العدد 5016 - الثلثاء 31 مايو 2016م الموافق 24 شعبان 1437هـ

القوات العراقية تواجه مقاومة عنيفة في معركة الفلوجة

«البنتاغون»: إصابة عسكريين أميركيين اثنين في سورية والعراق

نازحون عراقيون فروا من القتال في الأنبار  - afp
نازحون عراقيون فروا من القتال في الأنبار - afp

واصلت القوات العراقية أمس الثلثاء (31 مايو/ أيار 2016) تقدمها لتحرير مدينة الفلوجة، أحد أبرز معاقل المتطرفين إلى الغرب من بغداد، رغم المقاومة العنيفة التي تواجهها، فيما يتصاعد القلق على المدنيين المحاصرين داخل المدينة.

وتنفذ قوات عراقية بينها قوات مكافحة الإرهاب والجيش والشرطة وأخرى موالية لها، عملياتها لليوم التاسع، بهدف تحرير مدينة الفلوجة من سيطرة المتطرفين.

وبعد بدء عمليات الاقتحام الإثنين من ثلاثة محاور، حققت القوات التقدم الأكبر على المحور الجنوبي بعد اجتيازها جسر النعيمية.

وأعلن قائد عمليات تحرير الفلوجة، الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي أن ثمة مقاومة عنيفة من مسلحي التنظيم المتطرف، وقال لـ «فرانس برس»: «هناك مقاومة من قبل تنظيم داعش»، موضحاً أن «مسلحي داعش قاموا صباح اليوم (أمس الثلثاء) بشن هجوم ضد القوات العراقية في منطقة النعيمية» الواقعة عند الأطراف الجنوبية للفلوجة.

وأضاف أن «نحو مئة مسلح من داعش نفذوا الهجوم بدون استخدام عجلات مفخخة أو هجمات انتحارية».

وأكد الساعدي أن «القوات العراقية تصدت للهجوم وقتلت 75 مسلحاً، وواصلت تقدمها باتجاه مركز المدينة»، من دون أن يدلي بمعلومات عن عدد الضحايا في صفوف القوات العراقية.

بدوره، أكد عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار، راجع بركات أن القوات العراقية تصدت للهجوم وواصلت التقدم باتجاه مركز الفلوجة على بعد 50 كلم غرب بغداد.

وساهم طيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن، والطيران الحربي ومروحيات الجيش العراقي في التصدي للهجوم، وفقاً للمصدرين.

وبدأت قوات الأمن العراقية بمساندة قوات الحشد الشعبي، بفرض حصار منذ أشهر عدة على مدينة الفلوجة.

وقال مصدر من داخل الفلوجة لوكالة «فرانس برس» إن «الأهالي يترقبون وصول القوات العراقية لإنقاذهم كونهم يعيشون خطراً متواصلاً».

وأورد ابو محمد الدليمي «هناك استياء لدى الأهالي لأنهم لم يشاهدوا القوات الأمنية تدخل الفلوجة حتى الآن. إن معاملتهم (المسلحون) لللأهالي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، فقد باتوا يشعرون بالذعر» مع تقدم القوات العراقية.

وأضاف أن «الدواعش غاضبون لأنهم لا يحظون بدعم الأهالي وأخذوا يطلقون الشتائم على الناس في الشوارع»، لافتاً إلى أن «وضع الأهالي أسوأ من أي وقت مضى، فهم عالقون بين قصف مكثف للقوات العراقية من جهة ومتطرفين يائسين من جهة أخرى». وكشف أن المتطرفين قاموا الإثنين «باعتقال نحو مئة من رجل من مناطق متفرقة وسط الفلوجة واقتادوهم إلى جهة مجهولة». وذكر ضباط في القوات العراقية أن «المتطرفين يجندون رجالاً وفتياناً للوقوف معهم لمواجهة تقدم القوات. وتمكن آلاف المدنيين من الهرب من قبضة المتطرفين منذ بدء عملية تحرير الفلوجة ليلة 22-23 من الشهر الحالي، لكنهم من مناطق على أطراف المدينة».

ويرجح أن خمسين ألف مدني لا يزالون عالقين داخل المدينة.

وقال مدير المجلس النرويجي للاجئين في العراق، ناصر موفلاحي «مع كل لحظة تمر واشتداد المعارك، تصبح المخارج الآمنة أكثر حرجاً بالنسبة إلى المدنيين المحاصرين داخل الفلوجة».

وتكثف الضغط على المتطرفين في مواقع المواجهات خلال الأسابيع الأخيرة، وخصوصاً بعدما تمكنت قوات البشمركة الكردية من استعادة السيطرة على مناطق شرق مدينة الموصل، ثاني أبرز معاقل المتطرفين في شمال العراق، وذلك بعد معركة استمرت يومين.

وفي سورية المجاورة، وتحديداً في محافظة الرقة بشمال البلاد والتي تشكل معقلاً للمتطرفين، تخوض قوات سورية الديمقراطية التي غالبية مقاتليها من الأكراد، أمس الثلثاء اشتباكات عنيفة ضد تنظيم «داعش» بعدما وسعت نطاق عملياتها انطلاقاً من عين عيسى باتجاه مدينة الطبقة التي يسيطر عليها المتطرفون غرب مدينة الرقة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتأتي هذه المعارك غداة تمكن قوات سورية الديمقراطية بدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة أميركية من السيطرة على 12 قرية ومزرعة على محور الطبقة، ليرتفع إلى 23 قرية ومزرعة عدد المناطق التي سيطرت عليها هذه القوات منذ بدء هجومها في ريف الرقة الشمالي قبل أسبوع.

وأحصى المرصد مقتل 18 عنصراً من التنظيم خلال معارك الإثنين، جثث 15 منهم لدى قوات سورية الديمقراطية.

من جانبه، قال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس (الثلثاء) إن عسكريين أميركيين اثنين أصيبا في سورية والعراق في مطلع الأسبوع.

وقال الكابتن جيف ديفيس «لم يكونا في الخطوط الأمامية ولم يشتركا في قتال نشط... لكنهما جرحا في الحالتين نتيجة الإصابة بنيران غير مباشرة».

وأجازت الولايات المتحدة نشر 4087 عسكرياً في العراق و300 في سورية.

ولم يذكر ديفيس إلى أي فرع من الجيش ينتميان لكنه أضاف أنهما كانا يقدمان المشورة والمساعدة.

وأضاف أن حادث العراق وقع في الشمال قرب أربيل بينما وقعت الإصابة الأخرى شمالي الرقة معقل تنظيم «داعش» في سورية.

قوات عراقية بالقرب من الفلوجة - reuters
قوات عراقية بالقرب من الفلوجة - reuters

العدد 5016 - الثلثاء 31 مايو 2016م الموافق 24 شعبان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 1:34 ص

      التضحيات جسيمة لكنها غير ذات بال المهم تحرير الفلوجة

      شهداء كثر سقطوا في معركة تحرير الفلوجة ضد التكفيريين وتبقى هذه التضحيات طريق لتخليص العراق والعالم من الشردمة المتحصنين في الفلوجة من جنسيات عربية وخليجية وشيشانية واوربية والكثير الكثير تبقى بوصلة الكثير من القنوات بوصلتهم منحرفة عن الحقيقة لكن الحسم تقرر

اقرأ ايضاً