العدد 5055 - السبت 09 يوليو 2016م الموافق 04 شوال 1437هـ

سيرينا على وشك دخول التاريخ كأفضل لاعبة بتاريخ التنس

 

أصبحت الأميركية سيرينا وليامس المصنفة أولى في العالم بعد أن احتفظت السبت بلقب فردي السيدات في بطولة ويمبلدون الانجليزية، ثالث البطولات الأربع الكبرى لكرة المضرب، على وشك أن تصبح وهي في سن الخامسة والثلاثين أفضل لاعبة في التاريخ دون منازع.

وهذا أمر طبيعي أن يتوج اللقب السابع في ويمبلدون والثاني والعشرون في بطولات الغراند سلام جهود سيرينا التي تحتفل في 26 سبتمبر/ أيلول بميلادها الخامس والثلاثين، لأنها الأفضل على الدوام منذ نحو 3 عقود من الزمن.

ومنذ أن مسكت المضرب بيدها لأول مرة في سن الرابعة، لم يستطع احد أن ينازعها التفوق إلا شقيقتها الأكبر فينوس مرات قليلة في "غيتو كونتون" الاسود في لوس انجلوس، وذلك لان سيرينا تصغر شقيقتها بنحو 15 شهرا ولا تلفت الأنظار مثل فينوس في تلك الحقبة.

لكن الوالد ريتشارد لم يكن مخدوعا بابنتيه، وعندما عرض عليه احد المدربين الاهتمام بفينوس وهي في سن العاشرة "لكي تصبح مايكل جوردان لدى السيدات" (تيمنا بنجم كرة السلة وفريق شيكاغو بولز سابقا)، رفض الأب وأجاب "كلا، أنا سأهتم بأمر الاثنتين معا".

وكان ريتشارد، المسئول السابق في شركة حراسة، الشخصية المفتاح في مسيرة الشقيقتين منذ صغر سنهما، وقد ولدت في ذهنه فكرة أن يجعل منهما بطلتين قبل مولدهما.

وقرر ريتشارد وليامس بعدما شاهد على التلفزيون قيمة الشيك الذي حصلت عليه بطلة رولان غاروس الفرنسية، أن يصبح مدربا ولو نظريا وليس عمليا من خلال الملاعب، فدرس في الكتب وشاهد أشرطة الفيديو ولم يكن موضع إجماع في عالم كرة المضرب.

وتم اكتشاف الشقيقتين فينوس وسيرينا في سن مبكرة، وتحدثت عنهما صحيفة نيويورك تايمز الشهيرة وهما دون العاشرة، ثم سيطرتا بعد ذلك على اللعبة وكانت سيرينا أول من أحرز لقبا كبيرا وفي بطولة فلاشينغ ميدوز الأميركية العام 1999 قبل أيام من الاحتفال بعيد ميلادها الثامن عشر.

وأصبحت فينوس المصنفة أولى في العالم في 2002 قبل قليل من شقيقتها الأصغر، وانتهت 4 بطولات كبرى من رولان غاروس 2002 إلى استراليا المفتوحة 2003 بمواجهات عائلية بين الشقيقتين، وهذا أمر لم يحصل في التاريخ.

 

فوز بالضربة القاضية

وتدفقت الأموال بسرعة، ووقعت شركات التجهيزات الرياضية معهما عقودا بملايين الدولارات حتى قبل أن تبلغا سن الرشد، وانقلبت رأسا على عقب حياة العائلة المؤلفة من 9 أفراد هم الأم والأب والشقيقتان و5 أولاد للأبوين من زيجات سابقة.

وافترق مسار الشقيقتين لاحقا، فتخصصت فينوس باللعب على أعشاب ويمبلدون وأحرزت اللقب 5 مرات، فيما مددت سيرينا هيمنتها إلى كل أنواع الملاعب بفضل تكتيك خاص: الاستفادة من قدرتها التي لا تقارن على ضرب الكرة بأقوى ما يمكن والفوز بالضربة القاضية، وعدم الدخول في تبادلات طويلة لان وزن عضلاتها قد لا يساعدها على الصمود طويلا.

وتتلخص أسلحة سيرينا في الإرسال القوي الذي تزيد سرعته أحيانا على 200 كلم/ساعة، واللعب باليد اليمنى، والثقة بالنفس، وهي مقتنعة تماما أنها عندما تكون في أعلى مستوى، لا تستطيع لاعبة أخرى إلحاق الهزيمة بها، لكن الأجواء والظروف لا تسمح لها بالتعبير عن نفسها بشكل دائم.

وغابت سيرينا 8 أشهر عن الملاعب في 2003-2004 بعد أن أجريت لها عملية في الركبة، وحتى وان كان عمرها حينذاك 21 عاما، حامت شكوك كبيرة حول إمكانية عودتها إلى الملاعب، فضلا عن اهتمامها واحتكارها في تلك الفترة لفوائد أخرى في عالم الأزياء والدعاية التلفزيونية.

 

مأساة

في العام 2010، أصيبت سيرينا بقطع في قدمها بعد أن مشت على زجاج مكسور، ثم في مارس/ آذار 2011، اكتشف لديها ورم في الرئة كاد يكلفها حياتها.

وهذه المشاكل، إضافة إلى المأساة التي أصابت العائلة في 2003 عندما قتلت أختها غير الشقيقة يتوند بالرصاص في لوس انجلوس، كل ذلك أثار تعاطف الجمهور مع سيرينا خصوصا أن قسما منه تعب من عدم رؤيتها تفوز بالألقاب.

وتملك سيرينا سجلا مخيفا يتضمن 71 لقبا بينها 22 لقبا كبيرا 6 منها في بطولة استراليا المفتوحة و3 في رولان غاروس و7 في ويمبلدون و6 في فلاشينغ ميدوز، فضلا عن حلولها وصيفة 6 مرات في البطولات الأربع الكبرى.

ويتضمن السجل أيضا 5 ألقاب في بطولة الماسترز التي تجمع في نهاية كل موسم أفضل 8 لاعبات، وحلولها وصيفة مرتين (2001 و2002)، وكأس الاتحاد مع منتخب بلادها مرة واحدة العام 1999، فضلا عن ذهبية الفردي في الألعاب الاولمبية العام 2012 في لندن، وذهبية الزوجي 3 مرات مع فبنوس (2000 في سيدني و2008 في بكين و2012).

وتعتبر سيرينا التي يشرف على تدريبها الفرنسي باتريك مراد اوغلو، اكبر لاعبة في التاريخ تحتل المركز الأول في التصنيف العالمي، وهي لا تعرف حتى الآن التهاون أو التراخي، والدليل أنها حصدت 4 ألقاب في آخر 7 بطولات كبرى.

ورغم الانجازات الكبيرة التي تحققت، إلا أن سيرينا لا تزال تطمح إلى إحراز الألقاب الأربعة الكبيرة في عام واحد، وهو انجاز عجزت عنه حتى الآن، فهل ستجنح في 2017؟.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً