ بدء هجوم مزدوج تشنه قوات سورية الديمقراطية في ريف محافظة الرقة، والجيش العراقي جنوب مدينة الفلوجة، أبرز معاقل المتطرفين.

وعلى جبهة أخرى في سورية، تمكن تنظيم «داعش» إثر هجوم مباغت بعد منتصف الليل من قطع طريق الإمداد الوحيد إلى ثاني أهم معقل للفصائل المقاتلة في محافظة حلب، حيث بات نحو مئة ألف سوري عالقين قرب الحدود التركية، وفق منظمة أطباء بلا حدود.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن لـ «فرانس برس» إن الاشتباكات المستمرة في ريف الرقة الشمالي بين تنظيم «داعش» وقوات سورية الديمقراطية «ترافقت مع تنفيذ طائرات التحالف الدولي 150 ضربة على الأقل استهدفت مواقع التنظيم في ريفي مدينتي عين عيسى وتل أبيض».

وتسببت الغارات والمعارك وفق المرصد بمقتل 31 متطرفاً بالإضافة إلى «خسائر بشرية مؤكدة» في صفوف الفصائل، من دون تحديد الحصيلة. وبدأت قوات سورية الديمقراطية التي تضم بشكل أساسي وحدات حماية الشعب الكردية وفصائل عربية هجوماً شمال الرقة الثلثاء، غداة إعلان السلطات العراقية إطلاق عملية «تحرير» مدينة الفلوجة غرب بغداد بدعم من طائرات التحالف.

وسيطرت هذه القوات على نحو عشر قرى ومزارع في ريف الرقة بينها قرية الفاطسة، حيث التقط مصور لفرانس برس الأربعاء صوراً لنحو عشرين جندياً أميركياً برفقة مقاتلين عرب وأكراد. وعرف أحد المقاتلين عنهم بأنهم من «قوات المهام الخاصة» الأميركية. ويظهر الجنود في الصور وهم على سطح منزل ويحملون صواريخ من طراز «تاو» كما يتجولون على متن شاحنات وضعت عليها أسلحة ورشاشات ثقيلة.

وبعد ساعات على هجوم مفاجئ لتنظيم «داعش» على مناطق تحت سيطرة الفصائل شمال مدينة حلب، أبدت منظمة أطباء بلا حدود أمس «قلقها الشديد» على «مصير... ما يقدر بمئة ألف شخص عالقين بين الحدود التركية وخطوط الجبهات».

وقدرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» من جهتها عدد العالقين قرب الحدود التركية المقفلة بنحو 165 ألف شخص.

وتمكن التنظيم وفق عبدالرحمن من السيطرة «على خمس قرى كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة في تقدم هو الأبرز للمتطرفين في المنطقة منذ العام 2014»، ما أتاح له قطع «طريق الإمداد الواصلة بين مدينة اعزاز ومدينة مارع» ثاني أكبر المعاقل المتبقية للفصائل في محافظة حلب بعد اعزاز.

وباتت مارع بحسب الناشط المعارض ومدير وكالة «شهبا برس» المحلية للأنباء مأمون الخطيب الموجود في اعزاز، «محاصرة بشكل تام» واصفاً الوضع الإنساني بأنه «كارثي وصعب جداً مع وجود 15 ألف مدني محاصرين داخل المدينة بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، عدا العسكريين».

وقال مدير العمليات في منظمة أطباء بلا حدود في الشرق الأوسط بابلو ماركو أمس إن المنظمة «اضطرت إلى إجلاء معظم المرضى والطاقم الطبي من مستشفى السلامة» بعدما وصلت المعارك إلى بعد «ثلاثة كيلومترات عنه». وأضاف «مع اقتراب الاقتتال لن يكون أمام الناس أي مكان للفرار».

وفي بلدة حريتان شمال حلب، أفاد مراسل فرانس برس أمس بمقتل 11 مدنياً جراء غارات لقوات النظام على فرن في البلدة، وفق حصيلة لمتطوعي الدفاع المدني. كما قتل أربعة أشخاص في بلدة كفرحمرة وأربعة آخرون في مدينة حلب، جراء قصف جوي للنظام، فيما قتلت امرأة وأصيب تسعة آخرون بقذائف أطلقها «إرهابيون» على حي الميدان، وفق ما نقلت وكالة «سانا». إلى ذلك، مدد الاتحاد الأوروبي أمس لعام واحد، حتى الأول من يونيو/ حزيران 2017، العقوبات التي فرضها على النظام السوري والتي تشمل خصوصاً حظراً نفطياً وتجميداً لأصول المصرف المركزي السوري في أوروبا.

واتخذ مجلس الاتحاد الأوروبي هذا القرار، وهو الهيئة التي تضم الدول الـ 28 الأعضاء في الاتحاد، مؤكداً أنه سيبقي عقوباته على نظام الرئيس بشار الأسد «مادام القمع مستمراً». من جانب آخر، نفى الرئيس السوري بشار الأسد ما أوردته تقارير إعلامية أمس عن دستور جديد لبلاده أعدته حليفته روسيا وعرضته على الحكومة السورية في إطار مساعٍ دولية لإنهاء القتال المستمر منذ سنوات.

وذكرت صحيفة «الأخبار» اللبنانية يوم الثلثاء أن روسيا انتهت من إعداد دستور سينزع عن الأسد الكثير من صلاحياته وسيشكل حكومة لا مركزية بشكل أكبر. وفي كلا الأمرين تنازل محتمل لجماعات المعارضة التي تقاتل الأسد. ونشرت الرئاسة السورية بياناً بصفحتها الرسمية على موقع فيسبوك يقول: «لم يتم عرض أية مسودة دستور على الجمهورية العربية السورية وكلّ ما تتناقله وسائل الإعلام حول هذا الموضوع عار تماماً عن الصحة».

وأضاف البيان أن «أي دستور جديد لسورية مستقبلاً لن يتم تقديمه من الخارج بل سيكون سورية فقط... يتناقش فيه ويتفق عليه السوريون فيما بينهم حصراً ويطرح بعدها على الاستفتاء وكل ما عدا ذلك لا قيمة له ولا معنى». إلى ذلك، نقلت وكالة «إنترفاكس» للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها أمس (الجمعة) إن خبراء إزالة الألغام الروس عادوا جميعاً من سورية بعد إزالة الألغام في مدينة تدمر السورية.

العدد 5012 - الجمعة 27 مايو 2016م الموافق 20 شعبان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 12:52 ص

      لك الله يا سوريا العز والإباء

      دمرك الشقيق وتامر عليك الشقيق وغدر بك الشقيق ولكن تبقى راية العز خفاقة ستقومون من هذا البلاء وانتم اشد قوة وانا طال العلاج ويبقى الأمل بالمضحين من رجالكم الأشداء أبناء الجيش العربي السوري

    • زائر 2 زائر 1 | 3:17 ص

      السلام عليك يا سوريا

      هذا الذي كان يخطط إليه الأمريكان أن بعد غزو العراق والاطاحة بالطاغية صدام حسين سوف يكون البلد الثاني سوريا غزوها وتدميرها ولكن بطريقة غير مباشرة حتى لا تتهم بأنها احتلت سوريا وإنما هي من جيشت واسندت داعش والارهابيين بتنفيذ مشروعها بالنيابة وصولنا إلى حزب الله وإيران

اقرأ ايضاً