أثار حضور مجلس استشاري الأمراض التناسلية والكلى محمد حسن الدرازي موضوع الحاجة الملحة لتطوير الخدمات الطبية، ولاسيما في مستشفى السلمانية الطبي، وذلك بعد بروز ملامح كثيرة تشير إلى أن المؤسسة الصحية في البحرين حققت خلال السنوات الثلاثين الماضية تطوراً كبيراً لكنها بدأت تتراجع بحسب تقييم المرضى والمراجعين.

ومن واقع تجربة طويلة في القطاع الصحي، قال الوكيل المساعد للمستشفيات (سابقًا) عبدالرحمن بوعلي إن الأطباء البحرينيين سواء من عملوا في القطاع الإداري الصحي أو في الرعاية الصحية الأولية والثانوية كان لهم الفضل في إحداث نقلة نوعية في مستوى الأداء، وهذا نتاج عمل مشترك بين الإدارات العليا وسائر الأقسام والتخصصات، حتى أن الأطباء والإداريين المتميزين كانوا يحظون بالدعم من ديوان الوزارة ومن الوزراء الذين تعاقبوا على هذا القطاع، وبالطبع، حين يتم الاستغناء عن بعضهم لبلوغ سن التقاعد فهذا أمر غير منطقي! لماذا؟ لأن الطبيب في هذه المرحلة العمرية يكون قد اكتسب الكثير من الخبرات المتراكمة في مجال تخصصه وبالخصوص بالنسبة للجراحين.

ومن جانبه، رأى الطبيب محمد حسن الدرازي أن العديد من الأطباء البحرينيين، وأنا منهم، على استعداد للعمل بواقع يومين في مجمع السلمانية الطبي، وكذلك المساهمة في إجراء العمليات واستقبال المرضى، إلا أن القطاع الطبي، وأقولها بصراحة، في حاجة إلى إعادة بناء وتأهيل، والأهم في ذلك كله، وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، أي أن يكون الأطباء البحرينيون والإداريون ذوو الخبرة والدراية والمعرفة والقدرة على التطوير هم في المناصب العليا، لا أن يتم الاستعانة بمن هم دون ذلك سواء من البحرينيين أم غير البحرينيين.

وبالنسبة للعديد من الآراء، فإن القطاع الصحي في البحرين الذي حقق قفزات نوعية منذ الأربعينيات حتى الألفية الجديدة بدأ يتراجع، ومستشفى السلمانية الذي كان يضم خيرة الأطباء والإداريين بدأ يعاني من الأخطاء والإهمال وهذا الكلام الصريح يلزم أن يصل إلى المسئولين لإعادة النظر بكل صراحة وشفافية في وضع المستشفى، وبناء التخطيط على تقييم واقعي بالاستعانة بالأطباء البحرينيين ذوي الخبرة.