العدد 5014 - الأحد 29 مايو 2016م الموافق 22 شعبان 1437هـ

هل تعلم أن شرب القهوة كان محرماً في منطقة الحجاز بالسعودية في مطلع القرن العاشر الهجري؟

هل تعلم أن شرب القهوة كان محرماً في منطقة الحجاز بالسعودية في مطلع القرن العاشر الهجري، وكانت تعد القهوة من المسكرات التي يترتب على شربها مفاسد كثيرة، لذلك كان يحكم على شاربها بالسجن والجلد، وكان يُطاف به على الناس في مكة ليكون عبرة لغيره ومن أصدر الفتوى في ذاك الوقت حرم الناس من شرب القهوة بلا سبب، وهو بذلك يكون قد حرّم الحلال وجعل المباح منكراً وعاقب الناس بناءً على هواه بلا دليل وبلا سبب مقنع وما أكثرهم في زمننا هذا، ولك أن تتخيل لو كانت هذه الفتوى يعمل بها في وقتنا الحالي لوجدت كل الشعب السعودي يطاف به في الأسواق ويجلد أمام أصحاب هذه الفتوى وأولهم أنا، فأنا مدمن لشرب القهوة لحد الثمالة ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" يوم الخميس (26 مايو / أيار 2016) إلى سلميان العجل طالب دكتوراه - الدنمارك.

 التاريخ يعيد نفسه فمن حرّم شرب القهوة في مطلع القرن العاشر الهجري هو من حرم تعليم البنات وحاربه وتصدى له في نهاية القرن الـ14 للهجرة، ولك أن تتخيل حجم الكارثة لو أن الدولة لم تصر على قرارها لرأينا نصف المجتمع أمي معطل بلا تعليم وبلا عمل وبلا هوية. الجميع يتذكر الضجة الكبيرة التي حصلت في مجتمعنا مع دخول الهواتف المزودة بكاميرا إلى السعودية والتي صاحبها فتاوى تحرم استخدامها وكانت تعلق الفتاوى في المساجد بل كان هناك من يأخذ الهواتف من أصحابها ويقوم بكسر عدسة الكاميرا ومن ثم يعيد الجوال إلى صاحبه، إنها ثقافة رفض كل ما هو جديد يا سادة وثقافة التحريم المتأصلة عند البعض، التي تؤدي إلى حرمان الناس من ممارسة المباحات.

هناك ظاهرة تسمى «نيو فوبيا» وهذه الظاهرة مرتبطة برفض كل ما هو جديد أو غريب، وهي تكاد تكون متأصلة عند الكثير من بني جلدتنا السابقين واللاحقين، نحن الآن في منتصف القرن الـ15 للهجرة ولا زلنا نرى العقليات نفسها تجدد عهد السابقين باعتراضها على كل ما هو جديد وربطه بالدين فقط لأنه جديد ولأنهم فقط لم يعهدوا هذا الأمر من آبائهم الأولين، وهم بذلك يكونوا قد أحدثوا في الدين ما ليس منه.

 «النيو فوبيا» مرض يؤدي إلى المقاومة والممانعة وبالتالي إلى التأخير في اتخاذ الكثير من القرارات المهمة وتبطئ من عملية التقدم والتطور وحرمان الشعوب من حقوق مشروعة لهم بسبب تسويق البعض بأنها محرمة في الدين، فينبغي أن نكون واعين بما فيه الكفايه لنفرق بين ما هو من الدين وما هو ناتج من ما يسمى بـ«النيو فوبيا». نحن بحاجه ماسة إلى مسابقة الزمن، وبحاجة إلى المضي قدماً في تشريع الكثير من الأمور التي قد تبدو جديدة على البعض ولكنها حق مشروع للغير،من دون الالتفات لمرضى «النيو فوبيا» فهناك ملفات كثيرة في الانتظار تحتاج أن تفتح وتنهى وأفضل حل لإنهائها هو عدم الالتفات للمانعة أو للمقاومة التي تصدر من البعض وباتخاذ ما تراه الدولة مناسب وفرضه مثل تعليم البنات، وهذا هو السبيل الوحيد للقضاء على هذا المرض.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 4:11 ص

      في العهد العثماني وبلاخص عهد السلطان سليمان كانت زوجته السلطانه هويام هي التي اخترعت او اكتشفت القوة وهي التي قام بنشرها وكانه شيء غريب قد ضهر وقام السلطان سليمان بمنعها

    • زائر 1 | 12:16 ص

      طبيعي.. مثل التلفزيون و التلفون
      و حاليا الإنترنت.. و كل الناس تقول ان الإنترنت يبعدهم عن بعضهم و نسوا انه يقربهم حق أشياء كانت صعب الوصول لها مثل التواصل الاجتماعي الدائم و اللي كان محدود.

اقرأ ايضاً