الإخوة في سفارة قطر وعلى رأسها سعادة السفير.. مباركٌ عيدكم وعساه من الأعياد السعيدة عليكم جميعاً وعلى قطر الشقيقة، واسمحوا لي في هذا العيد أن أتحدث عن مواطن قطري، ابن قطر، ووالدته البحرينية.

هذا المواطن لم يعش في قطر منذ نعومة أظافره، ولم ينعم بخير هذا البلد الذي تتحدّث عنه الأمم لأسباب إجتماعية، فلقد شاء المولى أن ينفصل الوالدان، ويعيش الابن في كنف الأم البحرينية، التي عانت هي الأخرى الكثير، فهي لا تعمل وليس لها عائل غير الراتب التقاعدي من والدها المتوفى رحمه الله، وحكومة البحرين لم تقصّر مع المطلّقات والحمدلله، وعلى رأسهم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة سمو الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، فلقد احتوت هذا الملف وساعدت المطلّقات والأرامل، وباشرت قضاياهن هي وفريقها ولم تتنازل إلى اليوم.

ولكن يا سعادة سفير قطر الشقيقة والحبيبة على القلوب، هذا ابنكم ويحتاج الى العمل اليوم، ولم يكمل دراسته الثانوية لظروف صعبة مرّت في حياته، ويعيش هو وأمّه في بيت والدها رحمه الله مع ورثة، غرفة صغيرة بحمّام هو والأم، مع انّه أكمل الـ 21 عاماً.

هذا الشاب القطري قدّم أوراقه في كل مكان، لكن مشكلة الهوية، ابن البحرينية لا يُقبل عادة في المؤسسات الحكومية، وإن تمّ قبوله فإنها معجزة؟!

قد يقول قائل لماذا لا يذهب إلى قطر للعمل، والمشكلة هي عندما ينقسم الابن بين الأم والأب، ويكون الابن مع الأم في وطنها، ماذا يصنع؟! حياته كلّها في البحرين، ولا يريد إلا العمل من أجل البقاء والاستقرار، فهل هذا صعب مناله؟!، ونحن واثقون بأنكم لن تقصروا في احتضان ابنكم إذا ما علمتم بظروفه التي يعيشها.

وقضية هذا الشاب ليست الأولى من نوعها في دول الخليج، فهناك بحرينيون في قطر ووالدهم في البحرين، وهناك كويتيون في السعودية ووالدهم في الكويت، وهناك سعوديون في الإمارات ووالدهم في السعودية، أمور متشابكة بسبب الطلاق والانفصال، ويحاول الإخوة في مجلس التعاون والقائمون على القوانين تعديلها بحيث تتلاءم مع من لا يستطيع الذهاب إلى موطنه الأصلي.

أخي سفير دولة قطر الشقيقة، هذه مشكلة إنسانية وتحتاج إلى تقصٍّ وبحث، فالشاب يحتاجكم ويحتاج إلى دعمكم أكثر من السابق، ففي الصغر لم تقصّر الأم، لكنه كبر وله احتياجاته، ومستعد للعمل في أي شيء، حفاظاً على نفسه وأمّه، فإذا كان هناك شاب يريد تعديل نفسه وتقويمها لماذا لا نكون سبّاقين إلى الخير، ولماذا لا نشجّعه ونساعده ونبحث له عن عمل؟!

فلعلّ قبوله عندكم في السفارة أو أي مكان للعمل في البحرين بادرة خير، ندرأ بها شرّ الشباب والفراغ، فلقد قال شاعر العرب أبو العتاهية:

إنّ الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة.

وجمعة مباركة.