العدد 5033 - الجمعة 17 يونيو 2016م الموافق 12 رمضان 1437هـ

المؤثرون الإيجابيون

علي سبكار

رئيس النادي العالمي للإعلام الاجتماعي للشرق الأوسط

بات المؤثرون من نجوم الإعلام الاجتماعي الشباب محط أنظار الجهات الحكومية والخاصة وحتى الأهلية التي تسعى إلى الترويج لنشاطاتها وخدماتها وتمرير رسائلها عبرهم.

ولأن شهر رمضان موسم سنوي للحركة واللقاء والبيع والشراء، فقد بتنا نرى هؤلاء المؤثرين بيننا في المجالس، وفي اللقاءات الرمضانية «الغبقات»، كما نراهم بكثرة في العروض الترويجية الإعلانية، والنصائح الرمضانية، وغيرها.

أنا لا أتحدث هنا عن مشاهير الرياضة والفن والسياسة وغيرها من الذين استثمروا مواقع الإعلام الاجتماعي لزيادة شهرتهم، وإنما عن شباب في مقتبل العمر حققوا شهرتهم أساساً من خلال تلك المواقع.

بعض هؤلاء المؤثرين بارع جداً في فن الطبخ، والآخر منتج أفلام وأغانٍ وطنية، والثالث في الكوميديا، وهكذا، وجميعهم استثمروا مواقع الإعلام الاجتماعي ونجحوا في جذب عشرات ومئات آلاف المتابعين.

وعلى رغم أن هؤلاء المؤثرين في البحرين خليط يعكس مدى تنوع أطياف وشرائح المجتمع البحريني، إلا أنهم يتشاركون جميعاً هدفاً واحداً هو نشر الإيجابية والمعرفة في جو من الكوميديا الهادفة الباعثة على إشاعة الفرح.

البحرين لديها واحد من أعلى معدلات مستخدمي مواقع الإعلام الاجتماعي في العالم، مع بنية تحتية تقنية قوية جداً، لكن، ومن واقع خبراتي المتراكمة وتجربتي الطويلة في مجال الإعلام الاجتماعي، أؤكد أننا بحاجة ماسة لهؤلاء الشباب المؤثرين الواعدين في تمرير رسائل التسامح والألفة بيننا، ودعم محتوى مواقع الإعلام الاجتماعي بكل ما هو إيجابي ونافع ومفيد.

نحن بحاجة إليهم في استخدام شبكات التواصل الاجتماعي بالشكل الأمثل نحو رفع مستوى الوعي بالقضايا التي تمس المجتمع، وتحفيز التفكير الإبداعي لتطوير مختلف القطاعات، وتعزيز مستويات التواصل والإبداع والتأثير، ورفع مستوى التفاعل والتغيير الإيجابي الذي يمكن لوسائل الإعلام الاجتماعي إحداثه في المجتمع، وبما يسهم في الوقت ذاته في زيادة أهمية الاستخدام المبتكر والحضور الفعال والمؤثر على هذه الشبكات.

لقد أصبح المؤثرون في واقعنا اليومي جزءاً من صُنّاع التغيير في مجتمعاتهم، ولابد من التعامل مع هذا الواقع، عبر استخراج طاقات الإبداع واستثمار القدرة على التغيير، وتشكل طاقاتهم قوة مؤثرة تستطيع إحداث تغيير حقيقي وإيجابي في الواقع.

لكني في الوقت نفسه أؤكد على زملائي المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي أهمية أن يكونوا قدوة لغيرهم في حياتهم العملية أيضاً، وليس من خلف شاشات جوالتهم وكومبيوتراتهم فقط، فآخر ما نحتاج إليه هو وجود أشخاص يتقدمون لنا بنصائح فيما هم لا يعملون وفقها، والشاعر العربي يقول: لا تنه عن خلق وتأتى بمثله، عار عليك إذا فعلت عظيم.

نحن في النادي العالمي للإعلام الاجتماعي نبحث دائماً عن هؤلاء المؤثرين في البحرين، ونسعى لدعمهم وتكريمهم، بل وشكرهم، وإننا نعوِّل كثيراً على هؤلاء النجوم المؤثرين في تأدية الرسالة المطلوبة من وسائل الإعلام الاجتماعي، ودورها في عملية التنمية الشاملة وتشجيع الممارسات الإيجابية المفيدة، وأن يكون هؤلاء الرواد والمؤثرون والمتميزون قدوة لباقي أفراد المجتمع كي يحذوا حذوهم ويسيروا على نهجهم في تحمل المسئولية تجاه المجتمع في كل ما يتم نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أشكاله.

إقرأ أيضا لـ "علي سبكار"

العدد 5033 - الجمعة 17 يونيو 2016م الموافق 12 رمضان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً