العدد 5061 - الجمعة 15 يوليو 2016م الموافق 10 شوال 1437هـ

القطان: الناس انشغلوا بالصراعات والجرائم والقتل وتركوا أمر الله وتساهلوا في الواجبات

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

الجفير - محرر الشئون المحلية 

15 يوليو 2016

قال إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان: «إن الناس في هذه الأيام منشغلون، إلا من رحم الله، بالأحداث والأخبار والصراعات والجرائم والقتل والدمار والقنوات ووسائل الاتصال، والصحف والإذاعات والتصريحات والتحالفات والحاضر والمستقبل والتحليلات، قد تركوا أمر الله وتساهلوا في الواجبات، وتكاسلوا عن العبادات وخاضوا في الدماء والأعراض والقيل والقال، فلم ينالوا من ذلك غير الهم والقلق والفزع والهلع إلى جانب ارتكابهم الكثير من الذنوب والسيئات».

وفي خطبته يوم أمس الجمعة (15 يوليو/ تموز 2016) رأى القطان أن «هذا حال كثير من الناس اليوم،إلا من رحم الله، وهناك صنف آخر يحمل همّ وطنه وأمته ودينه، ويدرك طبيعة الأحداث والفتن من حوله وأهمية التعاطي معها ومعرفة خيرها من شرها ودوره الإيجابي فيها، لكنه لم يفرط في واجباته ولم يتكاسل عن العبادات والطاعات، ولم يقطع صلته بجبار الأرض والسموات؛ لأنه يدرك أن ذلك هو زاده في الدنيا للثبات والاستقامة على أمر الله، وبه يكون الفرج بعد الشدة والضيق».

الخطبة التي عنونها القطان بـ «الاستقامة على الطاعات حتى الممات»، بيّن فيها أن «من تمام شكر الله تعالى على نعمه، بعد الانتهاء من مواسم العبادات، الاستقامة على الطاعات والأعمال الصالحة والمحافظة عليها، فهذا دليلٌ واضح على قبول العمل عند الله، وإنها لبشارة عظيمة للعبد في الدنيا، فالله -سبحانه وتعالى- لا يتقبل إلا من المتقين، ومن نكث عن الصراط المستقيم وعاد إلى التفريط والتقصير وارتكاب المحرمات والموبقات فذلك والله هو المحروم من رحمة الله».

وتساءل «هل يعقل هذا، أن إنساناً يبني له بيتاً طوال النهار، فإذا جاء المساء قام إلى ذلك البناء وهدمه؟ ثم يأتي الصباح ليبني من جديد وهكذا... هل يعقل هذا يا عبدالله؟ وهذا مثل لكل إنسان يقوم بما أمره الله تعالى من العبادات والطاعات من صلاة وصيام وزكاة وحج وذكر وقراءة قرآن، وأمر بمعروف ونهي عن منكر، وتعليم جاهل، ونصح إنسان ودلالة على الخير، وبذل معروف وغير ذلك، وفجأة يترك هذه الأعمال ويتكاسل عنها وينحرف إلى الغفلة والمعاصي والسيئات، والله عز وجل قد أمرنا بالاستقامة على الطاعة حتى نلقاه؛ لأن العبرة بخواتيم الأعمال، ولا يدري أحدنا متى يأتيه أجله».

وذكر أن «الاستقامة تبدأ من القلب بتوحيد الله وحبه، والرضا به، والإخلاص له في جميع الأعمال والأقوال، ثم بعد ذلك استقامة اللسان بحسن الكلام، وقول الحق، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وذكر الله، وتلاوة القرآن، والدعوة إلى الله،

وأكد أن «الاستقامة على الدين، والمحافظة على العبادات والطاعات، وتطبيق الإسلام في واقع الحياة في جميع جوانبها، يجلب على الأفراد والمجتمعات والشعوب والدول معية الله وتوفيقه ونصره، وتتابع خيراته وتوالي نعمه، وهذا هو الطريق الذي ارتضاه الله لعباده وأمر بالسير عليه».

وأضاف «الاستقامة مفتاح للخيرات، وسبب لحصول البركات. أما الثمرة الكبرى فإنها تكون يوم القيامة، عندما يجد الإنسان جزاء هذه الاستقامة، أمناً وفرحاً وسعادة وجنات تجري من تحتها الأنهار».

ورأى أن «صلتنا بالله ما ضعفت في يوم من الأيام، ولا فرطنا في الطاعات والعبادات التي أمرنا بها، إلا رأيت الفتن والبلايا والشرور وضنك العيش، وظهور الصراعات وانتشار الخلافات، وقست لأجل ذلك القلوب، وذهبت الرحمة، وحلت الشحناء والبغضاء، فإذا لم يكن هناك توبة نصوح وعزم على تصحيح مسار حياتنا، وعلاج أمراضنا وأخطائنا وتقصيرنا؛ فإن الله يسلط جنوده ويرسل عذابه، ويأذن بعقابه».

ونبّه إلى أن «من أعظم أسباب النجاة بعد توحيد الله من هذه الفتن والمصائب: الاستقامة على الطاعات، وأداء العبادات والمداومة عليها، فبها ينال المسلم حفظ الله ورعايته، وتُدفع عنه وعن أمته ومجتمعه الكثير من المصائب والفتن، ذلك أن الإنسان عندما يتعرض للفتن والمصائب والمحن يطيش عقله، وتسوء تصرفاته، وتزيد ذنوبه ومعاصيه، وتكثر همومه وأحزانه، فيخسر دينه ودنياه وآخرته، ولا يثبت على الحق والخير والمعروف، ولا يستقيم إلا من وطَّن نفسه على طاعة الله، ولم ينشغل بما أصابه عما أوجبه الله عليه».

وأوضح أن «الاستقامة على العبادة دليلٌ على الرغبة في الخير، وعنوان قوة الإيمان، ولزومُ الطريق المستقيم، والثبات عليها في كل آن وحين، وإن كان المسلم في مواسم الخير يضاعف جهوده، لكنه لا ينقطع عن العبادة بعد ذلك، فإن استقامته على الطاعة يدل على قوة الإيمان وقوة اليقين، فالاستقامة وسط بين الانحراف وبين الغلو في دين الله».

وأردف قائلاً «إن كان شهر رمضان مضى بخيره وبركته، نسأل الله أن يتقبله منَّا ومنكم، فليس معنى ذلك أن عبادة المسلم قد انقضت وتوقفت، لا، بل العبادة باقية، والمسلم سائر عليها، مستقيم عليها، قد أخذ من شهر رمضان عظة وعبرة، فرمضان هذّبه، ورمضان أقام اعوجاجه، ورمضان هداه للخير، ورمضان روَّض تلك النفس، وأعدها الإعداد الصحيح لتكون سائرة على وفق منهج الصالحين».

وقال إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي: «لئن كان موسم الخير تُضاعف فيه الأعمال، لكن لا يلزم من ذلك أن تنقطع عن العمل بعد رمضان، فكن محافظاً على طاعة الله من صلاة وصيام وصدقة وإحسان وتلاوة قرءان، وتقرب إلى الله تعالى بنوافل الطاعة».

العدد 5061 - الجمعة 15 يوليو 2016م الموافق 10 شوال 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً