العدد 5050 - الإثنين 04 يوليو 2016م الموافق 29 رمضان 1437هـ

استطلاع «كي بي إم جي»: تفاؤل الرؤساء التنفيذيين قائم على التكنولوجيا والسرعة والموهبة

جمال فخرو
جمال فخرو

نشرت شركة كي بي إم جي الدولية استطلاع التوقّعات المستقبلية للرؤساء التنفيذيين حول العالم، للعام 2016، الذي يشير إلى تفاؤل الرؤساء التنفيذيين بقدرتهم على تحقيق أهدافهم بنجاح في ظل المشهد الاقتصادي، على الرغم من تيقّنهم بأنّ الأعوام القليلة القادمة تحمل في طيّاتها تحدّيات لا محالة. يتوقّع 72 في المئة من الرؤساء التنفيذيين أن تكون الأعوام الثلاثة القادمة أكثر خطورةً وتحدياً على مجالات أعمالهم من الأعوام الخمسين التي مضت، غير أنّهم واثقون من قدرة شركاتهم على تحقيق معدّلات النمو المنشودة.

إلى ذلك، أوضح الرؤساء التنفيذيون بمعدّل 4 من أصل 10 أنّ توقعاتهم بالنمو هي نتيجةً لرهانهم على التحوّل الكبير الذي ستشهده نماذجهم التشغيلية على مدى الأعوام الثلاثة القادمة، وهو ارتفاع بنسبة 12 في المئة مقارنةً مع استطلاع العام الماضي.

في هذا الإطار، يرى الشريك التنفيذي في شركة كي بي إم جي في البحرين جمال فخرو أن هذا التفاؤل يمكن لمسه في مملكة البحرين كذلك، فيقول: «عندما ألتقي بالرؤساء التنفيذيين وبقادة الأعمال، غالباً ما يكون موضوع مستقبل أعمالهم ومستقبل الاقتصاد على رأس جدول أعمالهم. شهدنا في الفترة الأخيرة تقلّبات في الأسواق المحلّية نتيجةً لأسعار النفط المنخفضة، بيد أنّه من الجلّي أن تتخذ الشركات في البحرين خطوات تقي أعمالها من أي اضطرابات مستقبلية واعتمادها نماذج أعمال تحرص على استدامتها».

أهمّ المقتطفات من دراسة التوقّعات المستقبلية للرؤساء التنفيذيين حول العالم التي أجرتها شركة كي بي إم جي للعام 2016. تقدّم دراسة التوقّعات المستقبلية للرؤساء التنفيذيين حول العالم التي أجرتها شركة كي بي إم جي للعام 2016، صورةً عن توقّعات الرؤساء التنفيذيين لنمو أعمالهم، والتحدّيات التي يواجهونها، إضافةً إلى الإستراتيجيات التي سيعتمدونها على مدى الأعوام الثلاثة القادمة لتحقيق النجاحات المنشودة.

وتتمثل أهم النتائج الرئيسية التي تمّ استخلاصها في أن الغالبية العظمى من الرؤساء التنفيذيين على ثقة بالنمو المستقبلي، إذ يبدي 89 في المئة منهم ثقتهم بنمو شركاتهم، و86 في المئة منهم يبدون ثقتهم بنمو دولتهم، كما يشير 85 في المئة منهم إلى ثقتهم بنمو مجال عملهم، فيما يشير 80 في المئة إلى ثقتهم بالنظام الاقتصادي العالمي.

إلى ذلك، يقدّر نصف الرؤساء التنفيذيين (48 في المئة) أن إجمالي نمو الأرباح على مدى الأعوام الثلاثة القادمة سيكون بين 2 و5 في المئة.

ويتوقّع الرؤساء التنفيذيون أن تنجم مصادر النمو الرئيسية عن المنتجات الجديدة (28 في المئة)، والعملاء الجدد (26 في المئة)، والأسواق الجديدة (25 في المئة) إضافةً إلى القنوات الجديدة (22 في المئة).

في السياق عينه يضيف فخرو معلّقاً «على الرغم من التقلّبات المستمرة، يركّز الرؤساء التنفيذيون في البحرين وحول العالم على تطوير أعمالهم ونموها. إذ إننا نرى عدداً أكبر من الشركات والمنظّمات التي بدأت بتعزيز قدراتها وبتجهيز أعمالها للتكيّف مع المستقبل بكل ما يحمل من تحديات، وذلك من خلال اعتماد عمليات تحوّل كبيرة والاستعانة بالتقنيات المتقدّمة والمواهب المتخصصة».

تبيّن لنا الدراسة التي أجرتها شركة كي بي إم جي الدولية التي شملت حوالي 1,300 رئيس تنفيذي من شركات تعمل في 11 مجالا في 10 دول، أن هؤلاء الرؤساء تساورهم مخاوف بشأن عدد من المسائل الحرجة -التي وفقاً لما أشار البعض منهم، مسائل جديدة لم يصادفوها من قبل في مسيرتهم المهنية.

ومن أهم هذه المخاوف: ولاء العملاء (88 في المئة)، أثر الاقتصاد العالمي على شركتهم في حال تسجيل النمو الاقتصادي العالمي معدّلاً أقلّ من المتوقّع (88 في المئة)، ضيق الوقت الذي قد لا يسمح بالتفكير استراتيجياً بالاضطرابات الحاصلة ومستوى الابتكار اللازم لصون مستقبل الشركة (86 في المئة)، من هذا المنطلق يبدو جليّاً مدى التخوّف من التحدّيات الجديدة وغير المألوفة، وذلك من خلال تغيّر ماهية المخاطر الرئيسية بالنسبة إلى الرؤساء التنفيذيين. على سبيل المثال، احتلت مخاطر الفضاء الإلكتروني المرتبة الأولى في استطلاع العام 2016، فيما لم تكن ضمن المراتب الخمس الأولى في العام 2015. وفي هذا الإطار، يرى 72 في المئة من الرؤساء التنفيذيين أن شركتهم غير مؤهلة بشكل كامل للتصدّي للهجمات الإلكترونية. كما عبّر الرؤساء التنفيذيون عن مخاوفهم على صعيد مستوى تقدّم البيانات والتحليلات في شركاتهم، إلى جانب القدرة على التواصل مع العملاء عبر القنوات الرقمية، فيما يعتبر أقل من ثلثهم (30 في المئة) أنّهم في موقع ريادي حالياً من حيث البيانات والتحليلات.

أما الأولويات الرئيسية بالنسبة إلى الرؤساء التنفيذيين الذين شملهم الاستطلاع على مدى الأعوام الثلاثة القادمة، فتتمثل في: تعزيز الابتكار (21 في المئة)، مستوى أكبر من التركيز على العملاء (19 في المئة)، اعتماد التكنولوجيا القائمة على التغيير والتجديد (18 في المئة)، تنمية المواهب و/أو إدارتها (18 في المئة)، مستوى أكبر من التسويق والترويج للعلامات التجارية والتواصل (17 في المئة). على الرغم من تشكيل عنصر الابتكار أولويةً قصوى بالنسبة إلى بعض الشركات، وعلماً أن 8 من أصل 10 من المشاركين في الاستطلاع (77 في المئة) يقرّون بضرورة شمل الابتكار في استراتيجيات شركاتهم التي يتعيّن أن تمتاز بأهداف واضحة ومحدّدة، غير أنّ أقل من ربع الرؤساء التنفيذيين (23 في المئة) قد أفادوا أن الابتكار يحتل أولوية جدول أعمالهم.

يراهن الرؤساء التنفيذيون على التحوّل والتكنولوجيا والموهبة لتحقيق النجاح المستقبلي.

وبعد، يرى جمال فخرو أن التكنولوجيا تلعب دوراً رئيسياً في دفع عجلة التحوّل في مملكة البحرين «يسعى عملاؤنا بصورة متزايدة إلى اعتماد وتطبيق تحسينات هامّة على مواردهم التكنولوجية الحالية بما يشمل النظم والبرمجيات والأمن. وفي هذا السياق، قمنا في شركة كي بي إم جي في البحرين باستثمارات كبيرة في المواهب على مستوى المجالات الآنفة الذكر، كما أنشأنا مركزاً تكنولوجياً افتراضياً».

أفاد الرؤساء التنفيذيين بأن التكنولوجيا الجديدة عامل ممكّن أساسي لبلوغ التقدّم المنشود وإسراع وتيرته، وقد صرّح 18 في المئة منهم أن اعتماد التكنولوجيا القائمة على التغيير والتجديد من الأولويات القصوى لديهم. كما صرّح الرؤساء التنفيذيون أنّهم سيكرّسون جزءاً كبيراً من الاستثمارات للتكنولوجيا على مدى الأعوام الثلاثة القادمة، إذ يخطط 25 في المئة منهم لزيادة قدرات تحليل البيانات، فيما يخطط 22 في المئة للاستثمار في حلول أمن الفضاء الإلكتروني. إلى ذلك، تعتبر المخاطر التكنولوجية من أهم المسائل التي تشغل الرؤساء التنفيذيين، إذ يحتل أمن الفضاء الإلكتروني (30 في المئة) ومخاطر التكنولوجيا الناشئة (26 في المئة) مركزين من أصل المخاطر الرئيسية الثلاثة التي يتخوّف بشأنها الرؤساء التنفيذيون.

العدد 5050 - الإثنين 04 يوليو 2016م الموافق 29 رمضان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً