العدد 5046 - الخميس 30 يونيو 2016م الموافق 25 رمضان 1437هـ

حياتك زائفة بائسة

أنت الذي تعرفه هذا ليس سوى ما جمعته من أوهام ورغبات وأحلام وضعتها فوق بعضها، أنت الذي تعرفه هذا واهماً باهتاً، كما هو زيف ووهم حياتك. حياتك التي أصبحت سراباً توحي لك أنها هناك؛ لكنك حين تصل هناك لا تجد شيئاً سوى السراب وحده مع خيالاتك ورغباتك التي حالما تبلغ السراب تعود لتصور نفسها حقيقة من جديد في مكان بعيد في الأفق البعيد أيضاً هناك، وأنت ستطاردها من جديد، لكنك لن تصل، ليس بإمكانك أن تصل؛ لأن ما تحاول الوصول إليه غير موجود أصلا.

كلما تحركت في اتجاه الأشياء التي تحويها حياتك، ابتعدتَّ عن نفسك، وكلما ابتعدتَّ عن نفسك،أصبحت عن الحقيقة بعيداً، فالحقيقة تسكن في الذي بداخلك، أما العالم الذي أنت تعتقد أنك تعيش فيه فهو كذبة كبرى.

حين يقع القناع الذي تخفي وجهك خلفه كما ورقة شجرة صفراء، ستتبخر وتتلاشى، وكأنك ما كنت موجوداً؛ لأنه ومتى ما سقطت هذه الوجوه المزيفة، ستظهر للوجود ذاتك الحقيقية، ذاتك الحقيقية التي كنت أنت مشغول عنها بكل ما تقوم به وجميع ما تقول، فأنت لم تترك لذاتك مساحة تظهر نفسها عليها، ذاتك التي كانت تنتظر وتنتظر وأنت عنها كنت غافلاً مشغولاً.

علي العرادي

العدد 5046 - الخميس 30 يونيو 2016م الموافق 25 رمضان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً