العدد 5030 - الثلثاء 14 يونيو 2016م الموافق 09 رمضان 1437هـ

الروايات العربية تترجم تفاصيلها أحداث درامية وتثير الجدل

تختار المسلسلات العربية والخليجية هذا العام سيناريو أحداثها من واقع روايات كتبها كبار الكتاب، وحظيت بقراءة عشاق الروايات العربية، وكان التوجه الفني لتصوير مشاهد تلك الروايات بأداء ممثلين، ووضع لمسات المخرج عليها، وتمكين القارئ من رؤية شخوص وأحداث الرواية بعد تحويلها إلى واقع ملموس، ويتزايد الجدل حول هذه الأعمال هل ستتيح الفرصة لوصولها لعدد أكبر، فالرواية ليست إلا حكرا على محبي القراءة، ولكن العمل الدرامي قد يحظى بمتابعة لشريحة أكبر من الجمهور، وله جوانبه الإيجابية من النواحي الفنية، فيما يعارض آخرون ذلك، لا سيما أن روح الرواية قد تطغى بجماليتها من حيث تنمية خيال القارئ وتعايشه مع تلك التفاصيل الدقيقة التي ترسمها مخيلة كل شخص بطريقته المختلفة، ويبقى رأي الفن والأدب مختلفا في هذا الجانب، فالتشارك بينهما قد يشكل نوعا من التكاملية والانتشار، وثبات أثرها في أذهان الكثير، حسبما نقلت صحيفة "عمان" العمانية.

ساق البامبو

يتناول مسلسل «ساق البامبو» رواية الكاتب الكويتي سعود السنعوسي والتي حصلت على جائزة البوكر عام 2013، ليجمل تفاصيلها بإخراجه الفني محمد القفاص صاحب التجارب الطويلة والناجحة في إخراج المسلسلات الخليجية، وكتب سيناريو العمل رامي عبدالرزاق، بمشاركة نجوم من الخليج أهمهم الفنانة الكويتية القديرة سعاد عبدالله، وعبدالمحسن النمر، وجاسم النبهان، وشجون الهاجري، وفاطمة الصفي، وفيصل العميري، وريم أرحمة، ومرام، وفرح الصراف وغيرهم، كما يشارك في العمل الممثل الكوري وون هو تشونغ، والممثلة الفلبينية ماريا مرسيدس كابرال.

المسلسل بدأ حلقته الأولى بحياة الأسرة الفلبينية التي تعاني شظف العيش، وترسل الابنة الصغرى للعمل في إحدى الدول الخليجية، هربا من والدها المتغطرس والذي يستمر في طلب المال وينفقها في مصارعة الديكة، وهو من تسبب في إرسال الابنة الأكبر لتعمل في المقاهي الليلية، وكانت وجهة الأصغر «جوزفين» لتعمل في منزل عائلة عيسى الطاروف في الكويت.

تفاصيل المسلسل

دارت الأحداث في بدايتها حول «راشد» الابن الأكبر والوحيد لعائلة الطاروف، إلى جانب أخواته الثلاث «نورية»، و«عواطف»، و«هند»، ووالدتهم «غنيمة» ذات السلطة والقوة، والمحافظة على سيط عائلة الطاروف ذات العراقة الأسرية، وهي التي تسببت في إبعاد «راشد» من زواجه بفتاة كان يحبها اسمها «هبة»، وهو ما جعله يلجأ للزواج من الخادمة «جوزافين» والتي أحبها دون علم أهله، واكتشفت الأسرة بعد مضي فترة بسيطة حملها بجنين هو ما استدعى من «غنيمة» أن تطرد راشد وجوزافين من المنزل، وأرسل راشد زوجته مع طفلها بعد أن أنجبته ورفضته «غنيمة» رغم أنه كان ذكرا وسيحمل اسم عائلة الطاروف، فهذا الطفل يشكل عارا على الطبقة الغنية، ويؤثر في صيت العائلة.

عاش طفل «جوزافين» برفقتها في مانيلا وحمل الاسم العربي «عيسى» والاسم الفلبيني «هوزيه»، ونشأ في حياة مليئة بالفقر، متأملا العودة إلى موطن والده، ليعود ذات يوم بمساعدة صديق والده «غسان» محاولا الدخول إلى منزل والده والتعرف على أسرته، ويبدأ الصراع بينه وبين جدته «غنيمة» وعماته، ليكون بعضهم رافضا والآخر متقبلا عودته، لا سيما أن ملامح وجهه ومظهره لا يمت لوالده، بل هو شبيه بوالدته الفلبينية، ولكن المفاجأة أن «راشد» غادر المنزل للمشاركة في حرب العراق ولم يعد، وكان قبل رحيله قد تزوج ورحل عن زوجته وهي حامل بطفلته «خولة»، لتنشأ التحديات الأسرية والشتات بين المبادئ والإنسانية والقرابة، وبين اسم العائلة وصيتها وسمعتها.

