العدد 5040 - الجمعة 24 يونيو 2016م الموافق 19 رمضان 1437هـ

بالصور... أهالي قرية النوبة يشاركون الإفطار مع عابري السبيل

مع غروب الشمس على قرية النوبة يفرد إبراهيم البسط والحصر بجانب الطريق المؤدي إلى الخرطوم في حين يضع رفاقه أطباق الطعام وأباريق العصير عليها استعداداً للإفطار.

بعد دقائق ينضم إليهم عدد من أهالي القرية الذين تقوم مهمتهم على توقيف السيارات والشاحنات العابرة للطريق السريع بكل وسيلة ممكنة حتى وإن اضطروا للوقوف في منتصف الشارع والتلويح بأذرعهم حتى تقف.

أوقف أحدهم حافلة، فانضم إليه الباقون وتمكنوا من اقناع السائق بالتوقف على جانب الطريق. ثم قال أحدهم لركاب الحافلة "تفضلوا افطروا معنا".

صفت على البسط اطباق من الخضراوات واللحوم والاجبان والزيتون والطماطم وفطائر الذرة البيضاء، وبعض الماء والعصائر.

بعد نحو عشرين دقيقة، يعود المسافرون إلى سياراتهم وحافلاتهم وشاحناتهم لاستئناف رحلتهم شاكرين كرم وضيافة اهل القرية الواقعة على بعد خمسين كيلومترا جنوب الخرطوم.

شهر رمضان هو مناسبة يلتم خلافها شمل العائلات والاصدقاء حول الموائد الرمضانية ولكنها تأخذ في ولاية الجزيرة بعدا آخر.

وليست قرية النوبة سوى مثال على ما تفعله القرى الاخرى المحاذية للطريق السريع الممتد على 160 كلم بين واد مدني، مركز الولاية، والعاصمة، لإجبار السائقين والركاب على التوقف والافطار معهم.

يقول الطبيب إبراهيم عبدالرحيم إن الإفطارات الجماعية هي تقليد قديم. ويضيف "عندما تحل ساعة الافطار نقوم بتوقيف كل السيارات التي تمر بقريتنا ونصر على أن يتناول الركاب والسائقون الطعام معنا".

ويقوم متطوعون بتوزيع الطعام على الرجال في حين تتناول النساء الطعام على بساط منفصل بالقرب منهم.

 

ضيافة لا تخلو من مخاطرة

 

يجازف أهالي القرية المكلفون توقيف السيارات بالتعرض لحادث سير او التسبب بحادث سير إذا لم يلمحهم السائق في الوقت المناسب او انحرف الى جانب الطريق محاولا تفادي الاصطدام بهم.

لكن اهالي القرى يفخرون بهذا التقليد الذي يعتبرونه واجبا يمليه عليهم دينهم الاسلامي وتماشيا مع تقاليد رمضان الذي يعتبر شهراً للخير والرحمة. ويقول ابراهيم "أهالي النوبة معروفون بكرمهم وضيافتهم. انهم يعتقدون ان من واجبهم ان يوقفوا العابرين سواء رغبوا بذلك ام لا... نحن لا ندع مسافراً يمضي جائعا". ويستشهد ابراهيم بحديث للنبي محمد يقول "من أطعم مسلما جائعا أطعمه الله من ثمار الجنة".

يعيش في قرية النوبة نحو عشرة الاف شخص معظمهم من المزارعين والعمال الزراعيين والموظفين الحكوميين.

ولا يمانع الكثير من المسافرين التوقف لتناول الافطار مع اهالي النوبة بعد صيام يزيد عن 15 ساعة في درجات حرارة تتجاوز 45 درجة مئوية.

ويقول المسافر عبدالله آدم الذي تناول افطاره مع باقي المسافرين الى واد مدني "من المعروف عن اهل الجزيرة انهم يوقفون المسافرين في موعد الافطار" معبرا عن فخره لأنه واحد منهم.

ويقول متطوع في العشرين من عمره "نحن نجازف عندما نقف في منتصف الطريق لنوقف العابرين. لكن لا يهم. فأهل الجزيرة معروفون بالكرم".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً