العدد 5024 - الأربعاء 08 يونيو 2016م الموافق 03 رمضان 1437هـ

كأس أوروبا 2016: بوغبا الأكثر نضجا ورقة رابحة في صفوف فرنسا

سيكون لاعب الوسط الدولي الفرنسي بول بوغبا الذي بات أكثر نضجا بعد تراكم الخبرات، ورقة رابحة في صفوف المنتخب الفرنسي لكرة القدم الساعي إلى إحراز لقبه القاري الثالث ومعادلة الرقم القياسي المسجل باسم ألمانيا واسبانيا.

وبات بوغبا جاهزا لحمل المنتخب الوطني على أكتافه في البطولة القارية التي تستضيفها بلاده اعتبارا من الغد.

وبوغبا ليس غريبا على تحمل المسئولية، إذ كان قائدا لمنتخب بلاده تحت 20 سنة عندما توج بطلا للعالم في هذه الفئة العمرية في تركيا العام 2013، ومنذ ذلك الانجاز يعتبره النقاد مستقبل المنتخب الفرنسي.

وصفه مدرب منتخب فرنسا ديدييه ديشان باللاعب الذي يملك كل شيء، لكن مسيرته الدولية شهدت صعودا وهبوطا وتحديدا في كأس العالم الأخيرة في البرازيل 2014 إذ اظهر قلة نضج.

فقد وجهت إليه الانتقادات اثر ركله احد منافسيه وتحديدا لاعب وسط هندوراس ويلسون بالاسيوس في مستهل مشوار فريقه في العرس الكروي وقد طالبه مدربه بإظهار "سيطرة أكبر" على أعصابه.

وجدد ديشان الثقة به في مواجهة نيجيريا وكان اللاعب الذي يلقب بـ"الإخطبوط"، على الموعد لأنه اجبر حارس نيجيريا على التصدي لكرة قوية سددها في الشوط الأول قبل أن يفتتح التسجيل لفريقه بكرة رأسية في الدقيقة 79 ليريح أعصاب زملائه وأنصار المنتخب الفرنسي على حد سواء.

كما أن بوغبا طرد خلال مباراة منتخب تحت 20 عاما ضد اسبانيا في الدور الأول من كأس العالم للشباب عام 2013 قبل أن يتخطى هذا الأمر ويقود فريقه إلى اللقب العالمي.

لكن الخبرة التي راكمها بوغبا على مدى السنوات الأخيرة وتحديدا في صفوف يوفنتوس، جعلته أكثر نضجا عشية خوضه البطولة القارية والمباراة الافتتاحية ضد رومانيا.

وبدأ عشق لاعب الوسط بوغبا للكرة حين كان في السادسة من عمره إذ لعب مع رواسي-او-بري (1999-2006) قبل الانتقال في الفرق العمرية لتورسي (2006-2007) ولوهافر (2007-2009) ثم عملاق "اولدترافورد" (من 2009 حتى 2011 مع الفريق الرديف و2011-2012 مع الفريق الأول).

لا شك في أن مانشستر يونايتد الانجليزي ندم على التفريط ببوغبا إلى يوفنتوس العام 2012 دون مقابل، لأنه تألق في الملاعب الايطالية وفرض نفسه أساسيا في تشكيلة المدرب السابق انطونيو كونتي أولا ثم ماسيميليانتو اليغري في الموسمين الأخيرين وساهم في قيادة "بيانكونيري" للقب الدوري المحلي في المواسم الأربعة الأخيرة.

وما يميز بوغبا عن غيره من النجوم الواعدين هو استعداده للقتال من اجل زملائه والفريق، كما يدرك تماما انه لم يصل حتى الآن إلى مصاف اللاعبين الكبار مثل الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو أو حتى مواطنه فرانك ريبيري الذي اعتزل دوليا.

ويعترف بوغبا بأنه يتعين عليه بذل المزيد من الجهود ليصل إلى مصاف الكبار ويقول "يجب أن أجيد توقيت صعودي (إلى منطقة الخصم) بشكل أفضل"، مضيفا "يجب أن أهاجم وان أدافع، لكن الأهم هو أن انتبه لطريقة لعبي. أنا لست متحررا في المنتخب بالقدر الذي أنا عليه مع فريقي".

ويتميز بوغبا بلياقته البدنية الهائلة وتقنياته العالية وقراءته الجيدة للعب وتسديداته القوية. فبعد قيادته منتخب فرنسا تحت 17 سنة وتحت 18 سنة وتحت 19 سنة وتحت 20 سنة، أصبح اليوم نجم جيله، ويقول عنه أول مدربيه غايل ماهي "بوغبا موهبة استثنائية ولديه قوة بدنية وذهنية هائلة، كما يمتلك تقنيات نادرة وأسلوبا متميزا. إذا التزم بالثبات والصبر والجدية سيصل حتما إلى القمة".

ولدى وصوله إلى يوفنتوس العام 2012، كان الفرنسي-الغيني الذي اختار شقيقاه اللعب مع غينيا، بديلا للثلاثي الأساسي اندريا بيرلو وكلاوديو ماركيزيو والتشيلي ارتورو فيدال لكنه مع ذلك لعب 27 مباراة في الدوري خلال موسمه الأول واقتنع مدربه كونتي بعد ذلك بأنه من الصعب التخلي عن هذا اللاعب الذي فاز في تلك الفترة بكأس العالم تحت 20 سنة وحصل على جائزة أفضل لاعب في البطولة.

وكان ديشان منحه قبل ذلك فرصة اللعب مع منتخب الكبار في مارس/ آذار 2013 ومنذ ذلك الحين لم يستغن أبدا عن خدماته.

ويأمل ديشان أن يكون بوغبا بيضة القبان في المنتخب وان يقوده إلى اللقب القاري كما فعل مع منتخب تحت 20 سنة العام الماضي.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً