العدد 5056 - الأحد 10 يوليو 2016م الموافق 05 شوال 1437هـ

التعايش المبني على الأسس الأخلاقية والإنسانية سمة المجتمعات الراقية

سلمان سالم comments [at] alwasatnews.com

نائب برلماني سابق عن كتلة الوفاق

في كل مجتمع متعقل يكون التعايش فيه بين مكوناته العرقية والدينية والطائفية والمذهبية مبنياً على أسس إنسانية واقعياً، فالاحترام المتبادل للخصوصيات الدينية والمذهبية والعرقية سمة واضحة فيها، وعدم التحسس والتوجس والتخوف من أي انتماء فيها من أبرز ملامحها الإنسانية، في مثل هذه المجتمعات الراقية لا يتعامل أفرادها وجماعاتها وتكتلاتها وكياناتها المختلفة بسوء الظن، ولا تقبل لأي أحد أن يتحدث بسوء عن النيات ناهيك عن محاسبتها.

وفي تلك المجتمعات المتعايشة اجتماعياً وإنسانياً ووطنياً تشديد كبير على الالتزام بكل القواعد الأخلاقية والأدبية والقانونية والحقوقية، لكي لا يسمح لأي إنسان أن يمزق عرى المجتمع، بالسب والشتم والقذف والنعت المزري لأي فئة في المجتمع، كبيرة كانت أم صغيرة، فشعار تلك المجتمعات الذي ترفعه، الكل في المجتمع يجب أن يحترم ويقدر، سواء كانوا أفراداً أو جماعات أو كيانات أو فئات وانتماءات دينية وطائفية ومذهبية وعرقية، لماذا كل هذا التشدد في التقيد بالأخلاقيات السامية بكل حيثياتها الدقيقة؟ لأن الالتزام بها يوجد مجتمعاً آمناً من كل الأزمات الاجتماعية والإنسانية، وبغيره تحدث الفوضى البغيضة والانفلات في كل الاتجاهات.

وقالوا في المجتمعات المتعايشة، لا يمكن تحقيق سلامة حقيقية للمجتمع إلا بتحقيق التعايش السلمي الواعي بين جميع أبناء المجتمع، ولا يتحقق التعايش المرجو إلا إذا ما توافرت الإرادة القوية لدى جميع أطراف المجتمع للتعايش الحقيقي، ومن المعلوم عند الكثيرين، أن الإرادة الفاعلة والمنتجة للتعايش المجدي، لا تتولد في نفوس الناس إلا ببذل الجهود الكبيرة من قبل الشخصيات البارزة في المجتمع.

كم نحن في مجتمعنا الصغير بحاجة لتلك الجهود الكبيرة التي تعمل بكل جد، للم الشمل ورأب الصدع وإنهاء سوء الفهم، الذي له الدور الأكبر في خلق حالات نفسية ومعنوية واجتماعية وإنسانية غير مستقرة في أوساط المجتمع الواحد، مجتمعنا البحريني عرف عنه بكل فئاته ومكوناته أنه يمتلك القابلية الكبيرة في التعايش السلمي بين جميع شرائحه الاجتماعية والإنسانية والدينية والمذهبية، وقد أثبت إنسان هذا البلد طوال القرون السالفة أن التعايش الراقي هو طبع من طباعه البارزة، وكل زائر لهذا البلد الطيب يغبط أهله على ما يعيشونه من تعايش سلمي بينهم، فمن ينعم الله عليه من الأجانب والوافدين بأن يعيش بينهم، يحمد الله ويشكره كثيراً، ويأمل أن لا يحرم من هذه النعمة الكبيرة.

فالقيمة الأخلاقية والإنسانية والوطنية للتعايش السلمي لا تقدر بثمن مادي مهما كبر ذلك الثمن، فالإسلام العظيم حث كثيراً المجتمعات الإسلامية والإنسانية على تحقيق هذا المطلب الإنساني الكبير، وامتدح كل من يساعد على تحقيقه، وأجزل في الأجر والثواب إلى كل من يعمل على ترسيخه في مجتمعه، فلنبدأ جميعاً في إنجاز هذا المشروع الرائد قولاً وفعلاً، ولا نحاول التغافل عنه أو تجاهله أو التسويف في تنفيذه، لأن كل يوم يفوت لا يمكن تعويضه، نحتاج إلى إرادة جماعية وعزيمة قوية للوصول لأهداف التعايش السامية، فالتردد والتشكيك في الدخول في هذا المشروع المهم، لا يؤديان إلا إلى مزيد من التفكك والتمزق والتباعد النفسي والمعنوي بين أبناء المجتمع الواحد، ونعتقد أن جل أبناء الوطن لا يقبلون بتفشي مثل تلك الأخلاقيات السلبية في مجتمعنا الواعي.

إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"

العدد 5056 - الأحد 10 يوليو 2016م الموافق 05 شوال 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 4:50 م

      لنبدأ بهذه الاخلاقيات. ونكون صادقين. ومن الاخلاق أن لا أظلم مستحق للوظيفة والترقية والمنصب لأسباب طائفية أو لسبب القرابة. فهذا ظلم.. ليحكمنا الاخلاق ونبتعد عن الظلم والواسطات ظلم وهي خيانة للوطن وحرمانه من الكفاءات. وهنا تثبت الوطنية والولاء للوطن

    • زائر 5 | 3:39 ص

      قبل صعود التيار الديني السني و الشيعي كان شعب البحرين شعب بسيط يعيش على الفطرة السليمه النقيه الناصعة اما بعد صعود تيارات الاسلام السياسي السنيه و الشيعيه تفتت المجتمع و صار مجتمع طائفي بامتياز لذلك الحل هو منع رجال الدين من اصحاب اللحى و العمائم من التدخل في الشأن و السياسة و الاقتصاد لأنهم سبب البلاء

    • زائر 4 | 1:25 ص

      يقولون الأفعال أقوى من الأقوال....والأفعال هذه الأيام هي التي تسبب ما نحن فيه...ولا يمكن للأقوال أن تصلح ما خربته الأفعال....

    • زائر 2 | 11:43 م

      الدين فكرة راقية

      لكن ان يتم استغلال تلك الفكرة من قبل فكر متخلف هذه عي كارثة مجتمعاتنا الراقدة في سكينة في مستنقع الماضي واتباع العقول المعممة المحجوب عنها نقاء الأوكسجين التي تحث على القتل و تدمير الاخر

    • زائر 1 | 10:51 م

      نعم هذا الكلام صحيح وشعب البحرين كان كما قلت تماما

    • زائر 3 زائر 1 | 1:16 ص

      البحرين زمان عندما كان الناس بسطاء والكل يبحث عم لقمت العيش وبعد الرفاهيه صار الناس تتطلع لزيادة المال والمناصب حتى ولو على حساب المجتمع وخرابه .

اقرأ ايضاً