المسلسل حتى حلقته السابعة لم يثبت موت «راشد» والذي كان مثبتا في أحداث الرواية، كما يبدو أن كاتب السيناريو حاول اختزال الكثير من التفاصيل المكتوبة في الرواية ليتناسب عرض القصة كاملة في المسلسل الذي لا تتجاوز عدد حلقاته الثلاثين حلقة، ولكن يبقى السؤال الذي يحتاج إلى إجابة هل سيلاقي المسلسل نجاحا كالذي حظيت به الرواية لا سيما على جانب إرضاء ومتابعة الجمهور؟ ولعل التفاصيل العالقة في أذهان الكثير من قراء رواية ساق البامبو، ستعلق كذلك في أذهان محبي الدراما الخليجية.

أفراح القبة

ويعيد المسلسل المصري «أفراح القبة» رواية نجيب محفوظ التي نشرت عام 1987، ليستعيد الجمهور من خلال المسلسل تفاصيل الرواية التي كانت الأعلى في القائمة الأدبية، حيث تكتب سيناريو العمل نشوى زايد، ويخرجه محمد ياسين، ويشارك في أداء الأدوار الفنان السوري جمال سليمان في دور سرحان الهلالي، ومنى زكي في دور تحية عبده، وسوسن بدر في دور والدة تحية، وصبا مبارك في دور درية، وسيد رجب في دور عبده، وصابرين في دور حليمة الكبش، وإياد النصار في دور طارق رمضان وغيرهم.

تدور أحداث المسلسل في حقبة السبعينيات، حيث فرقة الهلالي المسرحية تستعد لتمثيل عمل مسرحي جديد، يجتمع سرحان الهلالي إلى جانب الممثلين طارق رمضان ودرية بالإضافة إلى سالم العجرودي وفؤاد شلبي، ولكن المفاجأة كانت أن المسرحية تحكي أحداثا واقعية للحياة الشخصية للممثلين، وهو ما يجعل طارق يستثير غضبا ويرفض التمثيل في المسرحية، لا سيما أنها تحكي قصة وفاة الممثلة تحية عبده والتي هي زوجة مؤلف المسرحية عباس كرم يونس، وهي الحبيبة السابقة لطارق، ورغم الشجار بين طارق وعباس إلا أن المسرحية بدأت بروفاتها، ومن خلال ذلك عادت الأحداث إلى الوراء حيث بدأت تحية بدخول مسرح الهلالي.

أحداث البداية

تبدأ «تحية» بالتمثيل بديلة عن «درية» في مسرحية «الطريق» المستوحاة من رواية نجيب محفوظ، ويعرض عباس عليها الزواج بعد إعجابه بها، ولكن طارق يتشاجر معه لأنه كان حبيبها رغم أنه لا يفكر بالزواج بها، ومع فارق العمر بين عباس وتحية ورفض والدة عباس لهذا الارتباط، يتزوج الاثنان وتنجب تحية طفلا لعباس، وتشتري له آلة طباعة ليكتب عليها مؤلفاته، ولسبب غامض يقتل عباس زوجته تحية والطفل، ويسرق محتويات خزانة طاقم العمل في مسرح الهلالي ووضعها في خزانة تحية، لتدور التهمة حولهم، ولكن لا تثبت إدانة أي منهم لأنهم كانوا وقتها جميعا في المسرح.

بعد وفاة تحية يمكث عباس على كتابة مسرحية «أفراح القبة» وبعد انقطاعه عن العمل يعود بالمسرحية ويقدمها إلى الهلالي الذي يوافق على تمثيلها وتقديمها للجمهور، ومع بداية العرض تبدأ حلقات المسلسل بالعودة إلى الوراء  لتحكي قصة «تحية» و«عباس» و«طارق»، كما تحكي حقيقة سرقة «حليمة الكبش» الأموال من الخزانة، وتفاصيل كثيرة كانت مخبأة ولكن الكاتب في المسرحية استطاع سرد أحداثها، وكشفت تفاصيلها للجمهور.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 3:04 ص

      بس افراح القبه وااايد فيه اشيا ماتنفع تتطالع في شهر الله

اقرأ ايضاً