العدد 5043 - الإثنين 27 يونيو 2016م الموافق 22 رمضان 1437هـ

كأس أوروبا 2016: ربع النهائي يعد بتشويق أكبر مع ضيفة غير اعتيادية

ستبقى نهائيات كأس أوروبا 2016 محفورة في ذهن الشعب الأيسلندي: منتخب كرة القدم في باكورة مشاركاته القارية يتخطى الدور الأول، ثم يقصي العملاقة انجلترا ويضرب موعدا مع فرنسا المضيفة في ربع النهائي.

لا تبدو باقي المواجهات جاذبة جدا باستثناء لقاء العملاقين الألماني والايطالي، فبعد خروج اسبانيا وانجلترا وكرواتيا، ضربت بلجيكا موعدا مع ويلز والبرتغال مع بولندا.

بعد يومي راحة الثلثاء والأربعاء، سيمتد ربع النهائي بين الخميس والأحد المقبلين.

لا يمكن اختصار المنتخبات المتأهلة بنجومها، لكن في الأولى يلتقي كريستيانو رونالدو البرتغال مع روبرت ليفاندوفسكي بولندا، وفي الثانية ادين هازار بلجيكا مع غاريث بايل ويلز.

وفي الثالثة، يقود الحارس العملاق جانلويجي بوفون ايطاليا أمام الألماني توماس مولر ورفاقه، فيما يتوعد انطوان غريزمان منقذ فرنسا في ثمن النهائي أمام ايرلندا، الضيف الأيسلندي الخارق ومهاجمه كولبين سيغثورسون.

يمتلك سيغثورسون، اللاعب رقم 9 في منتخب الفايكينغ، وجها طفوليا، لكنه دمر طموحات الانكليز في نيس مساء الاثنين (2-1)، وتسبب باستقالة مدرب "الأسود الثلاثة" روي هوجسون بعد المباراة مباشرة.

قال مدافع أيسلندا كاري ارناسون: "لقد أذهلنا العالم"، اثر زلزال جديد ضرب بريطانيا بعد يومين على تصويت الخروج من الاتحاد الأوروبي.

لم يتوقع مدرب فرنسا ديدييه ديشان أن يواجه أيسلندا في ربع النهائي الأحد على ملعب "استاد دو فرانس" في ضاحية سان دوني الباريسية.

لكن بعد صدمة الثلثاء، لن يستهين لاعبوه بفريق الجزيرة الشمالية الصغرى البالغ عدد سكانها 330 ألف نسمة، خصوصا بعد تخلفهم بهدف أمام ايرلندا وانتظارهم لمحتين ماهرتين من غريزمان في غضون ثلاث دقائق لقلب النتيجة.

يقول المدافع الأيسلندي راغنار سيغوردسون صاحب هدف التعادل في الدقيقة السادسة من مباراة انجلترا: "فرنسا؟ انتظر مواجهة فريق جيد، مشابه لانكلترا ربما. لم تقدم فرنسا بعد أفضل مستوياتها. يجب أن نهاجم أكثر".

نجاح أيسلندا الباهر يزيد من فداحة تصريحات البرتغالي رونالدو، الذي اعتبر بعد تعادله معها 1-1 في الدور الأول أنها لا تجيد سوى الدفاع ووصف لاعبيها بأصحاب "العقلية الضيقة" الذين لن يحققوا شيئا في البطولة ما فتح عليه نيران الانتقادات.

لكن رونالدو والبرتغال أبعدتهم القرعة عن أيسلندا و"شرها" في الأدوار الاقصائية، إذ تستعد البرتغال بعد تخطيها المفاجئ نوعا ما لكرواتيا، لمواجهة بولندا التي بلغت ربع النهائي لأول مرة في تاريخها على حساب سويسرا بركلات الترجيح.

ألمانيا والعقدة الايطالية - لم تبتسم البطولات الكبرى أبدا لألمانيا في مواجهة ايطاليا، وهي تنوي حل هذه العقدة السبت في بوردو.

في كأس العالم، فاز الطليان 4-3 في نصف نهائي 1970 في مباراة مشهودة، و3-1 في نهائي 1982 عندما أحرزت ايطاليا لقبها الثالث ثم 2-صفر في نصف نهائي 2006 على الأراضي الألمانية في طريقها إلى اللقب الرابع. وفي نصف نهائي النسخة الأخيرة من كأس أوروبا فاز الطليان 2-1 بهدفي ماريو بالوتيلي.

لم يسبق لألمانيا، بطلة العالم في 2014، إن تفوقت على ايطاليا في مسابقة كبرى، وقد خسرت أمامها 15 مرة في مجمل مواجهاتهما في 33 مباراة وفازت 8 مرات فقط.

ايطاليا المتهمة دوما بتقدم لاعبيها في السن، خصوصا خطها الخلفي مع الحارس جانلويجي بوفون (38 عاما)، وثلاثي الدفاع المرعب جورجيو كييليني (31 عاما) واندريا بارزالي (35 عاما) وليوناردو بونوتشي (29 عاما)، وضعت حدا للحقبة اسبانية ذهبية وأقصت حاملة اللقب بهدفي كييليني وغراتسيانو بيليه.

بعد توسيع عدد المشاركين إلى 24، شهد الدور ثمن النهائي مشاركة بعض الوجوه غير الاعتيادية على غرار بولندا وسويسرا وايرلندا الشمالية والمجر وأيسلندا وجمهورية ايرلندا وسلوفاكيا، لكن بحال حققت المنتخبات الكبرى انتصارات في ربع النهائي، قد يشهد المربع الأخير مواجهتين ناريتين بين ألمانيا وفرنسا أو ايطاليا وفرنسا وبلجيكا مع البرتغال.

يطمح رونالدو إلى مواصلة مفاجآت "سيليساو" وتسجيل هدفه التاسع في أربعة نهائيات ليعادل الرقم القياسي للفرنسي ميشال بلاتيني (سجلها كلها في 1984).

لكن مباراة مرسيليا الخميس لن تبدو سهلة أمام بولندا الطامحة وصاحبة دفاع قوي إذ لم تهتز شباكها سوى مرة واحدة في أربع مباريات، ولو أن نجمها الأول روبرت ليفاندوفسكي لم يعرف بعد طريق الشباك.

أما ويلز، فتحلم بيوم جيد لهدافها وملهمها غاريث بيل الذي نقل موسمه الرائع مع ريال مدريد الاسباني إلى المنتخب الويلزي طري العود في المسابقة القارية، والذي تخطى ايرلندا الشمالية بصعوبة في الدور الثاني بهدف عكسي.

لكن مشوار "التنانين" سيصطدم بـ"شياطين" بلجيكا صاحبة أفضل ترسانة على الورق والباحثة عن لعب جماعي يقودها إلى لقب أول في البطولات الكبرى.

الجمعة في ليل، سيحتشد البلجيكيون على مقربة من حدودهم، إذ احترف نجمهم الأول هازار لخمس سنوات مع الفريق الشمالي قبل انتقاله إلى تشلسي الانجليزي.

تطمح بلجيكا بعرض هجومي ناري على غرار الفوز الساحق على المجر 4-صفر، إذ أصبح رجال المدرب مارك فيلموتس أول من يسجل أربعة أهداف في مباراة واحدة في هذه النهائيات.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً