العدد 5018 - الخميس 02 يونيو 2016م الموافق 26 شعبان 1437هـ

اختصاصيو تغذية: ما تقدمه المدارس في الوقت الحالي ما هي إلا سعرات فارغة وأملاح عالية

التوعية والتثقيف يبدآن من الصغر لكي نتحاشى التعرض للسمنة

هلا الخالدي
هلا الخالدي

يعتبر فرط الوزن والسمنة من الأمور التي يمكن الوقاية منها إلى حدٍّ كبير، فالسياسات الداعمة والبيئات والمدارس والمجتمعات المحلية تلعب دوراً أساسياً في تشكيل خيارات الوالدين والأطفال، بجعل الاختيارات الصحية للغذاء وممارسة النشاط البدني بانتظام اختياراً سهلاً، بمعنى آخر أنها يمكن الوصول إليها بسهولة، وهي متاحة وبأسعار معقولة مما يقي من السمنة، على ضوء ذلك.

أخصائية تغذية علاجية هلا الخالدي، تقول: «المسئولية الأولى لتغذية الأطفال تقع على المدارس وأيضاً على الأهالي، لأن باستطاعة المدارس توفير وجبات صحية لطلاب المدارس، وبمقدور الأهالي تجهيز الوجبات الصحية للطالب أيضاً، وهذا يرجع للوعي الصحي للطرفين».

وأضافت «للأسف الوجبات التي يتم توفيرها من قبل الأهالي والمدارس في الوقت الحالي هي سعرات فارغة وأملاح عالية لا توفر للطفل أياً من احتياجاته من ناحية الألياف والفيتامينات أو الاحتياجات الأساسية ومنها الدهون الصحية والبروتينات والكربوهيدرات».

وتابعت الخالدي «وجبات المدارس هي عبارة عن زيادة الوزن فقط لا غير، ولتدارك السمنة للأطفال لابد أن تكون أول خطوة لهذا الموضوع هو الوعي الصحي، إذ للأسف، الكثير من الأهالي يوفرون الوجبات غير الصحية في المنزل لتحفيز وتشجيع الطالب، مثلاً سأهديك الحلاوة إذا قمت بإنجاز الواجب المدرسي».

وقالت «للأسف يعتبر هذا الأسلوب غير صحيح للتعامل مع الأطفال، وخاصة الذين يشتكون من السمنة، كما للأسف هناك ظاهرة حب الأهالي لرؤية أطفالهم في بداية أعمارهم في جسم وزنه غير مناسب مع الطول، ذلك بتصورهم أن الطفل الممتلئ يتمتع بصحة جيدة وهو عكس ذلك».

ولخصت الخالدي، بأن «هناك فروقات من ناحية السمنة في مرحلة الطفولة والمراهقة، بحيث يمكن السيطرة على الأطفال مقارنة بالمراهقين، إذ إن المراهقين لا نستطيع السيطرة عليهم بسهولة لإقناعهم، بعكس الأطفال الذين لا نستطيع إقناعهم إلا من خلال أهاليهم، كما أن أعراض السمنة لا نراها في الطفولة، إنما في المدى الطويل ومنها السكري والضغط والكولسترول».

اختصاصي تغذية والرياضة عادل رجب، لديه رأي آخر عن السمنة، فيقول «بلا أدنى شك التغذية لها الدور الأول في التأثير على الذكاء والمستوى، فإذا كانت المرأة حاملاً أو تنوي الحمل فتوصى ببعض الأطعمة المفيدة للجنين من نواحٍ عدة، ومهم جداً الأطعمة التي تساعد على مولود يكون على مستوى من الذكاء».

ويتابع «فالأطعمة الصحية التي تحتوي على البروتين والألياف والدهون الصحية بالخصوص الأوميغا 3 المتوفرة في الأسماك والمكسرات».

وذكر أنه «لا أعتقد هناك مسئول بحد ذاته أكثر من الوالدين، بحيث لو تربى الطفل على الطعام الصحي وتم تثقيفه بشكل جيد حول الأطعمة لكانت كل خياراته المتاحة صحية أو الأقرب للصحة».

وقال «(الكافتيريات) في المدارس لا توفر في معظم الأحيان الأطعمة الصحية والمفيدة، إذ أكثر الأطعمة هي الخبز الأبيض والشاورما والطعمية المقلية والكبدة وغيرها...، ولا توجد لدينا توعية صحية مستمرة أو دورات تثقيفية».

وشدد رجب «على أن تقوم الجهات المعنية سواء وزارة الصحة أو وزارة التربية بالتواصل على أكبر قدر ممكن مع الأخصائيين والمدربين أو مع إدارة تعزيز الصحة لتقديم المشورة وتطوير جودة الأغذية المتوفرة، فلا يكفي أن تكون الأطعمة طازجة بقدر أن تكون في المقام الأول صحية ومفيدة».

وقال «كما أن نشر الثقافة الصحية والتغذية على أقل تقدير، حيث توجيه الطفل وتثقيفه، سيساهم في حد ذاته في إدراكه نحو هذا الخطر وهو السمنة التي تصنف حالياً على أنها مرض وليست مجرد زيادة وزن».

وتابع «الأطفال وحتى نحن نتأثر بمن حولنا، فالطفل يأكل مثل أصدقائه ولا يقبل بأقل منهم أو أن يحضر الطعام من المنزل. مثل بسيط ابني قبل دخول الروضة لا يأكل الآيس كريم، ولكن بعد دخوله الروضة أصبح يتناول الآيس كريم والحلويات وكل ما هو غير صحي ولكننا حرصنا قدر الإمكان على تحضير وجبات صحية والتقليل من المنتجات والوجبات الضارة».

وأضاف «الطفل يحتاج للإرشاد والتوجيه، فمحاولة تقليل الضرر أفضل حل وهي محاولة تقليل المشروبات الغازية، كمثال تحاول إيصال الفكرة على أنها ضارة ولا تفيد الجسم وبذلك إما تقلل منها مرة أسبوعياً أو الامتناع عنها نهائياً، وينطبق المثال على باقي الأطعمة غير الصحية».

وعن اختلاف السمنة بين الطفل والبالغ، قال رجب «لا يوجد اختلاف بين السمنة عند الطفل والسمنة عند البالغ، فكلاهما معرض لمثل هذه المخاطر. ومن الأمراض المتوقعة للأطفال المصابين بالسمنة المفرطة هي السكر، ضغط الدم المرتفع، الكوليسترول والسرطان وغيرها من الأمراض المنتشرة».

وللطلبة رأي

الطالب علي حسنين، يقول «إن الوجبات التي تقدم في المدارس لا ترضي الطلاب بحيث يقوم الأغلبية بشراء وجبات من المطاعم القريبة من المدرسة، كما أن ما تقدمه المدارس هي وجبات مكررة».

الطالب صادق جعفر، يقول «أعاني من السمنة وأنا في سن مراهقتي وذلك يرجع الأمر إلى عدم وجود الوعي الصحي لدي في الطفولة، بحيث كنت أفطر دائماً على الحلويات و «الأجباس» وتفتقر وجبتي إلى البروتينات والفيتامينات والدهون الصحية».

فاطمة يوسف وهي أم، تقول «أحرص دائماً على تجهيز فطور أبنائي وذلك تفادياً لاقتنائهم من كافتيريا المدرسة، والسبب يرجع لإصابة أحد أبنائي بالتسمم».

وتضيف «اتضح بعد الفحوصات من التسمم هو تناول ابني لفطيرة من المدرسة، ومن ذلك الحين أتجنب إعطاء أبنائي مبلغاً مادياً وإنما أقوم بتجهيز لهم وجبة صحية متكاملة بالخصوص إن أبنائي في المرحلة الابتدائية، وفي هذا السن تؤثر التغذية تأثيراً كبيراً على بناء أجسامهم وينجرون دائماً للحلويات وما شابه، فأسعى للتقليل من الإصابة بالسمنة في هذا العمر».

زهراء عباس، وهي أم، تقول «أكون حريصة على تفاصيل حياة أبنائي، ومن ناحية التغذية فأنا شديدة الحرص على أن يحصل أبنائي على التغذية الصحية المتكاملة، كما أتفادى لجوءهم إلى الوجبات المتوفرة خارج المنزل كالمدرسة مثلاً، حيث يتم تحضير وجبات غير صحية ومسببة في أغلب الأوقات إلى أمراض وحالات تسمم، حيث يُجهل مصدر الأطعمة المقدمة في المدرسة ولا يعلم أحد ما إذا كانت صالحة للأكل وغير ضارة».

خلاصة التحقيق، إن من الطفولة لابد أن نحمي أنفسنا وأطفالنا من السمنة حتى نضمن مستقبلاً صحياً خالياً من الأمراض.

زهرة يعقوب
زهرة يعقوب
عادل رجب
عادل رجب

العدد 5018 - الخميس 02 يونيو 2016م الموافق 26 شعبان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً