العدد 5043 - الإثنين 27 يونيو 2016م الموافق 22 رمضان 1437هـ

الجيش العراقي يضيّق الخناق على «داعش» غربي الفلوجة

مدنيون فروا من الفلوجة يتلقون مساعدات في أحد المخيمات  - afp
مدنيون فروا من الفلوجة يتلقون مساعدات في أحد المخيمات - afp

سعى الجيش العراقي أمس الإثنين (27 يونيو/ حزيران 2016) إلى القضاء على متشددي تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» المتحصنين في أرض زراعية إلى الغرب من الفلوجة لمنعهم من شن هجوم مضاد على المدينة بعد يوم من إعلان الحكومة النصر على التنظيم المتشدد هناك. وقال ضابط بالجيش يشارك بالعملية إن المدفعية العراقية قصفت أهدافاً بينما ضيقت القوات الخناق على ما يصل إلى 150 متشدداً في مناطق على الضفة الجنوبية لنهر الفرات. ودعمت غارات جوية للتحالف بقيادة الولايات المتحدة العملية.

وجاءت استعادة الحكومة للفلوجة التي تقع على مسافة ساعة بالسيارة غربي العاصمة ضمن حملة أوسع على تنظيم «داعش» الذي سيطر على أجزاء كبيرة من الأراضي في شمال وغرب العراق في العام 2014 لكن قوى مختلفة تتصدى له في الوقت الحالي.

وأعطت استعادة الفلوجة قوة دفع جديدة للحملة لاستعادة الموصل ثاني أكبر مدينة بالعراق التي تعهد رئيس الوزراء حيدر العبادي باستردادها هذا العام.

وقال العقيد أحمد الساعدي: «لديهم خياران إما تسليم أنفسهم أو يقتلون. نريد أن نمنعهم من التقاط أنفاسهم وعدم تمكينهم من استخدام السيارات المفخخة لمهاجمة قواتنا». وأضاف أن التنصت على مكالمات لاسلكية يشير إلى أنهم يعانون من نقص في الذخيرة وتوقع انكسارهم قريباً. وقال مسئولون إن مقاتلي التنظيم أظهروا مقاومة محدودة أمام القوات العراقية داخل الفلوجة في مطلع الشهر الجاري قبل أن يتشتتوا بعدما هجر بعض قادتهم القتال.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الكابتن جيف ديفيس للصحافيين في واشنطن إن تطهير الفلوجة اكتمل وإنها تحت سيطرة الحكومة العراقية على رغم بعض جيوب المقاومة. وأضاف ديفيس «نعرف يقيناً أنه لاتزال هناك تحديات مهمة سيواجهونها مع تقدمهم في تلك المدينة التي تملؤها الشراك الخداعية». وقال وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر في بيان إن عملية الفلوجة مثلت تحدياً مهماً لقوات الأمن العراقية وللتحالف، وإن مهمة الاعتناء بالسكان المشردين من الفلوجة لاتزال تنتظر.

وأضاف «من الأساسي أيضاً إكمال تحقيقات الحكومة العراقية للتعامل مع مزاعم عن إساءات للمدنيين». وأدهش التقدم السريع للجيش العراقي العديد من المراقبين الذين توقعوا معركة طويلة على الفلوجة معقل المسلحين ومسرح مجموعة من أعنف المعارك في الاحتلال الأميركي للعراق التي وقعت في العام 2004 ضد «القاعدة».

وتتوزع السيطرة على الفلوجة بين الجيش والقوات الخاصة لمكافحة الإرهاب والشرطة. وينتشر أيضاً داخل المدينة بعض المقاتلين المنتمين لفصائل «الحشد الشعبي» الذين يسيطرون على مناطق على أطراف المدينة منذ شهور.

وقال مصدر عسكري إنه يتوقع أن يسيطر الجيش والشرطة المحلية على المدينة في الأيام المقبلة.

وأغلب الأحياء الوسطى في الفلوجة التي كانت في يناير/ كانون الثاني 2014 أول مدينة تسقط في قبضة «داعش» هادئة أمس بينما بدأت عمليات إزالة القنابل على الطرق وفي الأبنية.

وقالت مصادر عسكرية إن التنظيم زرع ألغاماً كثيرة في المدينة وإنه ليس من السهل تقييم نطاق الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والممتلكات. وأضرمت النيران في العشرات من المباني، وهو الأمر الذي ألقت القوات الحكومية باللائمة فيه على المتشددين الفارِّين على رغم أنه لم يتسنَّ التحقق من رواياتهم.

العدد 5043 - الإثنين 27 يونيو 2016م الموافق 22 رمضان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً